وجه العراق نداء مؤثرًا الى دول العالم لمساعدته على تحمل ظروف الحرب ضد تنظيم داعش، مشددًا على أنه بأمس الحاجة للمساعدة رغم أنه ليس بلدًا فقيرًا لكنه يمر بظرف استثنائي، مشيرًا الى أن التنظيم لم يعد يحتل سوى 10 بالمائة من أراضيه،&فيما اعلنت دول أوروبية تقديم مائة مليون دولار لدعم النازحين العراقيين.

إيلاف من لندن: قال وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري في كلمة خلال المؤتمر الوزاري لمناقشة الأزمة الإنسانية بعد تحرير الموصل في نيويورك، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة، إن المُواجَهة ضدَّ داعش في العراق تتطلـب بذل الدم والمال والجهود السياسيَّة، حيث أن العراق تحمَّل وما زال مسؤوليَّة بذل الدم وهو أعزُّ شيء، من أجل الانتصار على داعش، الذي يُعَد انتصاراً لبلدان العالم كلها، كما نقل عنه بيان صحافي للخارجية العراقية، اطلعت "إيلاف" على نصه الخميس.&

العراق بأمس الحاجة للمساعدات الدولية

واشار الجعفري الى أن العراقيين اختاروا بذل الدم لتحرير بلدهم، وهذا كلـَّف عدداً كبيرًا من الشهداء من خِيَرَةِ أبناء البلد، فضلاً عن خسارة الكثير من النازحين الذين تركوا مناطقهم وقراهم ومحالّ سكنهم، وهاجروا إلى مناطق أخرى. واوضح أن تنظيم داعش كان يسيطر على 40% من الأراضي العراقيّة في صيف عام 2014، أمَّا الآن فلم يبقَ إلا في 10%.. مشددًا على أن الإرادة الوطنيّة العراقيَّة مُصِرّة ومعها تضامن الإرادة الدوليّة على سحقهم إلى النهاية وتحرير الأرض المتبقية.

ووجه الوزير نداء الى الدول الأوروبية قائلاً "نحن بأمسِّ الحاجة لمساعدتكم.. العراق ليس بلداً فقيراً، العراق بلد غنيّ فيه ثروة نفطيّة، وفيه ثروة مائيَّة، وثروة حضاريَّة، وثروة زراعيَّة لكنه الآن يمرُّ بظرف استثنائيٍّ لذا يُناشِدكم أن تقفوا إلى جانبه، والشعب العراقيّ عُمُوماً لن ينسى مَن يقف إلى جانبه خُصُوصاً في ظروف المحنة".&

واوضح قائلاً انه لهذا السبب، فإن العراق "يُناشِدكم أن تقفوا إلى جانبه، والشعب العراقيّ عُمُوماً لن ينسى مَن يقف إلى جانبه خُصُوصاً في ظروف المحنة. اليد التي تمتدُّ لنا، وتساعدنا في ظروف المحنة ستبقى خالدة في ذاكرة العراقـيِّين عبر التاريخ".

&واضاف قائلاً "نحن أخذنا على عاتقنا البذل بالدم، لكنَّ البذل بالمال لا نستطيع أن نستغني عنه لذا نتوقع منكم مزيداً من المساعدة، ونتمنى أن تـُترجَم المساعدات التي قدَّمتموها مشكورين بشكل عمليٍّ، وأن لا تتأخر حتى تشقَّ طريقها مُباشَرة إلى موارد الحاجة، لأن معركة الموصل ليست بالبساطة التي كانت في الفلوجة لكبر مساحة الأرض وتعدُّد المُجتمَعيَّة في الموصل، ما يتطلب جهداً وتضحيات أكبر".

&الحكومة تستعد لمعركة الموصل الحاسمة

وبيّن الوزير العراقي أن حكومة بلاده تجري حاليًا استعدادات، وتـهيّئ للمعركة المقبلة، وهي معركة الحسم في فصلها الأخير في مدينة الموصل.

وأشار إلى أن معركة الموصل ليست بالبساطة التي كانت في الفلوجة لكبر مساحة الأرض، وتعدُّد المُجتمَعيَّة في الموصل، لذا ستتطلب جهداً أكثر، وتضحيات أكثر. ونوّه الى ان جنسيَّات الدواعش الذين دخلوا العراق تصل إلى أكثر من 100 جنسيَّة في العالم.. وقال: "إذن، نحن لا نحارب فقط من أجل العراق، وإنما نحارب من أجل الدول المُتعدِّدة في العالم، وهذا بالنسبة لنا شرف أن نتواصل بذلك".
&
دول أوروبية تقدم 100 مليون دولار لدعم نازحي العراق

ومن جهتها، أعلنت وزارة الخارجية العراقية أن عددًا من الدول الأوروبية تبرعت للعراق بمئة مليون دولار لدعم جهود الاغاثة الانسانية، وذلك اثر دعوة الجعفري لها لمساعدة بلاده وتقديم الدعم الانساني لها.
وشارك في المؤتمر ممثل عن الرئيس الاميركي باراك اوباما، حيث تم تدارس الوضع الإنساني في العراق ومساعدته لتدارك ازمة النازحين والمهجرين.

ومؤخرًا، حذرت منظمة العفو الدولية الحكومة العراقية من كارثة إنسانية جديدة، في وقت تستعد فيه قواتها لشن هجوم على الموصل لاستعادتها من تنظيم داعش. وقدرت مصادر عسكرية وإنسانية أن 600 ألف نازح قد يضطرون لمغادرة منازلهم خلال المعركة المنتظرة.

وأسفت دوناتيلا روفيرا، مستشارة منظمة العفو، للأوضاع المتأزمة ولاهتمام المجتمع الدولي بتمويل عمليات عسكرية ضد تنظيم داعش أكثر من اهتمامه بدعم الجهود الإنسانية.. وحذرت من "تداعيات مدمرة" في حال لم يتم تمويل تلك المساعدات وتقديمها بشكل ملائم للنازحين.

ودعت روفيرا القوى الكبرى لزيادة مساهمتها المالية لمساعدة النازحين، "خصوصاً أن عددًا منهم اضطروا إلى الفرار بسبب عمليات عسكرية يدعمها المجتمع الدولي". وبحسب الأمم المتحدة، فإن الخطة التي وضعت للتعامل إنسانيًا مع هذه الأزمة اقتصرت نسبة تمويلها على 37 في المئة.

يذكر أن حوالي اربعة ملايين شخص نزحوا في العراق منذ عام 2014، فيما يحتاج 10 ملايين عراقي إلى مساعدات إنسانية.