فيما دخل العراق عامًا جديدًا فإنه يتطلع بقوة إلى أن يكون 2017 عام النصر النهائي ضد الإرهاب وطيّ سنوات الدم الأخيرة التي عاشها، حيث فقد في العام الماضي 12 ألف عسكري ومدني من أبنائه.. فيما أكد العبادي أن معركة الموصل قد دخلت مرحلة الحسم وحيث سيزور الرئيس الفرنسي هولاند بغداد غدًا لتفقد جنود بلاده في العراق.

إيلاف: قال الرئيس العراقي فؤاد معصوم ان العراق يتطلع الى ان يكون العام 2017 عام النصر الناجز على الإرهاب.. واشار في رسالة الى العراقيين لمناسبة العام الجديد، وتابعتها "إيلاف"، ان الشعب العراقي واجه في عام 2016 كثيرا من المشاكل والأزمات الا انه تمكن من مواجهتها بفضل صموده وتضحياته. واعرب عن الامل في ان يكون العام الجديد عام نصر ناجز على الارهاب وتحقيق الاستقرار والتطور الاقتصادي وعودة جميع النازحين والمهجرين إلى ديارهم وتأمين الخدمات اللازمة للمواطنين.

أضاف معصوم ان الشعب وقواته المسلحة بجميع تشكيلاتها قد "تميزوا بروح المبادرة والبطولة خلال العام المنصرم، وتمثلت في تحريرها لمعظم المناطق التي احتلتها العصابات الارهابية".. مستذكراً" شجاعة مقاتلينا لا سيما شهداء شعبنا الميامين الذين قدموا الأرواح قرابين من أجل حرية بلدهم وتحرير شعبهم والانسانية من آفة الارهاب". وتوقع ان تلقي التغيرات المقبلة على العالم "بظلالها على المنطقة خلال عام 2017 بما يعزز فرص التعاون والتفاهم والانتصار على الارهاب".

العبادي وهولاند خلال مؤتمرهما الصحافي في بغداد

وفي رسالة مماثلة الى مواطني اقليم كردستان العراق، عبّر مسعود بارزاني رئيس الاقليم عن الامل في &أن يكون عام 2017 نهاية للأزمات، وأن يحل فيه السلام على المنطقة، وأن يكون عام القضاءِ على الإرهاب والتطرف، وأن يحمل الطمأنينةَ والسرورَ إلى الإنسانية جمعاء. واشار الى ان من اهم انجازات عام 2016 هو كسر شوكة داعش الإرهابي وتحرير أرض كردستان من سيطرته، مؤكدا قرب انتهاء تحرير كامل أراضي الاقليم. &

هولاند يزور العراق الاثنين لتفقد قوات بلاده
اعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند انه سيزور العراق غدا الاثنين، وقال في كلمة التهنئة التقليدية الموجهة الى الفرنسيين بمناسبة قدوم العام الجديد "لم ننته بعد من آفة الارهاب، ولا بد لنا من المضي في مواجهته في الخارج، وهذا ما نقوم به عبر عملياتنا العسكرية في مالي وسوريا والعراق".

وأضاف انه سيزور العراق غدا ليوجّه تحية الى الجنود الفرنسيين هناك، الذين يشاركون في الحرب ضد داعش. وأشار الى انه سيبحث مع المسؤولين العراقيين مكافحة الارهاب لتجنب هجمات في فرنسا.

ومن المنتظر ان ينتقل الرئيس الفرنسي بعد زيارته لبغداد الى اربيل، في زيارة لاقليم كردستان، ولقاء رئيسه مسعود بارزاني والمسؤولين الحكوميين لتطوير العلاقات بين الجانبين والتعاون في مواجهة تنظيم داعش. وكان هولاند زار اربيل في ديسمبر عام 2014.

