إيلاف من نيويورك: ينهي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو زيارته لنيويورك بلقاء مع مرشحي الرئاسة الأميركية الديموقراطية هيلاري كلينتون والجمهوري دونالد ترامب. ويحاول نتانياهو الحفاظ على حياد بلاده ازاء هذه الانتخابات مع ان الجميع يعرف ان حكومته لن تخفي فرحها في حال فوز المرشح دونالد ترامب الجمهوري اليميني الذي يشاطر إسرائيل هواجس الارهاب والعرب كما انه بالرغم من التصويت التقليدي ليهود أميركا للديموقراطيين فان هناك نشاط جمهوري في إسرائيل تمثل باقامة مركزًا انتخابيًا في تل أبيب.

ثوابت قديمة

قاء نتاتياهو بالرئيس الأميركي باراك أوباما ووزير خارجيته جون كيري لم يتمخض عن اي شيء في مجال المسألة الفلسطينية وكل من تحدث عن محاولة أميركية اخيرة لطرح مشروع سلام وفرضه على إسرائيل اخطأ على ما يبدو لان العلاقات الإسرائيلية الأميركية لا تحتكم لعلاقات الاشخاص والخلاف بين نتانياهو وادارة اوباما وكلام كيري عن ان الخارجية ستعمل خلال الاشهر القادمة على مشاريع للسلام بمثابة ضريبة كلامية تجاه الجانب الفلسطيني والعربي، كما يقول مقربون من نتانياهو.

بالإضافة إلى أن كلمة نتانياهو في الامم المتحدة لم تحمل أي أمل بل تأكيدا جديدا لثوابت إسرائيلية قديمة تمثلت في الشأن الفلسطيني مثل شرط اعتراف الجانب الفلسطيني بيهودية إسرائيل مع ان الرئيس الفلسطيني اكد مرة اخرى اعتراف منظمة التحرير الفلسطينية بدولة إسرائيل وضرورة اقامة فلسطين إلى جانب إسرائيل بحدود 67 ولكن نتانياهو الذي القى خطابه على بعد خطاب واحد من الرئيس عباس بدا كأنه لم يسمع او لم يريد ان يستمع إلى الجانب الاخر وبقي على عادته في مسألة التحريض.

خط أحمر

كما تطرق للشأن السوري بخط إسرائيل الاحمر في عدم نقل اسلحة متطورة لحزب الله، ولكن نتانياهو بدأ ربما بمعركة اعلامية لوضع إسرائيل على خريطة الدول العظمى تمهيدا ربما للانضمام إلى مجلس الامن الدولي فهو يرى إسرائيل ذات الثمانية ونيف مليون نسمة وكانها دولة عظمى ذات قدرات خارقة ومواقفه تبنى بحسب هذه الناحية.

نتانياهو وبعد ان حافظ على عدم التورط في الحروب الدائرة بالشرق التوسط ونسق مع الروس حلفاء اعداءه من جهة ومع الأميركيين وقوات التحالف في سوريا وايضا تصرف كما يريد في ضرب مواقع لجيش السوري تارة وما تعتبره إسرائيل شحنات اسلحة متطورة من الناحية الاخرى وقصف في السودان مستودعات ادعوا انها لايران وضرب اهدافا في مناطق شتى وكم من الاغتيالات في المنطقة تنسب إلى اسرائيل وكل هذا دون التورط في اي مواجهة او حرب بينما يغوص حزب الله وايران في وحل سوريا كما يقول مقرب من نتاتياهو والعرب مشغولون باليمن وسوريا وتونس وليبيا وغيرها من الاماكن الملتهبة.&

دولة عظمى

وأشار المصدر إلى أنّ بلاده تنسق مع روسيا وتبلغ الولايات المتحدة بكل التفاصيل وان إسرائيل تشارك دولا في المنطقة بالمعلومات الاستخبارية التي بحوزتها ويضيف المصدر ان إسرائيل مصدر مهم للمعلومات الاستخباراتية في العالم وثم يأتي نتاتياهو ليقول ذلك علنا في خطابه بالجمعية العمومية ويحاول أن يظهر كأنه منقذ العالم من الارهاب إلى جانب انقاذ دول افريقيا في مجالات الزراعة والمياه والتكنولوجيا والتقنيات فمحاولة نتانياهو اظهار إسرائيل انها دولة عظمى بات الامر الذي يصدقه ويتصرف على اساسه ويجعله يتحدث باستعلاء وعجرفة.

