نفت الكنيسة المصرية اعتزامها اجراء فحوص عذرية للفتيات المقبلات على الزواج، وذلك ردًا على تصريحات محاميها رمسيس النجار، الذي قال إن الكنيسة وضعت شرطًا جديدًا للزواج الكنسي، يتم بموجبه توقيع كشوف عذرية على الفتيات. فيما قالت حركات قبطية إن كشوف العذرية تتم بالفعل في حق الفتيات المسيحيات المقبلات على الزواج في الصعيد، بناء على تعليمات من الكنيسة.

القاهرة: أثارت تصريحات رمسيس النجار، محامي الكنيسة، حول اضافة مادة في قانون الأحوال الشخصية للمسيحيين، تنص على ضرورة اجراء كشف عذرية للفتيات المقبلات على الزواج، الكثير من السخط في أوساط الأقباط في&مصر.

وقال رمسيس الذي يقدم نفسه في وسائل الإعلام، على أنه "المستشار القانوني للكاتدرائية، إن الكنيسة قررت توقيع &كشوف عذرية للفتيات القبطيات المقبلات على الزواج، ضمن "كورسات المشورة" التي قرر المجمع المقدس للكنيسة تطبيقها إجبارياً في كل الإيبارشيات".

رسميًا، سارعت الكنيسة إلى نفي تلك التصريحات، وقالت في بيان لها، إنه "ليس هناك أي كشف طبي خادش لحياء الفتيات قبل الزواج كما قيل، كما أنها لم تكلف أحدا بالحديث باسمها أو أن يكون مستشارا لها وما ردده هو كذب وعار تماما من الصحة". في إشارة إلى المحامي رمسيس النجار.

وقال المتحدث باسم الكنيسة بولس حليم، إن ما أثير في هذا الصدد شائعة، وصفها بـ"السخيفة". وأضاف لـ"إيلاف" أن الكنيسة لم تطلب إضافة هذا الشرط إلى مشروع قانون الأحوال الشخصية الجديد، مشيراً إلى أن الكنيسة تحافظ على كرامة بناتها، ولا يمكن أن تطلب اجراء اختبارات عذرية لهن.

إثارة الغضب&

وأعتبر أن الهدف من هذه الشائعات إثارة الغضب بين الكنيسة وأبنائها، لافتاً إلى أن الكنيسة تقدم كورسات المشورة للمقبلين على الزواج، وهي تتضمن نصائح ودراسات علمية للشاب والفتاة، لتعريفهم بالزواج، وكيفية معاملة كل طرف للآخر بالحسنى والمحبة، لضمان استقرار الأسرة المسيحية.

وبالمقابل، أكدت حركات قبطية أن كشوف العذرية تجرى بالفعل للفتيات المسيحيات المقبلات على الزواج في بعض الإيباراشيات في صعيد مصر، وقال أشرف أنيس، مؤسس حركة "الحق في الحياة"، التي تنشط في مجال المطالبة بالطلاق والزواج الثاني للأقباط، ان بيان المتحدث الرسمي للكنيسة غير دقيق، مشيرًا إلى أن "كشوف العذرية شرط أساسي من شروط إتمام الزواج في الكنيسة في بعض الإيباراشيات، خاصة الصعيد ومحافظة البحر الأحمر، وله أكثر من سنتين مطبق، خصوصاً في محافظة قنا ومدينة الغردقة".

وأضاف في بيان له أن "أهالي هذه المناطق لا يستطيعون الاعتراض على هذه التعليمات التي يطبقها أساقفة كل إيباراشية على حدة حتى يتم زواج بناتهم وعدم اتهامهم بأن بناتهم فاقدات للعذرية".

وأفاد بأن "المؤسسة الكنسية تعلم أن هناك حكماً صادراً من الإدارية العليا يمنع كشوف العذرية إجبارياً على الفتيات ويعتبر ذلك انتهاكاً لحرية أجساد الإناث وعدواناً على كرامتهن، وبالرغم من ذلك تصر المؤسسة الكنسية على كشوف العذرية في بعض الإيباراشيات في مخالفة صريحة لهذا الحكم، معتمدة على أن أبناءها لن يرفعوا دعاوى قضائية عليها بهذا الخصوص".

