بهية مارديني: اعتبر المحامي أنور البني رئيس المركز السوري للأبحاث والدراسات القانونية أن الأمم المتحدة لم تقم بأي رد فعل تجاه قصف المساعدات الأسبوع الماضي و هي تعامل نفسها على أساس "أنها في موقع ضعيف".

وشدد على أن هذا " خطأ وخاصة ان هناك قرار من مجلس الأمن بإدخال المساعدات دون موافقة النظام". 

وعبر البني في حديث مع "إيلاف" عن خيبة أمله بالدور الذي تقوم به الأمم المتحدة وخاصة أن شاحناتها التي تحمل مساعدات للشعب السوري المحاصر في الداخل تتعرض للقصف دون أن تحرك الأمم المتحدة ساكنا، معتبرا " أن هذا الموقف الضعيف ناتج عن ضعف الشخصيات التي تمثل الأمم المتحدة وليس عن ضعف موقع الأمم المتحدة".

من جانبه قال في حديث مع" ايلاف " ابراهيم اليوسف القيادي في المنظمة الحقوقية السورية الكردية "ماف" والتي وقعت أيضا على بيان يدين العجز الاممي تجاه نظام الاسد وحلفائه أنه "منذ بداية حرب الأسد الابن على الشعب السوري وسعيه لخلق تنظيمات إرهابية باعتبارها بحسب ذهنية مطبخه المسوغ الوحيد لديمومة شوكته وكرسيه حتى أننا بتنا نجد أن هيئة الأمم المتحدة التي عول عليها السوريون في أن تنصفهم كما هو الدور المناط بالأسرة الدولية إلا أنها خذلتهم، وتخلت عن دورها هذا وكانت بذلك ليس الشاهد وإنما الشريك في دم السوريين".

وأشار الى "إن خذلان الأمم المتحدة واكتفاء دورها بالمتفرج هو ما انعكس على الواقع السوري وأدى إلى تجاوز النظام القمع والدكتاتورية والاستبداد والاستوحاش والاستئذاب إلى مابعد الإرهاب دون أن تؤدي هذه الهيئة الدولية ماهو مطلوب منها أخلاقياً، وقانونياً، وإنسانياً. ولعل ذلك يتم وفق تواطىء رسمي مفروض عليه، من قبل القوى المؤثرة في الحرب على سوريا والسوريين لإنهاك هذا البلد وإبادة شعبه كما يحدث حالياً؟؟". 

قصف قافلة الاغاثة

وأضاف " أن قصف قافلة الإغاثة وإحداث مجزرة الثلاثة عشر من موظفي الهلال الأحمر، ماهو إلا نتاج هذا التواطىء المقيت، لاسيما بعد التقاء الإرهاب "الروسي/ الإيراني " في دعم هذا النظام. ضمن تفاهمات وربما تكليفات أميركية غربية كانت كلها وراء تحريف الثورة عن مساراتها وإجهاضها. وفي هذا مايجلب العار لهذه الهيئة الدولية بل يطلق رصاصة الرحمة على رمزيتها". واعتبر أن "السوري بغنى عن إغاثات جهة تزود القاتل بالذخيرة والرصاص والأسلحة، وهذا يعني أن هذه الجهة-في الأصل- في موقع قفص الاتهام وأول دواعي ذلك: تواطؤها المريب، لاسيما في حدود عدم تنفيذ وعودها التي استظهربها السوريون منذ ما قبل البوكيمي ومابعده من دون أن يترجم ذلك-عملياً".

وطالب هيئة الأمم المتحدة ومن أجل أن تستعيد دورها بعد تمرغ صورتها في الدم السوري " أن تتخذ التدابير النهائية في مايتعلق بوجود النظام كسيف وكبراميل مسلطة على رؤوس السوريين بل أن تسرع في فتح الملفات ومواجهة داعمي هذا النظام والجهات التي آزرت الإرهاب وخلقته، وقبل كل ذلك: داعش ومن شابهه من الراديكاليين والمتشددين القتلة الذين يظل وجودهم في سوريا المستقبل مايرتقي إلى مستوى إرهاب النظام، بل إن كليهما أسوأ من الآخر..." على حد قوله.

عجز الامم المتحدة

هذا وأدانت منظمات حقوقية ومنظمات مجتمع مدني سورية عجز الأمم المتحدة على حماية قوافلها بعد تعرض قافلة الأمم المتحدة للمساعدات لهجوم عسكري جوي، واكدت المنظمات أنها "رسالة همجية أدت إلى سقوط ثلاثة عشر من متطوعي الهلال الأحمر".

وقال البيان الذي وقعت عليه عدة منظمات حقوقية سورية وحصلت " ايلاف" على نسخة منه، "لم تكن هذه المرة الأولى التي تتعرض فيها الأمم المتحدة ومنظماتها إلى هذا الاستهزاء والاستهتار من قبل عصابات الأسد وحليفه بوتين ".

ولفت البيان الى أنه خلال" الخمس سنوات الماضية وبإعتراف الأمم المتحدة نفسها تعرضت لمواقف مذلة ومهينة على أيدي هؤلاء المجرمين دون أن يتم اتخاذ أي إجراء ضدهم وهذا ما شجعهم لارتكاب مزيد من الجرائم والمجازر وصولا إلى جريمة الأمس" .

وأشارت المنظمات الى ردة الفعل التي لا تناسب الفعل وقالت" عوض أن تقوم بالرد على هذه الجريمة النكراء بالقيام بما يجب لمحاسبة المجرمين ووقفهم عند حدودهم، اتخذت قرارا بوقف عملياتها في سوريا وكأنها طرف ضعيف يتوسل وجوده على عطف الآخرين، وليس منظمة دولية تمثل العالم كله وتمثل القيم العالمية الإنسانية ووجودها مفروض بحكم قانونها أولا وبحكم القرارات الدولية الصادرة عن أعلى مرجعية دولية، وهو مجلس الأمن الدولي والجمعية العمومية للأمم المتحدة". 

واعتبر البيان أن الأمم المتحدة تخلت نهائيا عن مبررات وجودها القانوني والمادي بالعالم، وطالبت المنظمات السورية بإحالة ملف هذه الجريمة لمحكمة الجنايات الدولية، وأن يبادروا للقيام بما نصت عليه قوانين الأمم المتحدة ولا يتوسلوا هذا الدور من الآخرين وخاصة من المجرمين.