تشعر الجالية الصومالية في مينيسوتا بالخوف من أعمال انتقامية بعدما تبيّن أن أحد أفرادها هو منفذ الهجوم بالسكين في مركز للتسوق في نهاية الأسبوع الماضي، والذي أصيب فيه عشرة أشخاص بجروح.

مينيابوليس: يقوم مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) بالتحقيق في الاعتداء الذي وقع في مدينة سانت كلاود السبت على انه عمل ارهابي محتمل. وكشفت السلطات رسميا في وقت متاخر الاثنين ان منفذ الاعتداء هو ضاهر احمد آدن.

تقول الشرطة ان عمره 20 عامًا، لكن صحفًا وشخصيات من الجالية الصومالية اشارت انه في الـ22 من العمر. وبحسب السلطات فان آدن هاجم اشخاصًا في مركز للتسوق، حيث سأل شخصا على الاقل ما اذا كان مسلمًا، قبل ان يقوم بطعنه، وانه "نطق بعبارة تضمنت كلمة الله". وقتل آدن برصاص شرطي لم يكن مناوبًا.

اشارت السلطات في البدء الى اصابة تسعة اشخاص بجروح، الا ان المحققين اكتشفوا خلال مراجعة تسجيلات كاميرات المراقبة ضحية عاشر هو شاب في الـ21 لم يبلغ السلطات او يتوجه لتلقي العلاج.

افادت وكالة "اعماق" المرتبطة بتنظيم الدولة الاسلامية الاحد ان الهجوم نفذه "جندي للدولة الاسلامية". من جهته، قال حجي يوسف احد مؤسسي مجموعة #يونايت كلاود الناشطة في مؤتمر صحافي الاحد "نندد بشدة بما حصل"، مضيفا "هذا لا يعكس هوية مجتمعنا ابدا".

مضايقات
قال شهود عيان مساء الاحد الى ان مجموعة من الشاحنات الصغيرة عليها اعلام اميركية او اعلام الكونفدرالية راحت تتجول بالقرب من المجمعات السكنية التي يقيم فيها الصوماليون، بينما دارت دراجات نارية ترفع اعلامًا حول حي اخر يسكن فيه صوماليون.

كما تلقى ناشطون في الجالية، مثل لول هيرسي، رسائل نصية ليل الاحد من سكان يشعرون بالخوف "يرتكب شخص ما امرا والمجموعة بكاملها تدفع الثمن"، كما تقول.

يقول الناشط جاستن مايكل، الذي كان يعمل مع شرطة سانت كلاود، لتفادي وقوع حوادث اخرى، ان هؤلاء الاشخاص "استخدموا الفاظًا عنصرية وحركات بالايدي". واضاف "من المهم جدا ان نتقاسم كمجموعة تجربة حياة المجتمع الصومالي التي نعتز بها".

تعود الجالية الصومالية في سانت كلاود الى تسعينات القرن الماضي، وازداد عدد افرادها بسرعة في السنوات العشر الاخيرة. وتضم ولاية مينيسوتا ثلث اللاجئين الصوماليين، البالغ عددهم 85 الف نسمة، والمقيمين في الولايات المتحدة، بحسب احصاء سكاني.

تقول صحيفة "سانت كلاود تايمز" ان 20% من تلاميذ مدرسة سانت كلاود من اسر اللغة الاولى المحكية فيها هي الصومالية. ويقول اسماعيل علي الطالب في جامعة سانت كلاود التي كانت آدن يرتادها ان المدينة عند "تقاطع طرق". ويضيف "اما ان نختار ان يسود الحقد وننقسم كمجموعة او ان نتحد ونحب بعضنا ونمضي قدما".

الاتحاد هو الحل
اعرب حاكم الولاية مارك ديتون في اشارة الى ضرورة الوحدة الاثنين عن "قلق عميق لما حصل"، وتعهد "مساعدة الجالية من اجل الاتحاد لتخرج اقوى من السابق".

عبر يوسف عن الامل في تكتشف السلطات ما حصل بالضبط لتتمكن من مواجهة مشاكل اكبر ربما تقف وراء المجزرة. وقال "علينا ان نعرف كجالية اننا نقف معا، وان ذلك لن يحصل ابدا. يجب الا نشهد امرا مماثلا ابدا في مدينتنا. لذلك علينا العثور على حلول".

ادى تزايد عدد الجالية الصومالية في سانت كلاود الى تصعيد التوتر خصوصا في المدارس. ففي العام 2012، توصلت وزارة التربية الاميركية الى اتفاق في مدرسة سانت كلاود اثر تحقيق في مزاعم بتعرض اطفال مسلمين صوماليين لمضايقات.

وفي العام الماضي، خرج التلاميذ من المدرسة تضامنا مع طالب صومالي تمت الاشارة اليه خطا على تطبيق سناب شات بانه عضو في تنظيم الدولة الاسلامية.

تحاول مجموعة #يونايت كلاود، التي شارك يوسف في تاسيسها، الى مواجهة التوتر واقامة علاقات افضل بين الصوماليين والسكان الاخرين، وهو يخشى ان ينعكس الاعتداء سلبا على جهوده. ويقول "يمكن ان يقضي حادث واحد على ثلاثين عاما من الجهود لبناء علاقات".