وبينما قالت رابطة "منكوبي الأحوال الشخصية للأقباط الأرثوذكس"، إن الكشف الطبي على الفتيات المقبلات على الزواج يناقض جميع مواثيق حقوق الإنسان، وأوضحت الحركة التي تنشط في مجال الدفاع عن حق الأقباط في الطلاق والزواج الثاني، إنها ترفض اخضاع المسيحيين المقبلين على الزواج لـ"كورس المشورة" و"الكشف الطبي"، خاصة كشف العذرية، لفتت&إلى أن جميع مواثيق حقوق الإنسان الدولية تحرم ذلك.

مخالفة للدستور

وقال هاني عزت، مؤسس الرابطة في بيان له، إن تلك الكورسات مخالفة للدستور ومقيدة للحريات ولو بحسن النوايا، والأجدى بالكنيسة أن تجدول هذه الكورسات في اجتماعات الخريجين الأسبوعية ولطلبة ثانوي ولو بمعدل يوم واحد شهريا وليس جميع الاجتماعات.

وأضاف عزت: "من الواضح أن الغرض من الشروط المجحفة هو إيقاف الزيجات لأن القائمين على مسؤوليتهم فشلوا حتى الآن في إيجاد حلول للمتضررين على أبواب الكنيسة في مشاكل الأحوال الشخصية"، منوها&بأن "رفض كشف العذرية للبنات ليس بسبب أخطاء أو تشكيك في عفة المسيحيات ولكن لأنه إهانة لعفة البنت وقهر لفرحتها بالزواج، علما بأنه يوجد تقارير طب نفسي تؤكد أنه حتى كشف طبيب أمراض النساء على المرأة المتزوجة، عند الحاجة يسبب لها اضطرابا نفسيًا".

واستطرد عزت: "إذا كانت الكنيسة تنادي بالمواطنة دون تمييز، فهل المصري المسلم يجبر على هذه الكورسات في الجوامع قبل الزواج"، مشيرًا إلى أن قرار الكنيسة هو تحد سافر لجميع مواثيق حقوق الإنسان والأعراف الدولية، وقد تدفع البعض للظن أن القرار لجني الأموال أو لايقاف الزيجات".

وطالب البابا تواضروس الثاني، بسرعة إيقاف هذه الكورسات، واصفًا إياها بـ"المهزلة"، حفاظا على الأسرة المسيحية ورحمة بالنفوس وأولاد الكنيسة. على حد تعبيره.

ومن جانبه، قال عضو المجمع المقدس، القمص سرجيوس سرجيوس، إن هذه الأقاويل عارية من الصحة، مشيرًا إلى أن الكنيسة تولي اهتمامًا كبيرًا بالأسرة، لإيمانها العميق بأنها هي التي تحمي الإيمان وتحافظ عليه، وتنشر المحبة بين الناس.

وأضاف لـ"إيلاف" أن الكنيسة انطلاقاً من اهتمامها وفهمها العميق لدور الأسرة، قررت إخضاع المقبلين على الزواج لكورسات المشورة، لافتًا إلى أنها اجرت اختبارات على تلك الكورسات في بعض الإيباراشيات وثبت نجاحها، وأظهرت نتائج جيدة في حياة المتزوجين حديثًا، ممن شاركوا في تلك الكورسات، ونفى أن تكون كشوف العذرية ضمن الكورسات.

وتنظم الكنيسة الأرثوذكسية "جلسات نصح وإرشاد للمقبلين على الزواج تسمى بـ"كورسات المشورة"، وتتضمن معلومات وتدريبات على كيفية التعامل بين الزوجين في كافة المجالات، ويخضع المقبلون على الزواج لكشف طبي، لبيان خلوهما من الأمراض التي تعوق اتمام الزواج.
&