إيلاف من برلين: ذهبت دراسة ألمانية سابقة إلى أن النباتيين والفيغانيين (الذين يمتنعون عن السمك ومنتجات الحليب أيضاً) أكثر إنسانية في مواقفهم العامة من آكلي اللحوم.

وذكرت الدراسة أن النباتيين لا يقفون موقفاً إنسانياً من قضايا التهام الحيوانات فحسب، وإنما مواقف أكثر إنسانية في مجالات الحياة الأخرى، مثل رفض الحروب ورفض العنصرية.

تقول الدراسة الألمانية الجديدة، التي تهتم بحياة 8 ملايين ألماني نباتي، إن البشر شديدي الحساسية يميلون لا شعورياً نحو نمط التغذية النباتية والفيغانية. ولا علاقة هنا للـ"حساسية" بالحساسية من المواد المختلفة (الاليرجي) وإنما بالمشاعر، والمقصود بها ذوو المشاعر الجياشة.

تقدر وزارة الصحة الألمانية أن شديدي الحساسية في الحياة بين الألمان يؤلفون نحو 10-20% من السكان، لكنهم يشكلون نسبة ترتفع إلى 40% تقريباً بين المتغذين على النباتات. ويتميز هؤلاء بأحاسيس عالية بتفاصيل الحياة اليومية، ويفكرون بكثر من الحدس بمشاعرهم، ويعيشون حياة مفعمة بالفنطازيا.

وبرر الدكتور، غيدو ف.غيباور، الذي شارك في الدراسة، انتشار النباتيين بين شديدي الحساسية بفرط مشاعرهم وعاطفتهم.

أجرى الدراسة الاستطلاعية موقع "مفرطو الشعور" الأوروبي على الانترنت، وموقع "التناغم" الذي يهتم بالتعارف بين المتشابهين في المشاعر على الشبكة العنكبوتية. وكتب موقع "التناغم" أنه توصل إلى أن مفرطي المشاعر يتغذون لهذا السبب بشكل آخر عن الآخرين.

النباتيون بين الحساسين ضعفها بين البشر العاديين

استطلع الموقع عادات التغذية بين المشاركين في الموقع، فكانت نسبة الفيغان تعادل 6,6 بين 10195 من الأعضاء الاعتياديين، لكنها ترتفع إلى 12,4% بين 2996 من أعضاء الموقع شديدي الحساسية.

ومن بين 8061 من الأعضاء الاعتياديين في مشاعرهم كانت نسبة النباتيين (ولكن ليسوا فيغاناً) 28,6%، إلا انها ارتفعت إلى 39,4% بين 2354 عضواً من ذوي المشاعر العالية.

وذكر البروفيسور غيباور أن نتائج الاستطلاع تنطبق مع الحقيقة بنسبة 99%، ولم يكن هناك أي مجال للصدفة في ارتفاع نسبة النباتيين بين شديدي الحساسية.

وأكد البروفيسور غيباور، المتخصص بعلم نفس التغذية، ان الدراسة تكشف علاقة واضحة بين ارتفاع المشاعر ورفض تناول اللحم. وقال إن النتيجة لم تكن مفاجأة، لأن الحصول على اللحم غير ممكن دون قتل الحيوانات، وأن العلاقة بين قتل الحيوانات والتغذي على لحومها، ترهف مشاعر شديدي الحساسية أكثر.

النباتيات يتزوجن لحميين

وبالتعاون مع موقع "فيغان.دي" الألماني، أجرى موقع التناغم استطلاعاً آخر بين النباتيات حول أزواجهن. وكانت النتيجة "غير مفاجأة" أيضاً للبروفيسور فيباور، لأن "النباتيين، بين الرجال "عملة نادرة" بحسب وصفه. فالتغذية النباتية تنتشر بين الإناث أكثر بكثير منها بين الذكور.

ومن بين 1316 نباتية شملها الاستفتاء، حول عادات تغذية الزوج أو الشريك، كانت نسبة 50% منهن متزوجات من رجال غير نباتيين. وكان استطلاع سابق لرأي، أجراه موقع "تناغم"، بين النباتيات العازبات كشف أن 85% يردن الزواج بنباتيين مثلهن.

والمتوقع، بحسب رأي غيباور، عدم وجود ميل داخلي للزواج من لحميين، وإنما تجد النباتيات صعوبة في ايجاد شريك نباتي.

شمل الاستطلاع 200 رجل أيضاً وكانت أعمار المشاركين تتراوح بين 18 و79 سنة. وكانت نسبة 52% من النباتيات يعشن مع زوج أو شريك نباتي.

وقالت نسبة 48% من الرجال النباتيين انهم يعيشون مع زوجات أو شريكات حياة نباتيات. واعترفت نسبة 53% من النباتيات و29% من النباتيين أنهم يعيشون مع زوج يتناول اللحم. هذا اضافة إلى نسبة 16% من الفيغانيات و23% من الفيغانيين يعيشون مع زوج غير نباتي.

وقال غيباور إن نسبة الفيغانيين هي1% بين الشعب الألماني، ونسبة النباتيين 3%، وهي إحدى صعوبات الزيجات النباتية والفيغانية. ثم أن نسبة النباتيات تعادل نسبة النباتيين 3 مرات في ألمانيا، وهذا لايفسح مجالاً كبيراً للنباتيات في الاختيار.

ووصف الباحث زيجات الفيغانيات مع غير النباتيين بحالة "طارئة" يفرضها الواقع على النساء.

ورصد الموقع "جهداً بالغاً" تبذله النباتيات، وخصوصاً الفيغانيات، في البحث عن رجل من عادات تغذية مماثلة، إلا أن الجهد ينتهي في غالب الأحيان بالفشل، ويدفع النباتيات للزواج من أكلة اللحوم.

وعلى أية حال، بحث موقع "تناغم" بين 200 زيجة بين نباتيات من غير نباتيين عن مدى استمرارية العلاقة، واتضح أن نسبة الطلاق هنا لا تختلف عن نسبة الطلاق العامة بين الألمان.