أولت صحف عربية بنسخاتها الورقية والالكترونية اهتماماً ملحوظاً بدخول الهدنة في سوريا حيز التنفيذ اعتباراً من أول أيام عيد الأضحى.

وفيما أبدى البعض تفاؤله بالهدنة، واصفين إياها بالمحاولة الجديدة لإنهاء الصراع، شدد آخرون على أنها لن تصمد كما كان الحال مع غيرها الكثير في الماضي.

محاولة جديدة

تقول صحيفة "البعث" السورية في افتتاحيتها إن "نظام التهدئة" يستمر لمدة سبعة أيام "مع الاحتفاظ بحق الرد الحاسم باستخدام جميع الوسائط النارية على أي خرق من جانب المجموعات المسلحة. فيما أكدت وزارة الخارجية الروسية أن الولايات المتحدة رفضت إدراج تنظيم "أحرار الشام" في قائمة المجموعات الإرهابية رغم دعوات موسكو المتكررة لذلك، معربة عن قلقها من رفض التنظيم تنفيذ التهدئة".

كما تصف "الرأي" الأردنية الهدنة بأنها "محاولة جديدة لإنهاء النزاع المستمر في البلاد منذ اكثر من خمس سنوات".

وعلى المنوال ذاته، تقول "الأخبار" اللبنانية إن الاتفاق يمثل بداية "مرحلة جديدة من الصراع السوري افتتحها الوزيران سيرغي لافروف وجون كيري في جنيف… بعد نهار طويل من المباحثات".

بينما تشدد "عكاظ" السعودية على أن الرئيس السوري بشار الأسد قد "رضخ للإملاءات الروسية التي علقت ضرباتها الجوية على الأراضي السورية وفرضت الهدنة دون العودة إلى قرار الحكومة السورية، التي سارعت إلى قبول التفاهم الروسي - الأمريكي".

شكوك

تقول "السبيل" الأردنية "لم تصمد الهدنة في سوريا المتفق عليها بين روسيا وأمريكا أكثر من ساعة واحدة بعد بدايتها في السابعة من مساء يوم عيد الأضحى المبارك، حيث قام الطيران الروسي ومدفعية النظام بقصف منازل مدنيين في حلب، وحماة، ما أوقع عشرة قتلى على الأقل. فيما سجّل مراقبون قرابة الست خروقات للنظام وروسيا خلال أقل من ثلاث ساعات".

وعلى النقيض، أكدت "الديار" اللبنانية أن "المسلحين يخرقون نظام الهدنة بإطلاق قذائف هاون على منطقتي جمعية الزهراء والملاح في حلب" وأن الجيش السوري رد باستهداف "مسلحي داعش بمحيط جبل الثردة".

وفي "الوطن" القطرية، يقول مازن حماد "لا أمل لدي إطلاقاً في أن ينجح الروس والأمريكيون في وضع سوريا على سكة الحل الآن أو في المستقبل المنظور. فما جرى في الساعات الأخيرة من تطورات خطيرة ومحملة بالطغيان والغدر، كان كفيلا بدفن مبادرة السلام المزعومة وإهالة التراب عليها".

ويضيف حماد "المؤكد أن يعجز الروس والأمريكيون عن فرض حل، والمؤكد أن المعارضة ستقاتل حتى الموت لضمان عدم استمرار عائلة الأسد في الحكم ولو لفترة قصيرة. أما الحديث عن تسويات عادلة وعن سوريا موحدة، فأضغاث أحلام، كما ستثبت الأيام المقبلة".

وعلى المنوال ذاته، يقول أحمد يوسف في "الاتحاد" الإماراتية إن هذا الاتفاق "ليس جديداً، فقد سبق التوصل لمثله ولم يحدث شيء".

ويشدد على أن "التوصل إلى تفاهم روسي - أمريكي، حتى ولو تجاوز وقف إطلاق النار واتسم بالشمول ولو نسبياً، لن يكون بالضرورة عاملاً حاسماً في حل الصراع السوري أو تسويته. وأنه حتى لو بدأ تنفيذ هذا التفاهم فسيواجه صعوبات حقيقية تؤدي إلى تعثره إن لم يكن إلى فشله في تحقيق غايته. فلكي تحل صراعاً أو تحقق تسوية لابد أن تشمل العملية التفاوضية الأطراف كافة".

وفي "الوطن" العمانية، يقول زهير ماجد إن الهدنة ستكون بمثابة "تركيبة مؤقتة من أجل إعطاء النفس للمسلحين قوةً وعدداً وسلاحاً وإعادة تنظيم، حيث كما نعرف أن كل يوم يمر يدخل إلى سوريا من تركيا المئات أو ربما الآلاف الجدد منهم وجل ما يعتقده هؤلاء الغرباء أنهم يخوضون الجهاد".

ويضيف ماجد "نحن لسنا أمام اختبار طالما أن المسيطر على المسلحين والمحاربين والممولين والداعمين يمسك بأوراق الحرب جميعها ولديه سحر الكلمات الرنانة الذي تأمر فيطاع. لكننا نعتقد أن هدف الحرب لم يتم التوصل إليه، وبالتالي فإن إمكانيات كتابة النهاية لها ما زال مبكراً".