بحث العراق وبريطانيا اليوم تشكيل محكمة دولية لمقاضاة "إرهابيي" داعش وكل من يدعم الإرهاب، وطرح الموضوع على اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في الأسبوع المقبل.. فيما تم إلقاء ملايين المنشورات على المناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش في محافظة نينوى، وهي تحث السكان على الابتعاد عن مواقع التنظيم قبل انطلاق المرحلة الحاسمة من تحريرها.

إيلاف من لندن: أكد وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفريّ خلال اجتماعه &مع نظيره البريطاني في لندن بوريس جونسون على ضرورة تشكيل محكمة دوليَّة خاصة بمحاكمة إرهابيي داعش، كما جرى بحث سير العلاقات الثنائيَّة بين بغداد ولندن، وسُبُل تطويرها ومُجمَل الأوضاع في المنطقة والعالم، "والتنسيق في الحرب ضدَّ عصابات داعش الإرهابيَّة"، كما قال بيان صحافي لوزارة الخارجية العراقية، إطلعت على نصه "إيلاف" الأربعاء.

وناقش الجعفريّ وجونسون "المشروع الذي طرحته بريطانيا في شهر يوليو الماضي، والذي يُزمَع تبنـِّيه من قبل العراق، وبريطانيا، وبلجيكا، والأورغواي، والخاصِّ بصياغة مشروع قرار دوليٍّ يقضي بتشكيل محكمة دوليَّة خاصَّة لمُحاكمة إرهابيِّي داعش، وكلِّ مَن يدعم الاٍرهاب".

وأكد الطرفان على "ضرورة طرح المشروع على جدول أعمال اجتماعات الجمعيّة العامّة للأمم المتحدة في نيويورك في الأسبوع المقبل".. مشددين على أنه "يجب مُلاحَقة مُروِّجي الإرهاب، والفتاوى التكفيريَّة، والدول التي تـُدرِّب، وتـُموِّل الإرهابيِّين، وتدعم إنشاء المدارس الخاصَّة بنشر التطرُّف".

وأشار الجعفري إلى أن "العراق يخوض حربًا عالميَّة ضدَّ عصابات داعش الإرهابيَّة، ويمثل خط المُواجَهة الأوَّل دفاعًا عن نفسه، ونيابة عن العالم أجمع.. وقال إن "وزارة الخارجيَّة تستثمر كلَّ المُؤتمَرات، واللقاءات الدوليَّة لتحشيد الدعم، والمساندة للعراق، وتحثُّ المُجتمَع الدوليَّ لمكافحة الإرهاب، والتطرُّف، ومنع انتشاره".

من جانبه، أكـَّد وزير خارجيَّة بريطانيا جونسون على "دعم بلاده المُتواصِل للعراق في مُختلِف المجالات"، موضحًا أنَّ "مشروع القرار الذي سيطرح من قبل بريطانيا، والعراق، وبلجيكا، والأورغواي من شأنه منع انتشار الإرهاب، والحدّ من دعم بعض الدول للإرهابيِّين".&

وكانت بريطانيا دخلت الحرب ضد داعش في العراق في سبتمبر عام 2014 حين أعلنت وزارة الدفاع البريطانية أن مقاتلات من طراز تورنيدو تابعة لسلاح الجو الملكي حلقت في أجواء العراق، وهي في حال جهوزية لتوجيه ضربات إلى مواقع تنظيم الدولة الإسلامية.&

وجاءت هذه العملية إثر تبني النواب البريطانيين خلال جلسة طارئة مذكرة للحكومة تجيز انضمام بريطانيا إلى التحالف العسكري الدولي الذي يتصدى للدولة الاسلامية بقيادة واشنطن. وتجيز هذه المذكرة "اللجوء إلى الضربات الجوية" في العراق، لكنها تنص على أن لندن "لن تنشر أي جندي بريطاني في ميادين القتال".

وأفاد مسؤولون بريطانيون أن ست مقاتلات من طراز تورنيدو متمركزة في قبرص قد بدأت المشاركة في الغارات والطائرات المزودة بقنابل موجهة بالليزر وصواريخ كانت تقوم حتى الآن بمهمات مراقبة.
&
ملايين المنشورات على مناطق نينوى تمهيدًا لعملية تحريرها
هذا وألقت طائرات القوة الجوية العراقية اليوم ملايين المنشورات على المناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش في محافظة نينوى الشمالية وعاصمتها الموصل، تحث السكان على الابتعاد عن مواقع التنظيم قبل انطلاق المرحلة الحاسمة من حملة تحريرها.

وقالت قيادة العمليات المشتركة العراقية في بيان صحافي، إطلعت على نصه "إيلاف"، إن طائرات القوة الجوية قامت بأكبر حملة لإلقاء سبعة ملايين منشور على 16 منطقة في محافظة نينوى.&

وأوضحت أن المناطق هي مركز مدينة الموصل وناحية بعشيقة وناحية حمام العليل وناحية الشورة وناحية المحلبية وناحية الحميدات، وقضاء الحمدانية، وناحية برطله وناحية النمرود، وقضاء البعاج، وناحية القحطانية وقضاء الحضر، وناحية تل عبطة، وقضاء تلعفر، وناحية العياضيه، وناحية القيروان.

أضافت أن الحملة تأتي من أجل إحاطة المواطنين كافة في محافظة نينوى بالانتصارات الكبيرة التي تحققت في معارك التحرير، وتكبيد الدواعش خسائر فادحة، وبيان هزيمة داعش في كل العمليات العسكرية التي تحققت.

وقالت "إن الحملة تهدف أيضًا إلى ضمان سلامة كل مواطن بأن يبتعد عن مقار وتجمعات ومخازن عصابات داعش الإرهابية، ومناطق تواجدهم، وحث كل من تورط معهم بأن يتركهم على الفور قبل انطلاق المرحلة الثالثة والحاسمة من عمليات التحرير".

ودعت المنشورات سكان تلك المناطق إلى التهيؤ الكامل والاستعداد للتوصيات التي سترسل إليهم بوسائل خاصة تعلن في وقتها.
ويأتي إلقاء هذه المنشورات في وقت تستعد فيه القوات العراقية لشن عملية عسكرية لاستعادة الموصل، ثاني كبرى مدن البلاد، من قبضة التنظيم الإرهابي، والتي تعتبر معقله الأساسي في العراق، حيث يتراوح عدد مسلحي التنظيم الموجودين حاليًا في الموصل بين 3 آلاف و4 آلاف فرد.

وقد تراجعت المساحات التي يسيطر عليها داعش في العراق من 40 بالمائة من مساحة البلاد عام 2014 إلى 10 بالمائة حاليًا، حيث لم يبقَ بيده سوى محافظة نينوى وعاصمتها الموصل، إضافة إلى بعض المناطق في محافظة الأنبار الغربية.