بهية مارديني: رفض معارض سوري تبريرات الرئيس الأميركي باراك أوباما حول مواقفه من الملف السوري وخطوطه الحمراء وقوله أن توجيه ضربات جوية للنظام في وقت سابق "ما كانت تحدث فرقا"، منتقدا أفعاله التي تناقض تصريحاته.

وقال تليد صائب منسق الأمانة العامة في تيار الغد السوري في حديث مع "ايلاف " أنه "منذ قامت الثورة بسوريا كان موقف الرئيس أوباما غامضا" "..

واعتبر أن أوباما " كان يعلن شيء و يفعل عكسه ". وأكد " أنه تصرف ذلك رغم تعويل بعض السوريين على مواقف أمريكا و أوربا في بداية الثورة و اعتقدوا انهم لن يسمحوا للأسد بتدمير سوريا و سيجبرونه على التنحي كما فعلوا مع الرئيس حسني مبارك .".

وقال " كانت لأوباما خطوط حمراء تتمدد وتكبر معطية" فرصا" للأسد باستمرار غيه و اجرامه أكبرها الخط الاحمر الذي أعلنه اذا استخدم الاسد سلاحه الكيماوي والذي اكتشف السوريون انه كان خطأً "هوائيا".

وطالب صائب بالعودة " لتصريحات الرئيس السابق للموساد الإسرائيلي التي نشرت على صحيفة يديعوت أحرونوت والتي تحدث فيها صراحة عن دعم بلاده لبقاء الأسد رئيسا" والسماح لإيران وحزب الله بالقتال معه وفق ضوابط معينة لفهمنا موقف أوباما بشكل أوضح" في إشارة منه الى تماهي الموقفين .

تصريحات اوباما

وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قال ان الوضع في سوريا يشكل "هاجسا يلاحقه باستمرار"، لافتا الى أن توجيه ضربات جوية للنظام السوري لما كان أحدث تأثيراً حاسماً.

وأشار أوباما في حديث صرح به مؤخرا لمجلة "فانتي فير" الى إن "الوضع في سوريا يبقى هاجسا يلاحقني باستمرار، فمعرفة أن مئات آلاف الأشخاص قتلوا والملايين نزحوا، كل ذلك يحملني على التساؤل حول ما كان بوسعي أن أفعله بصورة مغايرة خلال السنوات الخمس أو الست الماضية".

وردا على المنتقدين له أنه ماطل اعتبر أوباما إن الحلول التي طرحت لما كانت أحدثت فرقا حقيقيا على الأرض.

شكوك

وأكد أن "الحجج المعهودة حول ما كان يمكن القيام به خاطئة، مشككاً بالطرح القائل بأن تزويد المعارضة المعتدلة بالمزيد من الأسلحة لكان ساعد على "الإطاحة بالأسد، أو بأن تسديد ضربات جوية ضد النظام عند إثبات استخدامه أسلحة كيميائية، لكان أحدث تأثيرا حاسما".

وكان تقرير مشترك للأمم المتحدة والمنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيميائية أكد ان "الحكومة السورية" شنت هجومين بالاسلحة الكيماوية على الاقل خلال العامين الماضيين في تلمنس وسرمين بمحافظة ادلب بينما استخدم تنظيم داعش غاز الخردل في مارع بحلب ،دون أي حراك دولي.

وبرر أوباما "إنني عادة أجيد تقييم مختلف الخيارات واتخاذ القرارات التي تبدو لي الأفضل في وقتها على ضوء المعلومات التي في متناولنا. لكن ثمة أوقات كان بودي لو أستطيع أن أتصور رؤية مختلفة".

وتساءل عما "إذا كانت هناك مبادرة لم تخطر لنا؟ هل كان هناك تحرك، غير الوسائل التي عرضت علي، لكان تشرشل أو أيزنهاور تصوره؟"

وتوصف سياسة أوباما الخارجية بأنها "شديدة السلبية" وتدعو أصوات من داخل الولايات المتحدة لاتخاذ إجراءات قوية ضد المتشددين وينتقدون القيود التي وضعها على استخدام قوات برية في محاربة التنظيم كما ينتقدون أن واشنطن باتت أضعف خلال وجوده في الرئاسة الأميركية.