لم تشهد أسواق بيروت حركة كبيرة عشية عيد الأضحى لأسباب كثيرة تتعلق بالأوضاع الأمنية والاقتصادية الضاغطة، بالإضافة إلى الخلافات السياسية التي تعصف بالبلاد.

إيلاف من بيروت: يمتاز عيد الأضحى كعيد الفطر بوجه وخاصيّة اجتماعيّة تتجلى بمجموعة من الممارسات تمثل قيمًا إنسانية متوارثة تبدأ بالتواصل مع الأرحام في البيوت ولا تنتهي عند تلاقي الأحبة في السهرات والمطاعم والحفلات التي درجت العادة أخيرًا على إقامتها في مواكبة للمظاهر المدينية والمعاصرة.

مظاهر تتجلى على الطرق في مختلف المناطق اللبنانية في لوحات وملصقات تعلن عن سهرات تقام أول وثاني وثالث أيام العيد يحييها فنانون لبنانيون وعرب وأجانب تلبي رغبة أهل البلد والسياح، خصوصًا منهم العرب الذين يقصدونه لقضاء عطلة أيام العيد.

كيف كان وضع الأسواق في لبنان عشية عيد الأضحى؟

سوق الحدث

في سوق الحدث يقول رئيس التجار فيها انطوان عبود لـ"إيلاف" إن الحركة التجارية لا بأس بها لكن ليس كما يجب، وبحسب بعض تجار ثياب الأولاد فإن الحركة كانت جيدة، أما في قطاع الأدوات الكهربائية فقد كانت خفيفة نوعًا ما، اما بالنسبة للوضع الامني والخوف السياسي فقد أثر الوضع كثيرًا على حركة الاسواق، والوضع السياسي اثر كثيرًا على قطاع شراء الأدوات الكهربائية كالبرادات والغسالات والمكيفات، وعندما يرتاح الوضع الأمني في لبنان تعود الحركة التجارية إلى سابق عهدها.

عرب وأجانب

أما هل هناك عرب وأجانب داخل الاسواق عشية عيد الاضحى؟ فيجيب: "بأعداد قليلة جدًا، هناك زبائن من ضواحي بيروت، لأن سوق الحدث يجمع الضاحية وكفرشيما وبعبدا واجمالاً، يقول عبود، إن سوق الأضحى لم يكن كما يجب أن يكون، وبعض محال الثياب للأولاد اشتغلت، ولكن ليس كما يجب وذلك للأسباب التي ذكرناها.

الحمرا

من الحدث إلى شارع الحمرا يبدو الوضع على ما هو عليه، وفي هذا الصدد يقول رئيس تجار شارع الحمرا زهير عيتاني لـ"يلاف" إن الحركة بدأت منذ 3 أيام فقط وتحرّك السوق ولكن ليس كما يجب أن يكون عادة، والسبب برأيه يعود إلى الحالة الأمنية غير المستقرة، والتخوّف من وقف جلسات الحوار وما قد يسبب ذلك من تشنج في الشارع، والمناكفات التي أدت إلى تهريب الأجنبي والعربي من لبنان وأسواقه خلال عيد الاضحى، فلم نعد نجد العربي أو الإيراني أو حتى الأجنبي، وعادة كان يؤم سوق الحمرا الكثير من هؤلاء، ويضيف: "اليوم التاجر اصبح فوضويًا، وكل التجار يضعون تنزيلات قد تصل الى 70% وهذه أمور وهمية للزبائن، وهذا ليس الحل برأيه، عند عدم وجود الناس في الأسواق كل هذه الأمور الوهمية لا تنفع، ومنذ زمن بعيد كانت الدولة تقيم شهرًا في الصيف للتنزيلات وربما 15 يومًا خلال فصل الشتاء، اليوم هناك تنزيلات وهميّة تضر بالزبائن والتجار على حد سواء.

الأرباح

اما أكثر القطاعات التجارية التي تدر أرباحًا في شارع الحمرا فهي المطاعم، وكل ما عدا ذلك يبقى كماليات لا يهتم لها اللبناني، ولأن قوته الشرائية انعدمت، واذا اتى لبنانيون من الخارج فإن هؤلاء لديهم قوة شرائية وقد ينعشون أسواق بيروت، ولا يأتون اليوم بسبب الحالة السياسيّة غير المستتبة، وشكاوى التجار في سوق الحمرا بالمئات، ولا أحد يعوّض عليهم خسائرهم، كل تاجر يتحمّل مسؤولية نفسه، ويمكن القول إن عيد الاضحى هذا العام لم يشهد حركة تجارية كبيرة أسوة بالسنوات الماضية.