الفجيرة: تسعى امارة الفجيرة للافادة من وقوعها على خط ملاحي بين آسيا والخليج، وتعزيز موقعها كممر اقليمي للنفط، من خلال تدشينها الاربعاء رصيفا لخدمة ناقلات النفط العملاقة، هو الاول في الامارات.

وتطل الفجيرة على بحر العرب وخليج عمان، ويرتكز النشاط الاقتصادي فيها بشكل كبير على مينائها الذي يضم قسما نفطيا ومساحات تخزين تواصل السلطات تنمية قدرتها الاستيعابية.

ويتمتع ميناء الفجيرة بموقع استراتيجي يتيح للامارات تصدير النفط من دون المرور بمضيق هرمز، وبالتالي ضمان حركة التصدير في حال حصول اي توترات اقليمية، خصوصا مع ايران التي سبق لها التلويح باقفال المضيق بالقوة في حال حصول اي مواجهة عسكرية في الخليج.

ودشن حاكم الفجيرة الشيخ حمد بن حمد الشرقي الاربعاء، رصيفا لتحميل ناقلات النفط العملاقة في الميناء، هو الاول من نوعه في الامارات ويتيح استقبال ناقلات تتجاوز حمولتها 300 الف طن.

واعتبر وزير الطاقة سهيل المزروعي في تصريح اثر التدشين، ان "المشروع الاستراتيجي يبرز مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة كمركز عالمي في مجال الطاقة ويسهم في إبراز الموقع الاستراتيجي لإمارة الفجيرة ويجعلها محورا أساسيا لتجارة النفط العالمية".

بلغت كلفة انشاء الرصيف 650 مليون درهم (158 مليون دولار). واكد مدير الميناء موسى مراد ان الرصيف هو "الاعمق" في الشرق الاوسط اذ يبلغ عمق المياه المجاور له 26 مترا. ولتحقيق ذلك، استخدمت السلطات اكثر من 22 مليون طن من الصخور. 

وتتيح هذه المميزات شحن وتفريغ السفن "بدون التأثير بالمد والجزر" وذلك على مدى 24 ساعة يوميا، بحسب مسؤولي المشروع. وسيسمح الرصيف بتحميل أو تفريغ حمولة حتى مليوني برميل يوميا، واستقبال ناقلات حتى طول 344 مترا وبحمولة تبلغ 363 ألف طن. 

وخلال 2015، بلغت كمية النفط المتناولة في الميناء 56 مليون طن.

تفادي مضيق هرمز

وتعد الامارات احدى الدول الاعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط "اوبك"، ويبلغ انتاجها اليومي 2,5 مليوني برميل.

ويتيح التصدير عبر ميناء الفجيرة، تفادي المرور عبر مضيق هرمز الذي يربط بين الخليج وخليج عمان ويعد من ابرز الممرات البحرية للنفط، اذ تعبره سفن تحمل انتاج السعودية وقطر والعراق وايران.

وكانت الامارات دشنت في 2012 انبوب نفط بسعة 1,8 مليون برميل يوميا، يربط ما بين حقل انتاج حبشان في ابوظبي المطلة على الخليج، وميناء الفجيرة المطل على خليج عمان. ويبلغ طول الانبوب 360 كلم.

واضافة الى القدرات التصديرية، يتمتع ميناء الفجيرة بقدرة تخزين عالية تواصل السلطات زيادتها. فالميناء الذي بدأ تشغيله في العام 1983، وصلت قدرته التخزينية حاليا الى 10 ملايين طن من النفط. ومن ثمانية خزانات في 1994، وصل عدد الخزانات في الميناء حاليا الى 338.

وتبدو الامارات لاسيما امارة الفجيرة، مصممة على توسعة الميناء على رغم المستويات الحالية المتدنية لاسعار النفط عالميا.

واوضح المدير العام للميناء موسى مراد في كلمته الاربعاء، ان الميناء يضم حاليا تسعة ارصفة بترولية للناقلات الاصغر حجما، ورصيف للناقلات العملاقة، الا ان خطة تطويره تعتزم زيادة عدد ارصفة الناقلات الاصغر الى 21، يضاف اليها رصيفان للناقلات العملاقة.

وقال مراد ان "الرصيف الجديد يعتبر اضافة كبيرة توفر تميزا تجاريا لعملائنا وشركائنا في هذا النشاط، ويؤكد ان ميناء الفجيرة يسعى الى الريادة في تقديم خدمة مميزة في مجال تخزين وتجارة المواد النفطية ومناولة ناقلات النفط العملاقة بالمنطقة".

ويعد الميناء بمثابة الرئة الاقتصادية للفجيرة التي يناهز عدد سكانها 200 الف نسمة فقط.