ايلاف من القاهرة:&في إطار سعيه نحو توطيد العلاقات المصرية الأميركية، وإيجاد حلول لأزمات المنطقة، عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لقاءات عدة مع قيادات ورموز في السياسة الأميركية، كما عقد لقاءين منفصلين مع المرشحين للرئاسة هيلاري كلينتون ودونالد ترامب.

استهل السيسي سلسلة لقاءات بالقادة الأميركيين بلقاء كلينتون، الذي جرى في الساعة السابعة مساء أمس الإثنين، الواحدة صباح اليوم الثلاثاء، في مقر إقامة السيسي بمدينة نيويورك. ووصف السيسي العلاقات المصرية الأميركية بـ"التاريخية والإستراتيجية".

وأضاف خلال اللقاء مع المرشحة عن الحزب الديمقراطي، أنه يجب على أميركا إعطاء دفعة جديدة للعلاقات بين البلدين بما يخدم مصالح الشعبين المصري والأميركي، ويعزز من أمن واستقرار الشرق الأوسط.

وحاول السيسي توضيح طبيعة الأوضاع في مصر، مضيفًا أنها تسير في طريق الديمقراطية، وأوضح لـ"كلينتون" أن مصر أنجزت الاستحقاقات الديمقراطية، ووضعت الدستور، الذي يحقق الفصل بين السلطات.

وأشار إلى أن مصر أنجزت انتخابات برلمانية، وتم تشكيل مجلس النواب، الذي وصفه بأنه "أكثر المجالس النيابية تنوعاً على مدار تاريخ مصر البرلماني".

ولفت إلى أن مصر تواجه معركة شرسة مع التنظيمات الإرهابية في سيناء، داعيًا إلى ضرورة دعم الجيش المصري في تلك المعركة، منوهاً بأن الحرب على الإرهاب يجب أن تشمل جوانب أخرى اجتماعية واقتصادية ودينية. وأشار إلى أن مصر تسعى إلى محاصرة الإرهاب عبر تجديد الخطاب الديني.

ومن جانبها، أعربت هيلاري كلينتون عن دعمها لمصر في الحرب ضد الإرهاب، مشيرة إلى أن مصر دولة محورية في منطقة الشرق الأوسط. وذكرت أن استقرار مصر والمنطقة يأتي ضمن أولويات الأمن القومي الأميركي.

لقاء الوفد البرلماني

واستبقت الحملة الإنتخابية للمرشح الجمهوري دونالد ترامب، لقاءه مع السيسي، بعقد لقاء مع الوفد البرلماني المرافق للرئيس المصري.

وقال النائب طارق الخولي أمين سر لجنة العلاقات الخارجية وعضو الوفد البرلماني المشارك في فعاليات الجمعية العامة رقم 71 للأمم المتحدة، إن الوفد البرلماني عقد لقاءً مع الدكتور وليد فارس مستشار العلاقات الخارجية في حملة ترامب .

وأوضح لـ"إيلاف"، أن فارس أكد خلال اللقاء على شعار ترامب في الانتخابات وهو "حان وقت التغيير"، وهذا الشعار يتضمن تغيير السياسة الخارجية الأميركية إزاء الشرق الأوسط وقناعة ترامب أن مصر&هي محور الشرق الأوسط والقادرة على استقراره، مشيرًا إلى أن ترامب يسعى لتنمية العلاقات الاستراتيجية مع مصر.

ونقل الخولي عن مستشار ترامب قوله، إن ما جرى بمصر في 25 يناير2011، و30 يونيو 2013، &مثير لإعجاب الأميركيين، وأثنى على عملية التحول الديمقراطي وإتمام خارطة الطريق بإجراء استفتاء وانتخابات رئاسية وبرلمانية.

وأضاف فارس أن معالجة الصراع العربي الإسرائيلي وحل القضية الفلسطينية والتركيز على تنمية العلاقة العربية بقيادة مصر مع الولايات المتحدة& الأميركية، من أولويات المرشح الجمهوري ترامب.

وأشار الخولي إلى أن أعضاء الوفد البرلماني سوف يلتقون في السابعة والنصف من مساء اليوم الثلاثاء بتوقيت نيويورك مع عدد من الشخصيات السياسية الأميركية ومن المجتمع المدني الأميركي من خلال الملتقى الذي نظمه الإعلامي الدكتور مايكل مورجان عضو الجالية المصرية بنيويورك.

وأضاف أنه من المقرر أن يناقش من خلال اللقاء دور مصر في المنطقة والعالم بعد ثورتي 25 يناير و&30 يونيو بالإضافة للتطرق للعلاقات بين مصر والولايات المتحدة الأميركية& في ضوء الأحداث الجارية.

