القدس: اجتمع عشرات من قادة دول العالم الجمعة في القدس، وسط اجراءات امنية قصوى لتشييع الرئيس الاسرائيلي السابق شيمون بيريز الذي توفي الاربعاء عن 93 عامًا.

ودفن بيريز ظهرا في مقبرة جبل هرتزل في القدس، على بعد أمتار من رئيس الوزراء السابق إسحق رابين، الذي شاركه جائزة نوبل للسلام.

وخلال الجنازة صافح رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الجمعة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في لقاء علني يندر حدوثه بين الرجلين.

وجلس عباس ونتانياهو في الصف الاول خلال الجنازة ولكن على مسافة من بعضهما، بينما تحدث الرئيس الاميركي عن رغبة بيريز بتحقيق السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين.

ونشر المتحدث باسم نتانياهو مقطع فيديو على موقع تويتر، يقول فيه عباس وهو يصافح نتانياهو باللغة الانجليزية "من الجيد رؤيتك. مضى وقت طويل"، بينما شكره نتانياهو وزوجته سارة على حضوره.

يذكر أن الرجلين تصافحا اثناء قمة المناخ في باريس في نوفمبر، لكن دون محادثات. ويعود آخر اجتماع مهم وعلني بينهما الى العام 2010، رغم تقارير غير مؤكدة عن لقاءات سرية بعدها.

&

حضور القادة

ووصل الرئيس الأميركي باراك أوباما صباح الجمعة الى تل ابيب. وحطت الطائرة الرئاسية التي تقل ايضًا وزير الخارجية الأميركي جون كيري بعيد الساعة الثامنة في مطار بن غوريون الذي يبعد نحو عشرة كيلومترات الى الشرق من تل ابيب.

وحضر الجنازة ايضًا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند&والالماني يواكيم غازك وملك اسبانيا فيليبي السادس وولي العهد البريطاني الامير تشارلز، وكذلك الرئيس الفلسطيني محمود عباس القيادي العربي الوحيد بهذا المستوى الذي سيشارك في التشييع.

وقد أعلنت مصر اول دولة عربية وقعت اتفاق سلام مع اسرائيل أن وزير خارجيتها سامح شكري سيشارك في الجنازة. وستشكل جنازة حائز جائزة نوبل للسلام بعد توقيع اتفاقات اوسلو مع الفلسطينيين، على ما يبدو تجمعًا استثنائيًا لرؤساء دول وحكومات ووزراء ودبلوماسيين وشخصيات رسمية أخرى.

إجراءات استثنائية

وفرضت السلطات الاسرائيلية اجراءات امنية استثنائية في هذه المناسبة التي تأتي قبل ايام من عيد رأس السنة اليهودية الذي يليه بعد عشرة ايام عيد الغفران.

ولم تشهد اسرائيل اي جنازة على مستوى دولي مماثل منذ جنازة رئيس الوزراء السابق اسحق رابين عام 1995 الذي اغتيل على يد ناشط في اليمين المتطرف معارض بقوة لاتفاق اوسلو الموقع بين اسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية.

والقى اولاد بيريز الثلاثة والكاتب الاسرائيلي المعروف عاموس عوز بالاضافة الى الرئيس الاسرائيلي الحالي رؤوفين ريفلين كلمات في الجنازة.

نوبل السلام ومجزرة قانا

وسجي جثمان بيريز الخميس لأكثر من 12 ساعة امام مقر الكنيست في القدس ليتاح للاسرائيليين القاء النظرة الاخيرة عليه.

وبيريز هو الشخصية الاخيرة من جيل مؤسسي دولة اسرائيل وأحد المهندسين الرئيسيين لاتفاق اوسلو للسلام مع الفلسطينيين في 1993 الذي منح جائزة نوبل للسلام من اجله مع رئيس الوزراء حينذاك اسحق رابين الذي اغتيل في 1995 والزعيم الفلسطيني ياسر عرفات الذي توفي في 2004.

ولم يشارك نواب القائمة العربية المشتركة-القوة الثالثة في البرلمان الاسرائيلي في جنازة بيريز.

&

&

وكان بيريز في وسط المعارك الكبرى في تاريخ اسرائيل، وفي صلب سجالات عنيفة واكبت الحياة السياسية في هذا البلد. ويعتبره الاسرائيليون شخصية توافقية واحد حكماء البلاد، لكن الشارع الفلسطيني والعربي إجمالا يرى انه لا يختلف عن قادة اسرائيل الآخرين ويصفه بـ"المجرم".

في 1994، نال بيريز مع رابين وعرفات جائزة نوبل للسلام عن "جهودهم لإحلال السلام في الشرق الأوسط".

ويرتبط اسم بيريز ببداية الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة وبقصف مخيم تابع للامم المتحدة في قانا بجنوب لبنان عام 1996 في مجزرة راح ضحيتها اكثر من مئة مدني.

وكان بيريز يصنف بين "صقور" حزب العمل، ووافق حين كان وزيرا للدفاع في السبعينات على بناء اولى المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة.

غير انه انتقل في ما بعد الى صفوف "الحمائم" ولعب دورا حاسما في ابرام اتفاقات اوسلو، في وقت كان اسحق رابين يشكك بقوة في العملية السلمية.
&