اندلعت حرب اعلانية في المجر سلاحها اللافتات، وذلك قبل اسابيع فقط من موعد اجراء استفتاء عام حول المقترحات التي طرحتها المفوضية الاوروبية بتوزيع طالبي اللجوء بشكل اكثر عدالة على الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي.

السؤال الذي سيوجه للناخبين في الثاني من اكتوبر

هل تريد من الاتحاد الاوروبي ان يكون قادرا على اجبار المجر على استضافة غير المجريين في البلاد حتى بدون اخذ موافقة المجلس الوطني؟

فمنذ الاعلان في شباط / فبراير عن اجراء الاستفتاء في الثاني من تشرين الاول / اكتوبر المقبل والفضاءات العامة ووسائل الاعلام المجرية تمتلئ بالشعارات التي تروج لها الحكومة مثل:

  • هل تعلم ان الهجمات الارهابية في باريس ارتكبها مهاجرون؟
  • هل تعلم ان مليون مهاجر يرومون القدوم الى اوروبا من ليبيا لوحدها؟
  • هل تعلم انه منذ بدء ازمة المهاجرين، زادت ظاهرة التحرش بالنساء في اوروبا؟

واعتبر كثيرون السؤال الذي سيطرح على الناخبين في الاستفتاء مسيسا الى درجة ان احد نواب الحزب الليبرالي المعارض قرر احالته الى المحكمة الدستورية. الا ان المحكمة ردت الشكوى.

وقال مصدر حكومي لصحيفة نيبشاباشاغ اليومية إن الحملة الاعلانية كلفت 10 ملايين يورو من الاموال العامة.

رد حزب الكلب ذو الذيلين على الحملة الحكومية بحملته الخاصة الساخرة

لافتة حكومية تقول: اتعلم ان بروكسل تريد اسكان مدينة كاملة من المهاجرين غير الشرعيين في المجر؟

ردا على هذه الحملة الحكومية، قرر حزب ساخر التصدي لها بنفس طريقتها. ونجح الحزب، واسمه حزب الكلب ذو الذيلين، في جمع تبرعات بلغت قيمتها 100 الف يورو من 4 آلاف متبرع لتمويل حملته الاعلانية. وتسخر اعلانات الحزب من الشعارات التي تروج لها الحكومة وبنفس طريقتها واساليبها.

وهناك 27 نموذجا من الشعارات التي روج لها الحزب، منها:

  • هل تعلم ان هناك حربا دائرة في سوريا؟
  • هل تعلم ان شجرة قد تقع على رأسك؟
  • هل تعلم انه في القرن السادس عشر في مقاطعة سموغني، هاجمت الدببة 42 مواطنا؟
  • هل تعلم ان مليون مجريا يرغبون في الهجرة الى اوروبا؟

لافتات لحزب الكلب ذو الذيلين في احدى ساحات بودابست

لافتة للحزب الساخر تقول: هل تعلم ان مرتكبي معظم جرائم الفساد هم من السياسيين؟

وقال زعيم حزب الكلب ذو الذيلين، غيرغلي كوفاكس لبي بي سي "لا نستطيع عمل شيء حقيقة لكل اولئك الناس الذين يقضون ايامهم في كراهية المهاجرين، وهم في اغلب الاحوال شاهدوا كائنات من الفضاء الخارجي في حياتهم اكثر مما شاهدوا مهاجرين. ولكن ما نستطيع عمله هو التماس ملايين المجريين الذين ازعجتهم حملة الحكومة. نريد ان نعلمهم بأنهم ليسوا وحيدين في موقفهم."

اما الحكومة، فتدافع بشراسة عن استفتائها وحملتها الاعلانية.

يقول زولتان كوفاكس الناطق باسم الحكومة المجرية "لا اعتقد انه يصح ان يوصف المنطق السليم بأنه كره للاجانب، فالناس في شتى ارجاء الاتحاد الاوروبي يشعرون بأن خطأ كبيرا شاب نظام الهجرة. الذي يحدث الآن خارج عن السيطرة. علينا استعادة القدرة على فرض النظام وحكم القانون عند حدود الاتحاد الاوروبي."

ويبدو، الى الآن، ان حملة الحكومة تحقق نجاحا.

يقول اندراس بولاي، مدير باحثي الرأي العام في معهد بوبليكوس، "هناك انخفاض كبير في مستوى التعاطف الشعبي مع المهاجرين واللاجئين، فقبل عام واحد كان ثلثي المستطلعة آراؤهم يؤيدونهم، اما الآن فقد انخفضت هذه النسبة الى الثلث فقط."

وحسب آخر استطلاع اجراه بولاي، قال 53 بالمئة من المشاركين إنهم سيشاركون بالتأكيد في استفتاء الثاني من اكتوبر بينما قال 23 بالمئة إنهم قد يشاركون فيه.

ولكي ينال صفة شرعية، ينبغي ان تكون نسبة المشاركة في الاستفتاء 50 بالمئة على الاقل من مجموع ناخبي المجر البالغ عددهم 4,1 مليون ناخب. وحسب الاستطلاع، قالت الاغلبية الساحقة من الذين ينوون التصويت إنها ستصوت "بلا".

اعلان ساخر آخر يسأل: هل تعلم انه في الاولمبياد الاخير كان اكبر خطر واجهه الرياضيون المجريون يتمثل في المنافسين الاجانب؟

ويطلب حزب الكلب ذو الذيلين من الناخبين اتلاف بطاقاتهم الانتخابية، بينما يطالب الحزب الاشتراكي بمقاطعة الاستفتاء كما يطالب بذلك عدد من الاحزاب اليسارية الصغيرة. وتنوي كل هذه الاحزاب اطلاق حملات اعلانية الاسبوع المقبل.

ويدعو حزب فيديش الحاكم وحزب جوبيك القومي المتطرف الناخبين الى التصويت "بلا" في الاستفتاء، بينما يدعوهم الحزب الليبرالي صغير الحجم الى التصويت "بنعم."

وقال الناطق الحكومي كوفاكس "ستكون للاستفتاء عواقب قانونية وسياسية لا يمكن التغاضي عنها."

ومضى للقول "نسبة المشاركة مهمة من وجهة النظر الديمقراطية. فنحن نريد ان نعرف قرار الشعب، ولذا فنحرضهم على المشاركة."