ويوجد حوالي 500 جندي فرنسي في العراق في إطار التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم داعش، ويشمل هذا العدد قوات خاصة تدرّب البيشمركة الكردية في شمال العراق. ويتوزع هؤلاء على الشكل الآتي: 160 منهم في بغداد و160 آخرون يتواجدون في أربيل و150 في قاعدة القيارة في محافظة نينوى الشمالية.&

2016 عام الاحتجاجات والاستقالات وتزايد العنف
واليوم طوى العراق عام 2016 احداثه السياسية وتطوراته العسكرية والتي تركت بصماتها على الواقع العراقي وتأثيراتها خلال العام الذي بزخ فجره اليوم الاحد.&

فقد كان من ابرز العام الماضي اعتصام زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر داخل خيمة في المنطقة الخضراء في وسط العاصمة بغداد واقتحام انصاره لمبنيي مجلس النواب ومجلس الوزراء للمطالبة باجراء اصلاحات، كما كانت زيارة رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني الى بغداد بعد مرور اكثر من ثلاث سنوات من آخر زيارة له للعاصمة، وبدء ملف اقالة الوزراء وتعيين آخرين واختيار عمار الحكيم رئيساً للتحالف الشيعي وعودة نواب رئيس الجمهورية الى مناصبهم.&

كما شهد العام مباشرة المواجهة الحقيقية لتنظيم داهش وطرده من العديد من المناطق التي احتلها في يونيو عام 2014 حيث نجحت القوات العراقية من طرده من محافظتي الانبار وصلاح الدين، وباشرت في 17 اكتوبر الماضي اكبر هجوم شارك فيه 100 الف عسكري ضد معقل التنظيم الاخير في العراق في مدينة الموصل عاصمة محافظة نينوى الشمالية وانتزاع مناطق مهمة من المحافظة وأحياء عدة من عاصمتها بعد سيطرته عليها، والتي استمرت لعامين ونصف عام.

كما شهد العام اجراء تغيير وزاري شمل وزارات عدة، وإقالة وزيري الدفاع خالد العبيدي، والمالية هوشيار زيباري، ودمج وزارات، حيث غادر العراق عام 2016 وخمس من وزاراته شاغرة، وهي الدفاع والداخلية والمالية والصناعة والتجارة.

كما شهد عام 2012 نزيفا دمويًا على مدى شهوره الاثني عشرة، حيث اعلنت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق "يونامي" عن بمقتل أكثر من 12 ألف عراقي، غالبيتهم من العسكريين، وإصابة نحو 14 ألفاً بجروح مختلفة بأعمال عنف وتفجيرات ومعارك متواصلة شهدتها غالبية محافظات البلاد خلال العام.

وقالت في تقرير اطلعت على نصه "إيلاف" إن ما مجموعه 12 ألف و38 شخصاً قتلوا، وأصيب 14 ألف و411 آخرون بتفجيرات وأعمال عنف مختلفة، وقعت غالبيتها في العاصمة بغداد والمحافظات الشمالية والغربية، وتبنى تنظيم داعش المسؤولية عن تنفيذ قسم كبير منها.

وأضافت ان عدد القتلى من المدنيين قد بلغ 6 آلاف و492، فيما كان عدد القتلى من العسكريين 5 آلاف و546.. واشارت الى "تصاعد أعمال العنف في العراق بشكل مضاعف خلال الأشهر الأخيرة من العام 2016، حيث تم تسجيل مقتل 5 آلاف و683 شخصاً، ما يشكل نحو نصف عدد القتلى خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام.

بذلك يكون العراق شهد عام 2016 زيادة بنسبة نحو 9% للقتلى بالمقارنة مع أعداد الضحايا خلال عام 2015 حيث شهد هذا العام مقتل 11 ألف و118 عراقياً، غالبيتهم من المدنيين، وإصابة 18 ألفاً 419 بجروح مختلفة، بينهم عسكريون بأعمال عنف وتفجيرات ومعارك.

