الأسماء الوطنية التي يجب ان يطلقها الفرنسيون على اطفالهم هي محور سجال الهوية الذي فجره في فرنسا صحافي معروف بعدائه للمسلمين، رافضًا أسماء مثل "زهرة" لصالح أسماء مثل "جان" و "ماري" و "بريجيت". &

باريس: تهجم الصحافي الفرنسي الاستفزازي اريك زمور بلا مبرر على وزيرة العدل السابقة رشيدة داتي لأنها قررت ان تسمي طفلتها زهرة، وهو اسم شائع في العالم العربي، وبالتالي كان خيارًا طبيعيًا لأم مثل داتي ولدت لأب مغربي وأم جزائرية. &

وقال زمور في ندوة حوارية على التلفزيون الفرنسي إنه يجد اختيار داتي اسم زهرة لابنتها "مخزيًا وقلتُ لها ذلك". اضاف: ان من يطلق اسماء "مسلمة" على اطفاله انما يرفض "ان يقبل تاريخ فرنسا".&

وسيكون زمور سعيدًا لو ان السياسية الفرنسية ذات الأصل المغاربي سمت طفلتها جان، تيمنًا بجان دارك، أو ماريا تيمنًا بماري انطوانيت، أو حتى ماري كوري وإن كانت ذات أصل بولندي، أو أطلقت عليها اسماء احدث في التاريخ الفرنسي مثل سيمون (دي بوفوار) أو بريجيت (باردو)، بل وحتى كارلا بروني، زوجة الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي التي كانت مغنية وعارضة ازياء، وبالطبع مارين (لوبان) زعيمة اليمين الفرنسي المتطرف. ولكن زمور يقول إن رئيسة حزب الجبهة الوطنية المعادي للمهاجرين والمسلمين والاتحاد الاوروبي ليست يمينية بما فيه الكفاية.

قائمة محددة

واقترح زمور العودة الى أيام كان يتعين على الآباء الفرنسيين ان يختاروا اسماء مواليدهم الجدد من قائمة تقتصر على الاسماء الفرنسية التقليدية. &

وحتى عام 1993 كان على الآباء الفرنسيين ان يختاروا لطفلهم اسمًا من قائمة طويلة بالاسماء الأولى اعدتها السلطات الفرنسية. ولكن الرئيس الراحل فرانسوا ميتران الغى القائمة ومُنح الآباء الفرنسيون قدرًا من حرية الابداع في اختيار اسماء اطفالهم. &&

ورغم منع اسماء قديمة في السنوات الأخيرة، مثل نوتيلا ومانهاتن، فلا يبدو ان احدًا من قضاة فرنسا رأى ضرورة لمنع اسم زهرة. &

وردَّت داتي، رئيسة بلدية الدائرة السابعة في باريس حاليًا، على زمور بقوة قائلة إنه يحتاج الى مساعدة. &واعلنت ان زمور "مريض ويجب ان يطلب معونة طبية". وتساءلت ما المعيب في ان تطلق أم إسم والدتها على طفلتها؟ وذلك ضمن دفاعها القوي عن اختيار اسم زهرة لابنتها. &

وأوضحت داتي قائلة: "أنا أحب والدتي وعندي طفلة صغيرة فسميّتها باسم والدتي كما يفعل ملايين الفرنسيين كل يوم".

الصحافي الفرنسي اريك زمور

&

استفزازي

ويشير مراقبون الى ان المَثَل الذي يصف الشخص الاستفزازي بأنه "يستطيع ان يفتعل معركة حتى في غرفة فارغة" يبدو وكأنه نُحت خصيصا للكاتب والصحافي الفرنسي اريك زمور الذي تحول الى محرّض.&

ويثير زمور الجدل اينما ذهب بسبب آرائه المعادية للمسلمين والمهاجرين، فضلًا عن ممارسته التمييز ضد المرأة، بل ان موقع لوكال الاخباري الاوروبي منح زمور لقب "الفرنسي الأول في الشتم في فرنسا"، وقد أُدين العام الماضي بتهمة استخدام خطاب الكراهية ضد المسلمين. &

وبالارتباط مع حملته الأخيرة على الأسماء، فان كثيرين يرون ان اريك زمور ليس من الأسماء الفرنسية المناسبة للمولود الجديد. &

اعداد عبد الاله مجيد عن موقع "لوكال" على الرابط ادناه:

http://www.thelocal.fr/20160915/patriotic-french-baby-names-welcome-to-the-latest-row
&