في اجتماعه مع اكثر من 15 قياديا من دول افريقية خطب فيهم محاولا ان يقنعهم بان دعمهم لإسرائيل سيخرجهم من الفقر والمشاكل ويضعهم في مصاف الدول المتقدمة في العالم وهم استمعوا اليه باهتمام بالغ وعرض مساعدة إسرائيل في المجالات كافة وطلب منهم التعاون مع الحكومة والقطاع الخاص فرؤية نتانياهو هي أن الدول الافريقية قد تنتقل لدعم إسرائيل امميا لوقف الاكثرية الاوتوماتيكية ضد إسرائيل في الامم المتحدة وأضف إلى ذلك حديثه عن تعاون سري مع دول عربية مختلفة.&

&

اجتماعه مع&زعماء افارقة

&

مصر والأردن

أما بشأن مصر والاردن فاكد على اهمية اتفاقتي السلام مع كل من الاردن ومصر، فقد اثنى على تصريحات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ومبادرته للسلام مع الفلسطينيين الا انه لم يذكر ولو بكلمة الملك عبد الله الثاني. وقال احد مقربي نتانياهو ان سوءا يسود العلاقة مع الاردن وعزا ذلك للمشاكل الاردنية الداخلية وخوف المملكة الاردنية من تغللل الاخوان المسلمين في كل مؤسسات الدولة موضحا ان تصريحات الاردن تلقائية تجاه إسرائيل تنبع من هذا التخوف بالرغم من ان العلاقات والتنسيق الأمني في احسن احواله بين البلدين الا انه من اللافت استمرار الاردن بمهاجمة إسرائيل على خلفية الممارسات في المسجد الاقصى من جهة وبسبب الجمود في العملية السلمية من الناخية التخرى ولفت المقرب إلى أنّ الاتصالات بين نتانياهو والملك عبد الله الثاني معدومة منذ ثلاثة اشهر حيث كانت منتظمة قبل ذلك.

كالطاووس!

يشعر نتانياهو انه يخرج منتصرا من الجمعية العمومية فهو يعتقد ان وضع بلاده الافضل في المنطقة المشتعلة اقتصاديا واجتماعيا وعسكريا وان إسرائيل لا تزال اقوى دولة في الشرق التوسط واتفاق الدعم الأميركي عزز هذا الاعتقاد حيث يرى نتانياهو ان احدا لن يجروء على مواجهة إسرائيل وردا على اسئلة حول صفقات اسلحة وطائرات أميركية لدول عربية قال انها لا تشكل خطرا وان اسرائيل لا تعارض اي صفقة خاصة وان مصالح هذه الدول مع إسرائيل وليست ضدها.

من الداخل الإسرائيلي وفي المقلب الاخر لا يوجد قائد او سياسي يستطيع منافسة نتانياهو وانتزاع رئاسة الحكومة منه في هذه المرحلة وفقط هناك حديث عن تحقيقات جديدة للشرطة في قضايا فساد يشتبه بتورط نتانياهو واعوانه فيها اضف إلى ذلك اتهامه بتبذير المال العام على مصالحه الشخصية، اذ نشرت يديعوت احرونوت تقريرا عن الاموال الطائلة التي تم صرفها على زيارة نتانياهو وعقيلته إلى افريقيا الصيف الماضي كما المحت القناة الثانية إلى شروع الشرطة بالتحقيق بقضية فساد جديدة لا تقل اهمية عن قضية تلانسكي التي ادخلت رئيس الحكومة الاسبق ايهود اولمرت السجن.

بين هذا وذاك نتانياهو يتصرف ويمشي كالطاووس ويعتقد انه منقذ العالم من مشاكل المياه والزراعة والفضاء الالكتروني والارهاب والاستخبارات وان إسرائيل ستبقى للابد فيللا في غابة مع ترسانتها العسكرية والنووية كما يقال عنها ولكن هل سيتم ايجاد الشخص او القائد السياسي الذي يستطيع ان ينافسه محليا ويقطع خطط نتانياهو للبقاء على رأس الحكومة حتى العام 2023؟