ومن المقرر أن يلتقي الوفد البرلماني بالرئيس السابق لجمهورية سلوفانيا والمرشح الأقوى لمنصب سكرتير عام الأمم المتحدة بعد بان كي مون في نوفمبر المقبل. ولفت الخولي إلى أن اللقاء سوف يشارك فيه بعض المحللين السياسيين مثل توني شافر الجنرال السابق للمخابرات المركزية الأميركية السابق.

السيسي وترامب

وعقد السيسي لقاءه مع ترامب عقب لقائه مع كلينتون بنحو الساعة، وقال ترامب، إنه&يكن كل الاحترام لتاريخ مصر، ودورها الريادي الهام الذي تقوم به في الشرق الأوسط، معربًا عن دعمه الكامل لجهود مصر في مكافحة الإرهاب.

وقال إن الولايات المتحدة ستكون تحت إدارته – حال فوزه في الانتخابات الرئاسية – صديقاً وحليفاً قوياً يمكن لمصر الاعتماد عليه خلال السنوات المقبلة، لافتاً إلى أن "علاقات الشراكة القوية والممتدة التي جمعت بين البلدين على مدار العقود الماضية، تتسم بالحيوية، ومهمة لأمن واستقرار الشرق الأوسط.

وأوضح ترامب أن مصر والولايات المتحدة لديهما عدو مشترك، مؤكداً على أهمية العمل معاً من أجل التغلب على الارهاب والتطرف.

لقاء السيسي وترامب

&

العلاقات الإستراتيجية&

وعقد السيسي لقاءات مع مسؤولين في إدارة الرئيس باراك أوباما، وخبراء في مراكز بحثية أميركية، وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، السفير علاء يوسف، إن السيسي أكد على أهمية العلاقات الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة، وحرص مصر على تعزيز هذه العلاقات، التي تصب في صالح الأمن القومي لكلا البلدين. واستعرض السيسي مجمل التطورات التي شهدتها الساحة الداخلية المصرية على مدار السنوات الماضية، مشيراً إلى أن سياسة مصر منذ ثورة 30 يونيو اتسمت بالتوازن والحرص على الانخراط الجاد مع دوائر صنع القرار الأميركي المختلفة، لاسيما مع الإدارة الحالية رغم أنها في عامها الأخير، وهو الأمر الذي تجلى في تبادل الزيارات الرسمية على المستويين السياسي والعسكري.

السيسي مع مسؤولين في إدارة الرئيس باراك أوباما

&

مكافحة الارهاب

وفي ما يتعلق بتداعيات الوضع الإقليمي على جهود التنمية، قال السيسي إن تعدد الأزمات القائمة بالمنطقة وما توفره من بيئة خصبة لانتشار الإرهاب يمثل تحدياً لمساعي مصر لتحقيق التنمية، مشيراً إلى نجاح جهود مكافحة الإرهاب في سيناء وانحسار الإرهاب في مساحة محدودة من منطقة شمال سيناء. ولفت إلى أن المضي قدماً في إقامة الدولة المدنية الديمقراطية المزدهرة اقتصادياً لن يتأتى دون استعادة الأمن والاستقرار في جميع أنحاء البلاد.

وتطرق& السيسي إلى الجهود التي تبذلها مصر لإحياء عملية السلام، منوهاً إلى دعم مصر لجميع الجهود والمبادرات الدولية الرامية للتوصل إلى تسوية عادلة وشاملة لهذه القضية وفقاً للثوابت العربية.

ورداً على سؤال حول جهود مصر في إطار تصويب الخطاب الديني، قال السيسي، إن الأزهر الشريف يقود جهود الإصلاح الفكري ونشره، مشيراً إلى أن تحقيق نتائج ملموسة على هذا الصعيد سيستغرق وقتًا، لاسيما أن تغيير المفاهيم والتعاليم الراسخة لا يمكن أن يحدث بين ليلة وضحاها، إلا أنه أشار إلى أن مصر تمضي قدماً بثبات نحو ترسيخ حقوق المواطنة والوحدة الوطنية، مشيراً إلى اعتماد قانون تنظيم بناء دور العبادة الذي تأخر اعتماده لعقود طويلة.

وتعقيباً على أسئلة الحضور حول سبل التعامل مع الأزمات الإقليمية، ولاسيما الأزمتين الليبية والسورية، قال السيسي إنه كلما زاد الضغط على العناصر المتطرفة في سوريا والعراق، فإنها تنتقل إلى ليبيا، محذراً من مغبة اقتصار مواجهة العناصر الإرهابية على سوريا والعراق دون ليبيا.

وأكد الرئيس السيسي،& حرص مصر على إنجاح العملية السياسية في ليبيا، مشيراً إلى أهمية الحفاظ على المؤسسات الشرعية للدولة الليبية وتمكين الجيش الليبي من الاضطلاع بمهامه واستعادة الاستقرار هناك.