وعزت البعثة ارتفاع عدد القتلى من المدنيين والعسكريين خلال الأشهر الأخيرة من 2016 إلى المعارك التي تخوضها القوات العراقية لاستعادة مدينة الموصل من قبضة مسلحي داعش والتي انطلقت بدعم من التحالف الدولي.

العبادي: معركة الموصل دخلت مرحلة الحسم
اكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ان معركة تحرير مدينة الموصل الشمالية قد دخلت مرحلة الحسم، مشيرا الى أنها تسير حسب ما مخطط لها، مشددا على ان قوات بلاده تقاتل داخل مدينة الموصل حاليا، وبمعنويات عالية، وبروح الانتصار، والعدو يشهد انهيارا وانكسارا.

&جاء ذلك خلال اطلاع رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة مساء امس على سير عمليات "قادمون يا نينوى" بعد انطلاق المرحلة الثانية منها، وتقدم القوات العراقية لتحرير كامل الجانب الايسر، وذلك عند زيارته لمقر قيادة العمليات المشتركة واجتماعه بالقادة الامنيين والعسكريين.

وقد اجرى العبادي اتصالات مع القادة الميدانيين الذين يقودون المعركة واستمع الى تقارير تفصيلية عن سيرها "واصدر التوجيهات التي من شأنها المساهمة في تعزيز الانتصارات وتوفير كل ما يساعد على حسم المعركة والحفاظ على القوات والمدنيين".. بحسب ما نقل عنه مكتبه الإعلامي في بيان صحافي اطلعت على نصه "إيلاف".

من جهتها اعلنت قيادة الشرطة الاتحادية خلال الساعات الاخيرة تحرير المدنيين من قبضة داعش في ثلاثة أحياء في جنوب شرق الموصل.. وقالت في بيان إن "الشرطة الاتحادية تمكنت من تحرير المدنيين من قبضة التنظيم الارهابي في احياء الانتصار والسلام وسومر جنوب شرق الموصل".

وأضافت القيادة ان مدفعية الشرطة الاتحادية تواصل قصف تجمعات للإرهابيين في قرية شهرزاد في الجانب الايسر للموصل تمهيدا لاقتحامها وطرد التنظيم منها.

والثلاثاء الماضي قال العبادي ان بلاده بحاجة الى ثلاثة اشهر للقضاء نهائيًا على داعش، مؤكدا ان التنظيم بدأ يفقد زخمه القتالي في الموصل بعد تفجيره 900 مفخخة خلال معاركها المستمرة منذ شهرين ونصف شهر. &

وعلى الرغم من أن القوات العراقية تفوق عناصر داعش كثيرا في العدد فإن مقاتلي التنظيم يتحصنون جيدا وسط سكان الموصل مما يعرقل جهود القوات التي تحاول تفادي سقوط ضحايا من المدنيين. ورغم نقص الغذاء والماء فإن معظم المدنيين ظلوا في منازلهم بدلا من الفرار مثلما كان متوقعا.

وكانت القوات العراقية حققت الخميس الماضي في اليوم الاول من انطلاق المرحلة الثانية لتحرير مدينة الموصل الشمالية من سيطرة تنظيم داعش تقدمًا واضحًا، باقتحام خمسة احياء وتدمير الدفاعات الامامية للتنظيم وتحرير حي كامل، وقتل 103 دواعش واسقاط طائرتين مسيرتين وتدمير مراكز للقيادة والسيطرة.

يذكر أن القوات العراقية المشتركة وبمساندة طيران الجيش والتحالف الدولي تواصل منذ 17 من اكتوبر الماضي عملية استعادة الموصل من قبضة تنظيم داعش، وهي ثاني أكبر مدن العراق بعد العاصمة بغداد، وأكبر مدينة تقع حاليا في قبضة التنظيم في العراق، وكانت أولى المدن التي سيطر عليها التنظيم في صيف عام 2014 قبل أن يجتاح شمال البلاد وغربها.&
&


&
&