الامم المتحدة: حث النائب الجديد لرئيس جنوب السودان تابان دينغ غاي الجمعة الولايات المتحدة على عدم فرض حظر دولي على تصدير الاسلحة الى بلاده، كما اعترض على بعض تفاصيل خطة نشر قوة حماية افريقية.

وصرح دينغ في مقابلة مع وكالة فرانس برس على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة "نحن قلقون جدا لان جنوب السودان ليس بحاجة لحظر على الاسلحة"، مضيفا "لسنا بحاجة الى مزيد من المعاناة".

وشدد دينغ في الكلمة التي القاها امام الجمعية العامة الجمعة على انه بعد عامين ونصف عام من الحرب الاهلية "الوضع في البلاد مستقر وهادئ"، قائلا ان "الحياة تعود الى طبيعتها". وهددت الولايات المتحدة بالسعي الى استصدار قرار من مجلس الامن يفرض حظرا دوليا على تصدير الاسلحة الى جنوب السودان اذا لم توافق جوبا على انتشار قوة حماية افريقية من اربعة الاف عنصر على اراضيها.

واشار مسؤول عمليات حفظ السلام في الامم المتحدة ايرفيه لادسو الجمعة الى عدم تحقيق تقدم على صعيد نشر قوة افريقية. وقال لادسو امام صحافيين "لقد اجرينا اتصالات مع الحكومة لكنها لم تحرز تقدما".

يفترض ان يبلغ الامين العام الحالي للامم المتحدة بان كي مون، مجلس الامن الدولي في الشهر المقبل ما اذا كان جنوب السودان يتعاون لتفادي فرض عقوبات عليه. وقال دينغ لفرانس برس "انه بلد جميل ساعدونا على تحريره... لماذا ندمره؟ لماذا ندمره من خلال فرض حلول من الخارج؟".

واردف "على الاميركيين ان يدعموننا لتعزيز قدرات الشرطة والجيش ومساعدتنا على تدريب هذا الجيش ليصبح محترفا". وتابع ان الهدف الاساسي لزيارته هو ابلاغ واشنطن، اكبر جهة مانحة لجنوب السودان، بأن البلاد على الخط الصحيح.

الحرب انتهت
صرح دينغ امام الجمعية العامة للامم المتحدة "يمكنني ان اقول امامكم بثقة ان الوضع في البلاد مستقر وسلمي وان الحكومة تعمل والحياة تعود الى طبيعتها". لكن قلة من الدول تميل الى تصديق هذه التصريحات.

فقد اسفرت المعارك المستمرة منذ عامين ونصف عام عن مقتل عشرات الاف الضحايا ونزوح اكثر من 2,5 ملايين بينهم اكثر من مليون لاجئ، مما يزيد من خطورة ازمة المهاجرين في العالم التي تعتبر الاسوأ منذ الحرب العالمية الثانية.

كما ادى النزاع الى احراق عدد لا يحصى من القرى، وبات نصف السكان تقريبا يحتاج مساعدات غذائية، بينما تقول منظمات حقوقية ان الحكومة والمتمردين غالبا ما يلجأون الى الاغتصاب كسلاح في الحرب. اندلعت المعارك في ديسمبر 2013 بين مؤيدي الرئيس سالفا كير ونائبه رياك مشار الذي اتهمه كير بالتخطيط لانقلاب.

في ابريل، سادت امال بانتهاء النزاع عندما عاد مشار الى جوبا لتولي مهامه كنائب للرئيس ضمن حكومة وفاق وطني برئاس كير. الا ان الاشتباكات الدامية سرعان ما اندلعت مجددا في يوليو واسفرت عن سقوط مئات القتلى. وفر مشار على اثرها الى الخرطوم لتلقي "علاج طبي" على حد تعبير السودان، وتم عندها تعيين دينغ بدلا منه.

بعد عودة المعارك صوّت مجلس الامن الدولي على نشر قوة جديدة ستكون تحت قيادة مهمة حفظ السلام الدولية. تقول الامم المتحدة ان هذه القوة ستكلف ضمان الامن في العاصمة والمطار وحماية المدنيين.

هدر للموارد
وافقت حكومة جنوب السودان في مطلع سبتمبر الحالي على نشر القوة، لكنها اثارت امتعاض الغرب عندما طالبت اعادة النظر في حجمها. وتابع دينغ "انه هدر للموارد.. جوبا فيها سلام والمطار يعمل على مدار 24 ساعة لذلك ما مبرر الحماية؟ لسنا نفهم".

لا تريد حكومة جنوب السودان ان تسيطر قوات اجنبية على مطارها وطالبت باعطائها قائمة بالمنشات التي ستخضع للحماية.
وتابع "اعطوا كير فرصة، انه الرئيس ساعدوه خصوصا وانه وافق على اجراء انتخابات في غضون عامين ونصف عام الى ثلاثة اعوام".

واتهم دينغ مشار بالحث على العنف "لحمل الناس على العودة الى الحرب الاهلية". من جهته، شدد لادسو على ان لمشار دورا يؤديه، معتبرا انه "يمثل عنصرا مهما" من المجتمع في جنوب السودان.