إيلاف من لندن: رأى معارضون سوريون أن الاتفاق الروسي الأميركي الأخير يَصْب في مصلحة بشار الأسد، وأكدوا في حديثهم مع "إيلاف" أنه إن كان هذا الاتفاق في ظاهره عسكريًا وانسانيًا إلا أن عدم التطرق إلى مصير الأسد بشكل خاص وإلى الشق السياسي بشكل عام، فهذا يعني أن الدولتين ترحلان ملفًا رئيسيًا وتؤجلان حيثياته ليطيلا بقاء النظام ويجمدا الحل المنشود.

جاءت تصريحات المعارضين السوريين إلى "إيلاف" بالتزامن مع الحديث عن بنود سرية للإتفاق الروسي الأميركي وتأجيل جلسة مجلس الأمن حول سوريا والتجاذبات في التصريحات الأميركية الروسية حول نشر بنود الاتفاق من عدمه، حيث ترفض واشنطن تلبية طلب حلفائها بنشر تفاصيله، مما عزز مخاوف المعارضة من احتمالات وجود البنود السرية التي يتم الحديث عنها، والتي تتعدى ملف المساعدات الانسانية وسحب الآليات الثقيلة من طريق الكاستيلو.

وفي هذا السياق، اعتبرت مزن مرشد، عضو المكتب السياسي لتيار الغد السوري، أن القصة بدأت باخفاء بنود الاتفاق الروسي الأميركي، ومن هنا كان لابد للطرفين "من العمل على بقاء هذه البنود طي الكتمان وكان من المحتمل أن يرفع الغطاء عنها في جلسة مجلس الأمن، لذلك عمد الطرفان إلى تأجيلها وربما إلغائها
".

&من جانب آخر، رأت مرشد في حديثها مع "إيلاف "أن هذا التأخير لا يخدم سوى مصلحة النظام وروسيا، وقالت "إن الاتفاق المذكور يحتوي على خمسة بنود حساسة تصب حتمًا في مصلحة الروس، وقد تكون الصيغة النهائية للوضع في سوريا غائبة عن الاتفاق، أي مجرد خطوات عملية آنية كمقدمة للحل السياسي
".

&المد بعمر الأسد

وأضافت "أن الولايات المتحدة قد أعطت مفاتيح الحل في سوريا لموسكو منذ صفقة الكيماوي الشهيرة مرورًا بالتدخل العسكري الروسي المباشر لصالح النظام، وكل ما فعلته أميركا خلال&السنوات الثلاث&الماضية انها منعت سقوط النظام كما منعت سحق المعارضة، وهذه الحالة من التمييع لا تخدم ثورة السوريين ولا مصلحة الشعب السوري وانما تصب في المد بعمر الأسد في السلطة اطول فترة ممكنة
".

&ومن جهة أخرى، أشارت إلى أن روسيا تمارس دورًا واضحًا في ربط التقاطعات بين إيران واسرائيل بمعرفة الادارة الاميركية التي لم تتحرك تجاه الحل السوري في ست سنوات، ولن تحله اليوم، وهي في الأشهر الاخيرة من ولاية الرئيس الأميركي باراك أوباما.

والامر الذي اعتبرته الأهم، والذي شددت عليه مرشد هو قضية فتح الشام -النصرة سابقاً - "فاذا وعدت أميركا الروس بالتعاون على قصفهم فسيضعف ذلك الثورة المسلحة كونها متشابكة مع الثورة السورية مما يقوي الاسد". ولفتت إلى أن "كل المؤشرات تشير إلى خدمة الاسد وإن لم يعلن ذلك صراحة حتى الآن ".

النقطة الاخيرة التي اشارت لها ايضًا "هو دخول تركيا على الخط الروسي وهذا حتمًا على حساب دعم الاتراك للفصائل المسلحة التي كانت تدعمهم منذ بداية الحرب بمقابل حصول تركيا على اذن أو تصريح للعمل بالاراضي السورية لضرب اعدائها الاكراد واجراء تعاون عسكري مباشر مع أميركا في الرقة ومحيطها، واعتبرت ان ما يجري الآن من دخول للقوات الأميركية في تل ابيض لتصبح أرضاً سورية تحت العلم الأميركي هو تأكيد لما سبق من كلامها.

