الرباط: تعرف مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب جدلا كبيرًا بعد إصدار الديوان الملكي لبيان "ناري" الثلاثاء، انتقد فيه الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية (الشيوعي سابقا)، ووزير الإسكان وسياسة المدينة نبيل بنعبد الله، على خلفية حوار نشرته أسبوعية "الأيام"، قال فيه إن مشكلة حزبه ليست مع حزب الأصالة والمعاصرة بل مع من يوجد وراءه، وهو بالضبط من يجسد التحكم، وذلك في إشارة إلى مؤسسه فؤاد عالي الهمة، الذي يشغل حاليًا مستشارًا للعاهل المغربي الملك محمد السادس.

حالة مرضية

وعبر العديد من النشطاء والشخصيات السياسية والأكاديمية في حساباتهم بمواقع التواصل الاجتماعية عن مواقفهم وقراءاتهم للتطورات التي تعرفها القضية بعد أقل من يومين من تفجرها، حيث اعتبر حسن طارق، المحلل السياسي والقيادي السابق في حزب الاتحاد الاشتراكي، في تدوينة على "فيسبوك"، أن موقف "التشفي" في شخص نبيل بنعبد الله الذي وصل إلى "أشباه صحافيين وإلى مسؤولين حزبيين وقيادات سياسية"، هو "مجرد حالة باتولوجية/مرضية، تشكل خليطا من الحقد الشخصي والعهر الفكري والانحطاط الأخلاقي، وهو بذلك موقف يصعب تحليله داخل سجل السياسة".

وأطلق نشطاء الفيسبوك حملة تضامنية واسعة مع الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، نبيل تحت عنوان ("هاشتاغ" #كلنا_بنعبد_الله)، وطالبوا بضرورة إبعاد الملك والمؤسسة الملكية عن الصراع السياسي بين الأحزاب، وهو ما أكد عليه خطاب العاهل المغربي في ذكرى ثورة الملك والشعب في أغسطس الماضي.

ورأى الكثير من المتتبعين للشأن السياسي المغربي، في بيان "الديوان الملكي" محاولة لعزل بنعبد الله سياسيًا وتوجيه إشارات لبعض رفاقه للقيام بعزله والبحث عن بديل عنه، وهو ما انخرطت في الترويج له العديد من المواقع الإلكترونية التي توصف بـ"القريبة من السلطة".

واحتفى العديد من النشطاء ببيان المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية وتداولوه على نطاق واسع في الشبكة العنكبوتية، معبرين عن إعجابهم بموقف أبناء حزب الراحل "علي يعتة"، كما اعتبر آخرون أن بنعبد الله خرج منتصرا في هذا الاختبار و"كبُر في أعين الجميع، والدليل حملات التضامن في الفايسبوك، لقد دخل رسميا ونهائيا إلى نادي القيادات التي تمثل الكبرياء الشعبي".

انتقادات واتهامات

في المقابل، عبر أنصار التيار المؤيد لحزبي الأصالة والمعاصرة والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية (معارضة) عن امتعاضهم من اللغة التي رد بها "التقدم والاشتراكية" على بيان الديوان الملكي، واعتبروه متسرعا ومتجاوزا للحدود، حيث قال أحدهم "بيان الديوان الملكي كلام الملك، وبيان التقدم والاشتراكية مهما كان مضمونه هو "ردان الهدرة" (جواب) على الملك، ومهما كان منطوقه ففيه قلة احترام لمؤسسة ظلت هي الأب الروحي للمغاربة وظلت هي الحكم الأسمى بين المؤسسات"، فيما ذهب آخر إلى أن رد رفاق بنعبد الله، على الديوان الملكي يؤسس لما وصفوه بـ "السيبة والفوضى الليبية أو السورية".

وكتبت حنان رحاب، عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية المعارض، في صفحتها بـ"فيسبوك"، معلقة على الموضوع "مخطئ من يعتقد أن نبيل بنعبد الله ورفاقه متشبثون بالتحالف مع ابن كيران لله في سبيل الله. ما يجعل بنعبد الله مصر على البقاء إلى جانب ابن كيران هو حجم الاستفادات الكبيرة التي حصل عليها أعضاء حزبه في عهد هذه الحكومة"، متهمة حزب التقدم والاشتراكية بـ"الانتهازية والمصلحية"، قبل أن تختم قائلة: "خلاصة القول رفاق بنعبد الله يدافعون عن مناصبهم، التي منحت لهم مقابل الولاء".