انتقدت صحف عربية بنسختيها الورقية والالكترونية اتفاق الهدنة السوري وفرص التعاون الروسي الأمريكي ضد الجماعات المسلحة في الداخل السوري.

وأعرب بعض المعلقين عن حذرهم تجاه الاتفاق الذي تعرض لكثير من الانتقادات من جانب مسؤولين أمريكيين، بينما أدان آخرون العواقب المُحتملة لاستهداف الفصائل المسلحة وفقاً لبنود الاتفاق.

وقد صمد اتفاق الهدنة على مدى واسع منذ بدء سريان مفعوله في 12 سبتمبر/ أيلول، على الرغم من الاتهامات المتبادلة بين الجيش السوري المدعوم روسياً والجماعات المسلحة بالمسؤولية عن خروقات عديدة له.

"الهدنة الهشة"

في افتتاحيتها، تحدثت صحيفة الثورة السورية عن الخروقات المستمرة من جانب من اسمتهم بـ "التنظيمات الارهابية". فقالت الصحيفة أن هناك احتمالين: "الأول أن أمريكا لا تستطيع أن تلزم تلك التنظيمات أو مشغليها الإقليميين كما بات معروفا للجميع، وهو احتمال يبدو غير منطقي ولا واقعي... والثاني وهو الأرجح أن أمريكا لا تريد أن تلزمها، وليست بوارد الإيفاء بما تعهدت به، وفي الحد الأدنى تريد الابتزاز بالوقت حتى إشعار آخر".

وأضافت الصحيفة أن الفصل بين "التنظيمات الارهابية والمعتدلين بالتوصيف الأمريكي... سيكون سبباً وافياً لتعطيل كل ما تم وما قد يتم لاحقاً".

أما في صحيفة السفير اللبنانية فكتب هاني شادي عما أسماه بـ "الهدنة الهشة". فالكاتب يرى أنه "برغم الاتفاق الأخير بين لافروف وكيري، نعتقد أن كلاً من الجانبين، الأمريكي والروسي، يواصل فهم الحل السياسي في سوريا على طريقته الخاصة، ويُفسر القرارات الدولية وغيرها من قرارات وتفاهمات وفق مصالحه".

وأضاف الكاتب أن حرص الولايات المتحدة على عدم نشر وثيقة هذا الاتفاق قد "يؤشر إلى أن واشنطن قد تكون قدّمت تنازلات للطرف الروسي تمس المعارضة السورية أو مصير الرئيس السوري والتسوية في سوريا... لكن المنطق يقول إنه من غير الممكن أن تظل بنود هذا الاتفاق سرية على الدوام".

من جانبه، كتب محمد السيد في الخليج الإمارتية عما أسماه بـ "شقلبات العلاقات الدولية".

فكتب عن درجة جديدة من العلاقات الأمريكية الروسية، فقال: "إلى أيام قليلة خلت، كان هنالك تنسيق عسكري غير معلن بين روسيا والولايات المتحدة في أعمالهما القتالية في سوريا... ومن غير المستبعد أبداً أن تسجل العلاقات الدولية، في وقت ليس ببعيد، ولأول مرة في تاريخها منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، عملاً عسكرياً روسياً أمريكياً مشتركاً ضد ميليشيات 'داعش' والنصرة في سوريا".

"تهديد أمريكي للمعارضة"

على صعيد آخر، أدان هاني منصور في صحيفة الجزيرة السعودية اتفاق الهدنة ككل حيث اعتبرها اتفاق حدث بين طرفين أجنبيين.

أضاف منصور: "هو اتفاق حول سوريا ولم تحضره الأطراف السورية نفسها (النظام السوري - المعارضة - الأكراد)، والاتفاق لا يحقق إلا وقف إطلاق النار، وهذا يعني استمرار الأوضاع على ما هي عليه، وهو ما يعني عملياً تقسيم سوريا إما إلى مناطق فيدرالية".

وفي الصحيفة ذاتها، كتب ابراهيم اسماعيل أيضاً مندداً بالاتفاق، فقال إنه "تهديداً أمريكياً للمعارضة بعواقب وخيمة في حال انتهاكها للاتفاق". كذلك انتقد الكاتب أن الاتفاق لم يتضمن أية إشارة لما أسماه بـ "العصابات الفارسية والشيعية الإرهابية المتحالفة مع عصابات الأسد".

وفي السياق ذاته، قال راجح خوري في صحيفة النهار اللبنانية عن العلاقات الأمريكية الروسية وتحولها لصالح موسكو، فكتب أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري "يحاول جاهداً الدفاع عن هذا الاتفاق الذي يتعرض لسلسلة من الانتقادات القاسية يوجهها مسؤولون كبار في الجيش الأميركي والاستخبارات، لا تقتصر على استيائهم من الثقة المفرطة التي يبديها باراك أوباما بالروس فحسب، بل على اضطرار امريكا بموجب الاتفاق الى العمل كمخبر لدى موسكو يطلعها على برنامج ضرباته الموجهة الى مواقع الإرهابيين".