وأكدت أن كل ما ذكرت قد يكون، من وجهة نظرها، " السبب المباشر لمنع عقد جلسة مجلس الامن التي كنّا نعول عليها الكثير".
&
لن تصمد الهدنة

&الحديث عن هدنة هشة تطرق اليها احمد شبيب، عضو المكتب السياسي في تيار الغد السوري، في حديث مطول مع "إيلاف"، ووصف السوريين "بطويلة أيامهم وقصيرة أعمارهم تتلاعب بهم أمواج الموت يمنة وشمالاً، نظام مجرم تدعمه ميليشيات باغية حمقاء وحليف روسي يستعرض بطولاته بقتل أطفال سوريا بطائرات السوخوي، وفي الطرف الآخر فصائل غير منضبطة وجماعات ارهابية تتخذ من المدنيين دروعاً بشرية لمشاريعها وأحلامها الشيطانية. وأصدقاء وأشقاء راق لهم تصفية حساباتهم مع خصومهم في سوريا".
&
لا توافق
&
وقال "أعلن عن الغاء جلسة مجلس الأمن التي كانت مخصصة للحالة في سوريا، لدعم الاتفاق الروسي الأميركي حول سوريا وتضمين بنود الاتفاق في قرار أممي.. ولكن الحنق والغضب الأميركي من تصريحات روسيا الاتحادية ومطالبتها بالافصاح عن البنود السرية التي تضمنتها الاتفاقية دفع إلى الغاء تلك الجلسة لعدم وجود الحد الأدنى من التوافق لانجاح تمرير أي قرار جديد".
&
واشار إلى المحاولات الروسية هذه الأيام "نفث الروح في نظام ميت، مستغلة قرب انتهاء ولاية الرئيس أوباما وهي تراهن على عدم قدرته على اتخاذ أي قرار جدي أو أي فعل ضد حليفهم الأسد. ومستغلة حالة اليأس لدى الدول الاوروبية والعربية ودول أصدقاء سوريا نتيجة سياسات أوباما الرخوة. وما لا يروق للروس هو وجود تسريبات تتحدث عن احتقان - ضد ادارة أوباما - داخل البنتاغون والـ CYA وكثير من الدبلوماسيين الأميركيين نتيجة الحال الذي وصلت اليه الولايات المتحدة من ضعف وقله حيلة مقابل الغطرسة الروسية الجوفاء".
&
وقال شبيب: "لن يصمد الاتفاق ولن تصمد الهدنة وستعود طائرات النظام والروس للقصف العشوائي مستهدفة &الشعب السوري الأعزل، ومحاولة كسر ارادته، وستستمر مسرحيات التحرير التي ندفع في سبيلها أغلى وأشجع أبنائنا". وانتهى إلى القول اننا "بانتظار صحوة وطنية سورية، تسهم في أن تضع الحرب أوزارها وينتهي عهد الطغيان والاجرام الاسدي الإيراني الروسي وحزب الله الطائفي".
&
تمكين المشروع الفارسي

المخاوف الكثيرة من بيع واشنطن للمعارضة السورية تزامنت ايضًا مع تسريب ورقة قيل إن ستيفان دي مستورا الممثل الأممي الخاص يقوم بتحضيرها لاستئناف المفاوضات في جنيف دون التطرق إلى مصير الاسد، بل الحديث عن صلاحياته وبالتزامن مع هذا الاتفاق.

&مما دفع المعارض السوري قاسم الشيخ ليقول لـ "إيلاف"، "كما يعلم الجميع هناك بنود سرية في الاتفاق الروسي الأميركي لم يتم الإعلان عنها، وهو أمر يثير العديد من إشارات الاستفهام ويُطلِق العديد من التساؤلات في عدة اتجاهات".

وأشار إلى أنه طالما لم يقم أيُّ من الطرفين بتسريب البنود السرية من الاتفاق، فإنَّهُ ليس بالضرورة أن يكون في الاتفاق ما يجعل الكفة تميل لأحد الطرفين على حساب الآخر، ولكن ربما تكون هناك معلومات لا يُراد أن يعرفها طرف ثالث.

وأضاف "اننا مقتنعون بضرورة إطلاع الجميع على تلك البنود، وعلى الأقل أن يتم إطلاع دول عربية عليه، فنحنُ وكما مطالبون اليوم بالوفاء بالتزاماتنا تجاه الهدنة والاتفاق الروسي الأميركي وقرارات مجلس الأمن والمجتمع الدولي، فمن حقنا أيضاً أن نطالب بمعرفة ما يدور من وراء الكواليس بخصوص شعبنا ومستقبل بلدنا، فنحنُ لا نريد سايكس بيكو جديدة خارج إرادة السوريين الحرة، كما إننا نخشى أن يكون في البنود السرية ما يساهم في تمكين المشروع الفارسي في المنطقة خاصَّةً بعد استثناء فتح الشام من الهدنة واعتبارها جماعة إرهابية مقابل السكوت عن تواجد حزب الله وأبو الفضل العباس والميليشيات الشيعية".