سريناغار: تدرس الهند الاثنين خياراتها في الرد على العملية التي استهدفت قاعدة لها في ولاية كشمير، وادت الى تصاعد التوتر مع جارتها النووية باكستان، بينما دعا عدد من السياسيين الى تحرك عسكري بعد اسوأ هجوم من هذا النوع منذ عقد.

وقالت نيودلهي ان مسلحين يتخذون من باكستان مقرا لهم يقفون وراء الهجوم الذي اودى بحياة 17 جنديا هنديا، وادى الى تعزيز المخاوف من تصعيد التوتر القائم اصلا في هذه المنطقة المتنازع عليها في الهيمالايا.

وتوعد رئيس الوزراء الهندي نارندرا مودي بمعاقبة المسؤولين عن الهجوم، الذي وصفه بانه "مشين وجبان"، مؤكدا ان "المسؤولين عن الهجوم لن يفلتوا من العقاب". 

من جهته، اتهم وزير الداخلية الهندي راجناث سينغ باكستان "بتقديم دعم متواصل ومباشر الى الارهاب والمجموعات الارهابية". وقال ان "باكستان دولة ارهابية، ويجب تصنيفها كذلك وعزلها"، مضيفا ان المسلحين "مدربون بشكل جيد جدا ومجهزون باسلحة بكميات كبرى".

وتتهم الهند باستمرار باكستان جارتها وعدوتها بتسليح متمردين وارسالهم عبر الحدود المدججة بالاسلحة التي تقسم كشمير بين البلدين، من اجل شن هجمات على قواتها.

ودعا بعض السياسيين الهنود والضباط السابقين في الجيش الى رد قوي على الهجوم، بما في ذلك شن ضربات جوية على معسكرات التدريب في الشطر الباكستاني من خط المراقبة الذي يقسم كشمير. وتواجه البلدان في ثلاث حروب منذ استقلالهما عن الحكم البريطاني في 1947، جرت اثنتان منها في اطار النزاع على كشمير.

لكن وسائل الاعلام دعت الى الحذر. وكتبت صحيفة "انديان اكسبريس" ان هذه الدعوات "اطلاقها اسهل من تنفيذها"، مشيرة الى ان استهدف ناشطين داخل باكستان سيؤدي الى اعمال انتقامية. كما دعت الامم المتحدة الى ضبط النفس بينما سيعقد الوزراء الهنود اجتماعا عاجلا الاثنين.

ودان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الهجوم. وقال في بيان انه يأمل من كل الاطراف ان "تعيد الى اولوياتها اعادة الاستقرار ومنع وقوع خسائر اضافية في الارواح".

لا ادلة
اقتحم المسلحون القاعدة الهندية فجر الاحد والقوا قنابل على الخيم والثكنات التي تؤوي العسكريين قبل ان يفتحوا النار بالاسلحة الرشاشة كما اعلن الجيش. يأتي الهجوم الجديد بعد اسابيع من الاحتجاجات على الحكم الهندي لكشمير التي تشهد اضطرابات دموية مستمرة منذ مقتل برهان واني احد زعماء المتمردين في اشتباك مع الجنود الهنود في الثامن من يوليو.

وقتل 87 شخصا على الاقل واصيب الالاف في مواجهات بين المحتجين وقوات الامن في هذه الاضطرابات التي تعد الاسوأ منذ 2010. واتهمت اسلام اباد الاثنين الهند بالسعي الى لفت الانتباه عن الاضطرابات عبر "بيانات خبيثة وتفتقر الى الادلة".

وقالت وزارة الخارجية الباكستانية في بيان "انها محاولة من جانب الهند لصرف الانتباه عن التدهور السريع للوضع الانساني ووضع حقوق الانسان في كشمير التي تحتلها الهند منذ موت برهان واني". وهجوم الاحد يعتبر من الهجمات الاكثر دموية ضد الجنود منذ بدء التمرد المسلح ضد الحكم الهندي في 1989. وقتل مسلحون 30 جنديا وعائلاتهم في هجوم انتحاري في كالوشاك في منطقة الهملايا في العام 2002.

واتهم الجنرال الهندي رانبير سينغ المكلف العمليات العسكرية جماعة "جيش محمد" التي تتخذ من باكستان مقرا لها مذكرا بانه سبق ان ابلغ نظيره الباكستاني بانها تثير "قلقا كبيرا". وقال للصحافيين ان "الارهابيين الذين قتلوا (الاحد) كانوا جميعا اجانب، والمعلومات الاولى تفيد انهم ينتمون الى جيش محمد". 

وحملت الهند المجموعة نفسها مسؤولية هجوم على قاعدة جوية هندية خلف سبعة قتلى في البنجاب (شمال شرق) في يناير الفائت.
وفي مراسم اقيمت في سريناغار، قام جنود الاثنين بتكريم زملائهم الذين قتل معظمهم عندما اشتعلت الخيام التي كانوا في داخلها.

وتتنازع الهند وجارتها باكستان اقليم كشمير منذ استقلال البلدين عن الاستعمار البريطاني في 1947. وتؤكد كل منها احقيتها بالسيادة على الاقليم المضطرب. وتطالب المجموعات المتمردة منذ 1989 باستقلال كشمير او بالحاق الولاية الهندية بباكستان.

ويبلغ عدد الجنود المنتشرين في كشمير منذ عقود نحو نصف مليون جندي. وقتل الالاف في المعارك معظمهم من المدنيين.