إيلاف من واشنطن: تسبب اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا، والذي توصل إليه وزير الخارجية الأميركي جون كيري مع روسيا، في تعميق الخلاف بينه وبين وزير الدفاع آشتون كارتر، الذي لديه تحفظات شديدة على تعاون القوات الأميركية والروسية في استهداف الجماعات المتطرفة.&

كان كارتر من مسؤولي الإدارة الذين عارضوا الاتفاق في اجتماع مع الرئيس أوباما عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة بمشاركة كيري من جنيف، الذي أبدى استياءه من هذه المعارضة. ورغم أن أوباما وافق على الاتفاق بعد ساعات من النقاش، فإن مسؤولي البنتاغون ما زالوا غير مقتنعين. &

انقسام داخلي
ورفض مسؤولو البنتاغون يوم الثلاثاء حتى أن يؤكدوا ما إذا كانت وزارة الدفاع ستنفذ في اليوم الثامن من وقف إطلاق النار في حال صموده ما عليها من الاتفاق، الذي ينص على تقاسم الجيش الأميركي معلومات استخباراتية مع موسكو لضرب مواقع تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في سوريا.&

ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن الجنرال جيفري هارينغيان قائد القوات الجوية الأميركية في الشرق الأوسط: "أنا لا أقول نعم ولا أقول لا، ومن السابق لأوانه القول إننا سندخل المعمعة مباشرة". &

يعكس الخلاف بين وزيري الخارجية والدفاع التناقض المتأصل في سياسة أوباما تجاه الأزمة السورية. وكان أوباما تعرّض إلى انتقادات متزايدة سياسيًا لرفضه التدخل بقوة في الحرب الأهلية، التي تقول الأمم المتحدة إنها أسفرت عن مقتل أكثر من 400 ألف شخص حتى الآن، وتشريد ما يربو على ستة ملايين آخرين، وحدوث أزمة اللاجئين في أوروبا. أتاحت هذه السياسة لروسيا فرصة تعزيز دورها في ساحة المعركة وعلى طاولة المفاوضات مع أميركا.&

وفي وقت بلغت حد التوتر بين الولايات المتحدة وروسيا ذروة لا نظير لها منذ نهاية الحرب الباردة يُقال فجأة للجيش الأميركي إنه سيبدأ في غضون أسبوع تقاسم معلومات استخباراتية مع واحد من أكبر أعدائه لاستهداف قوات داعش وجبهة النصرة تحت اسمها الجديد في سوريا بعمليات مشتركة مع القوات الروسية. &

خطر الانكشاف
يأتي على رأس مخاوف البنتاغون أن تقاسم المعلومات مع روسيا يمكن أن يكشف كيف تستخدم الولايات المتحدة استخباراتها لتنفيذ ضربات جوية، ليس في سوريا فقط، بل في أماكن أخرى أيضًا، وبذلك تمكين موسكو من استخدامها لمصلحتها هي في مواجهات متصاعدة تحت الماء وفي الجو حول منطقة البلطيق وأوروبا. &

لكن مستشاري كيري يرون أن موقف البتاغون يعكس تفكيرًا يعود إلى فترة الحرب الباردة. ويعتقد هؤلاء المستشارون أن الروس أنفسهم لا يريدون الغرق في مستنقع سوريا وسيتعاونون إلى حد ما. &

وكانت الولايات المتحدة وروسيا تعاونتا بصورة محدودة في السابق، رغم أن هذا التعاون اقتصر على طاولة المفاوضات، ولم ينتقل إلى ميادين القتال على الأرض. إذ تعاون الدبلوماسيون الأميركيون والروس للتوصل إلى الاتفاق النووي مع إيران، وتعاونوا للتوصل إلى اتفاق على تجريد شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية، ولكن بدون نجاح، بعدما واصلت كوريا الشمالية تجاربها النووية.&

لافروف وكيري

تعاون تنسيقي فقط
وتعاون الأميركيون والروس في سوريا أيضًا، لكنه تعاون اقتصر على التأكد من عدم وقوع حوادث بين الطائرات الروسية والأميركية في الأجواء السورية. &

لكن المواجهات بين قوات البلدين كانت أكثر من تعاونهما، وخاصة بعد ضم شبه جزيرة القرم إلى روسيا، الذي دفع دول الأطلسي إلى نشر أسلحة ومعدات عسكرية متزايدة في أوروبا الوسطى والشرقية. وبدأت الطائرات الروسية هذا العام تحلق بصورة استفزازية فوق البوارج الأميركية في بحر البلطيق. &

متهمة بالقرصنة
وقال مسؤولون استخباراتيون أميركيون إن روسيا تقف وراء سرقة مراسلات الكترونية ووثائق من كومبيوترات الحزب الديمقراطي في واشنطن. وأشار ديفيد كوليت مساعد وزير الدفاع السابق في إدارة أوباما لصحيفة نيويورك تايمز إلى أن هناك عمومًا عدم ثقة".&

من المؤشرات التي تبيّن حساسية الاتفاق مع روسيا بالنسبة إلى واشنطن وموسكو وطائفة من الدول والقوى الإقليمية وفصائل المعارضة السورية، أن وزارة الخارجية الأميركية لم تنشر نص الاتفاق مع الروس، ولا حتى بخطوطه العامة.

أعدت "إيلاف" هذه المادة نقلًا عن صحيفة نيويورك تايمز
يمكنكم قراءة المادة الأصل على الرابط:


http://www.nytimes.com/2016/09/14/world/middleeast/syria-john-kerry.html?hp&action=click&pgtype=Homepage&clickSource=story-heading&module=first-column-region®ion=top-news&WT.nav=top-news&_r=0


&