أكد 79 في المئة من قراء "إيلاف" أن لا حل في سوريا قريبًا، بل هو مؤجّل حكمًا إلى ما بعد انتخاب رئيس أميركي جديد، وقيام إدارة أميركية جديدة.

إيلاف: يومًا بعد يوم، وعلى وقع هدير التنسيق الحربي بين التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية وروسيا، وعلى صوت صراخ السوريين، الذين يتبادل التحالف وروسيا الأدوار لقصفهم وقتلهم تحت أنقاض منازلهم، بعدما ترك بشار الأسد براميله لهم، لا يسمع العالم إلا باجتماعات مكررة بين وزيري خارجيتي روسيا وأميركا في مكان ما هادئ من العالم، في ما صار يعرف بسلسلة "لافروف - كيري" من اللقاءات العقيمة حتى الساعة، تنعقد كلها تحت عنوان إيجاد حل سياسي ما للأزمة السورية.&

لكن، حين سألت "إيلاف" قراءها إن كانوا يظنون أن الحل السوري مؤجل إلى الإدارة الأميركية الجديدة، أجاب 1027 قارئًا عن هذا السؤال، أكدت غالبيتهم (813 مشاركًا بنسبة 79 في المئة من الأصوات) أن تلك هي الحال، وأن لا حل سريعًا لهذه الأزمة المستعصية، بينما قالت أقلية (214 مشاركًا بنسبة 21 في المئة) إن الحل غير مؤجّل.

حراك مستمر
إنه الاعتقاد السائد منذ حين، وربما تكلم عنه بعض المعارضة السورية العارفة ببواطن الأمور منذ العام الأول للثورة السورية، ومع تحولها إلى حرب أهلية، تدخلت فيها دول العالم، إذ أدركوا أن الإدارة الأميركية الحالية، إدارة الرئيس باراك أوباما في ولايته الثانية، أعجز من أن تفرض حلًا في سوريا، يرد للشعب السوري حريته السليبة، ويرد عنه أذى النظام، الذي ما تردد في ضرب مواطنيه بالسلاح الكيميائي.

يستمر المبعوث الخاص للامم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا في جولاته المكوكية، وهو كان أرسل إشارات إلى بدء مفاوضات جديدة للسلام في سوريا في نهاية أغسطس الماضي، ما لم يحصل، في ضوء حراك دولي متجدد تقوم به قوى فاعلة في الأزمة السورية، بغية اجتراح حل سياسي بالمعنى العام للكلمة، من دون التطرق إلى التفاصيل التي يكمن فيها كل شياطين الدنيا، على أن يبنى هذا الحل على القرار الدولي رقم 2254 الذي نص على بدء محادثات السلام في سوريا في يناير الماضي، وهذا أيضًا لم يحصل، لتشكيل حكومة انتقالية وإجراء انتخابات برعاية أممية، ووقف الهجمات ضد المدنيين فورًا، واعتماد بيان جنيف-1 وبيانات فيينا أساسًا لتحقيق عملية الانتقال السياسي الذي ينهي النزاع السوري، على أن يحدد الشعب السوري مستقبل سوريا.

خمس وثائق
كذلك يستمر جون كيري وسيرغي لافروف في الاجتماع، وقد أعلن هذا الأخير السبت أن روسيا والولايات المتحدة تمكنتا من التوصل إلى اتفاق مؤلف من خمس وثائق حول سوريا.

وقال في مؤتمر صحافي بعيد 15 ساعة من المحادثات مع كيري في جنيف: "على الرغم من كل المشكلات، وعلى الرغم من عدم الثقة، وعلى الرغم من كل محاولات تعطيل ما اتفقنا عليه، تمكنا من التوصل إلى وثيقة وليست الوحيدة، بل هي في الواقع خمس".

أضاف: "شكلنا حزمة متينة من الوثائق، وثائق حساسة جدًا، لكن لأسباب ذكرها جون كيري لا نستطيع أن نعلنها لأنها تحتوي على معلومات حساسة وخطرة جدًا، لا نريد أن تقع في أيدي أولئك الذين سيحاولون بالتأكيد عرقلة تنفيذ التدابير المنصوص عليها في إطار المساعدة الإنسانية، وفي أجزاء أخرى من اتفاقاتنا، لكن على الرغم مما تم التوصل إليه، لا يمكن لأحد أن يضمن 100 في المئة احترام الاتفاق وتطبيقه".

كما أكد لافروف،&أن هناك بعض الدول التي تقوم بأعمال استفزازية من خلال محاولتها فرض الوجه الذي يناسبها للمعارضة السورية.

اللا تردد
لكن، وعلى الرغم من كل هذا الحراك السياسي المستعر، المتزامن مع حراك عسكري دموي، يستهدف المدنيين في حلب والرقة وإدلب، يتردد المراقبون كثيرًا قبل أن يعربوا عن أي أمل يراودهم في أن يحصل أي اختراق سياسي للمسألة السورية، طالما أن الولايات المتحدة مستمرة في ترددها الرئاسي في الدرجة الأولى، لأن الوضع يحتاج جزمًَا، لا بيع المواقف إلى الروس، أو حتى بيع المنطقة كلها للروس.

ففي خلال خمس سنوات من عمر الحرب السورية، التي ذهب ضحيتها حتى الآن نحو 400 ألف قتيل، ما تمكنت التحركات الدولية ولا الأممية من إحداث أي خرق ملحوظ في اتجاه فرض حل توافقي، وربما تتغير بوصلة الحدث السوري مع التبدل الآتي إلى البيت الأبيض.&

فإن وصلت هيلاري كلينتون، لا ينسى السوريون أنها كانت من أشد المتحمسين لتدخل عسكري سريع ومبكر من أجل إجبار بشار الأسد على مغادرة السلطة. وإن وصل دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، فهذا الراديكالي لن يستمر في سياسة "خطوة إلى الأمام خطوتين إلى الوراء" التي اعتمدها سلفه، وستجد المسألة السورية طريقها إلى الحل، أيًا كان هذا الحل.
&