تصاعد القتال في حلب في الاسابيع الاخيرة بين الجيش السوري والمعارضة المسلحة

حذّر ستافان دي مستورا، المبعوث الاممي الخاص الى سوريا، من ان مخزون الوقود في الاحياء الخاضعة لسيطرة قوات المعارضة المسلحة من مدينة حلب السورية الشمالية قد ينفد في غضون ايام.

وكان القتال قد تصاعد في الاسابيع الاخيرة بين قوات الجيش السوري والمعارضة في الجزء الشرقي من حلب الذي يسكنه نحو ربع مليون مواطن.

وقال دي مستورا إن شح الماء والغذاء فاقم من خطورة الوضع في ذلك الجزء من المدينة وجعله اسوأ من ذي قبل.

واضاف المبعوث الأممي ان من شأن توصل الولايات المتحدة وروسيا الى اتفاق لوقف اطلاق النار في المحادثات الجارية في جنيف ان يحدث فرقا كبيرا لجهود الاغاثة في سوريا.

وكانت الولايات المتحدة قالت إن تلك المحادثات "تحقق بعض التقدم"، ولكن وزير الخارجية الروسي سيرغيه لافروف قال إن واشنطن تتلكأ في التوصل الى اتفاق.

وكانت القوات السورية نجحت الاحد الماضي في اعادة سيطرتها على اجزاء من حلب كانت خسرتها للمعارضة الشهر الماضي مما جدد الحصار المفروض على المناطق الشرقية من المدينة الخاضعة لسيطرة المعارضين.

وقال ناشطون إن القوات الحكومية اعادت سيطرتها على كليتين عسكريتين تقعان في منطقة الراموسه جنوبي المدينة وقطعت خط امداد رئيسي كان يستخدمه المعارضون.

"ذروة الرعب"

وقال دي مستورا يوم الجمعة "هناك قلق متنام حول مصير حلب الشرقية، فهناك قضايا الغذاء وشح الوقود والماء."

وقال مسؤول الشؤون الانسانية في الامم المتحدة ستيفن اوبراين لبي بي سي من جانبه إن الظروف في حلب قد اصبحت مروعة، وقال "اصبحت حلب الشرقية في ذروة الرعب، واذا كان اي منا هناك لشعر بأن الحياة غير ممكنة ناهيك ان تكون محتملة."

وقال اوبراين إن المدنيين عالقون في المباني المهدمة ويتعرضون يوميا للقصف المدفعي والجوي.

ووصف اطفال المدينة بأنهم يشكلون "جيلا ضائعا" محروما من فرص التعليم.

وكانت قدرة الامم المتحدة على ايصال المساعدات في شتى المناطق السورية قد تدهورت في اشهر الصيف نتيجة تصاعد القتال.

ولم يتسن ايصال الا كميات قليلة من مواد الاغاثة الى مستحقيها في شهر تموز / يوليو، وكميات اقل في آب / اغسطس، بينما لم يكن ممكنا ايصال اي مواد في ايلول / سبتمبر حتى الآن، حسبما تقول المنظمة الدولية.

"تفاصيل فنية"

يلتقي لافروف وكيري للمرة الثالثة في الاسابيع الثلاثة الماضية في محاولة للتوصل الى اتفاق حول سوريا.

ويأتي تحذير الامم المتحدة بينما يواصل وزيرا خارجية روسيا والولايات المتحدة سيرغيه لافروف وجون كيري محادثاتهما في جنيف حول امكانية التوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار في سوريا.

وقال مسؤول في وزارة الخارجية الامريكية إن الجانبين "يحققان بعض التقدم نحو طرح مقترحات تؤدي الى وقف اطلاق نار يشمل سوريا بأسرها وضمان ايصال المساعدات الانسانية الى المحتاجين اليها دون عائق وبشكل مستمر."

ولكن المسؤول اكد على ان ثمة "تفاصيل فنية" ينبغي "حلها."

يذكر ان لافروف وكيري يجريان محادثات بشكل متقطع منذ اسابيع، وتقول ايموجين فولكس مراسلة بي بي سي في جنيف إنه من الواضح ان المحادثات يشوبها الكثير من التعقيد.

ومن المعروف ان روسيا والولايات المتحدة تساندان اطرافا متضادة في الحرب السورية التي اندلعت عام 2011، فبينما تدعم واشنطن من تصفهم "بالمعارضين المعتدلين"، تساند موسكو الحكومة السورية.