أسامة مهدي: في الوقت الذي فضل فيه المرجع الشيعي الاعلى في العراق السيستاني النأي بنفسه عن مشروع التسوية السياسية المطروح من قبل التحالف الشيعي فقد حمل القوى السياسية كامل المسؤولية عنه أمام الشعب بتفاصيل بنوده وتوقيت طرحه وتوفير فرص نجاحه، بينما دعا الصدر التحالف الى تغيير وجوهه وسياساته الخاصة والعامة.

وقال حامد الخفاف وكيل المرجع الشيعي الاعلى في العراق السيد علي السيستاني ان المرجع يرى ان & الكتل السياسية تتحمل المسؤولية امام الشعب باعلان تفاصيل التسوية السياسية وانه يجد ان لا مصلحة في زجه والمرجعية الدينية في هذا المشروع.

واوضح الخفاف في بيان صحافي الاحد وحصلت "إيلاف" على نصه ان تصريحاته الاخيرة الخميس الماضي بشأن وثيقة التسوية السياسية قد فهمت بالخطأ من البعض.

واضاف انه "بعد الجدل الذي دار حول التصريح الذي أدليت به مؤخرا وما فهمه البعض منه خطأ من أن سماحة السيد السيستاني لا يرى المصلحة فيما يسمى بمشروع التسوية المطروح أخيرا يهمني التأكيد على ان سماحته لم يبد اي موقف تجاه هذا المشروع".

وقال ان السيستاني "قد ابلغ ممثل الامين العام للأمم المتحدة في العراق يان كوبيش وسائر الجهات المعنية فيما سبق بأنه لا يرى من المصلحة زج المرجعية الدينية في النجف في امر هذا المشروع".

وشدد بالقول "ان المرجع الاعلى يرى ان على القوى السياسية ان تتحمل كامل المسؤولية عنه أمام الشعب بتفاصيل بنوده وتوقيت طرحه وتوفير فرص نجاحه وغير ذلك".

وكان الخفاف اشار الخميس الى ان المرجع السيستاني لايرى مصلحة بزج المرجعية العليا بموضوع التسوية الوطنية من قبل التحالف الشيعي.

وقال "يهمني التأكيد ان رئاسة التحالف الوطني والوفد المرافق طلبت موعدا للقاء سماحة السيد السيستاني (ألخميس) الذي اعتذر عن لقائهم كما هي عادته منذ سنوات لنفس الأسباب التي دعته لمقاطعة القوى السياسية.

والتي ذكرتها المرجعية العليا في بيان شهير إبان الحركة المطلبية الاولى وأعادت تكرارها مرارا إبان الحركة المطلبية الاخيرة ولكن دون جدوى"، في اشارة الى مقاطعة السيستاني للقادة السياسيين في البلاد لعدم رضاه عن ادائهم وعدم الاستماع لنصائحه وتوقف معتمديه في خطب الجمعة عن تناول القضايا السياسية الا في الحالات التي تستدعي ذلك.

وبحث التحالفان الشيعي والسني في 27 من الشهر الماضي مشروع التسوية حيث استشرفا نوايا الطرفين قبل الشروع بتنفيذه واكدا على ضرورة تجاوز اخطاء واخفاقات الماضي وعدم الركون الى مبدأ الغالب والمغلوب وانما العمل على تقديم تنازلات من قبل الجميع وشكلا لجانا مشتركة لدراسة كيفية تنفيذ التسوية.

وكان يان كوبيش رئيس بعثة الامم المتحدة في العراق "يونامي" قد بحث في عمان مطلع الشهر مع شخصيات عراقية معارضة مشروع التسوية الذي ينص على ان تطرح البعثة الصيغة النهائية لهذه التسوية الوطنية وتكون ملزمة لجميع الأطراف العراقية ويتم إقرارها في مجلس النواب والحكومة بعد مباركة المرجعيات الدينية ودعم وضمان المنظمات والمؤسسات الدولية والإقليمية وفي مقدمتها جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي وستعمل بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق على تحشيد الدعم اللازم من الدول الإقليمية المجاورة لإنجاح خطة التسوية المتفق عليها.

الصدر يطالب التحالف الشيعي بتغيير وجوهه وسياساته
&&
ومن جهته دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر التحالف الشيعي الى تغيير الوجوه السياسية لانهاء رفضه من المرجعية في اشارة الى رفض السيستاني استقبال وفد التحالف برئاسة رئيسه عمار الحكيم في النجف الخميس الماضي.

وقال الصدر في بيان صحافي حول رفض السيستاني استقبال وفد التحالف واطلعت على نصه "إيلاف" "بعد أن رفضت المرجعية العليا في العراق استقبال وفدكم الاعلى فعليكم النظر والتدقيق في اسباب ذلك الرفض والذي اتوقع ان يكون لاسباب معينة يمكنكم رفعها ولو تدريجيا من خلال مقترحات".

واشار الى ان "من بين تلك المقترحات تغيير وجوهكم السياسية شلع قلع وتغيير سياستكم الخاصة والعامة أضافة الى محاسبة المفسدين المحسوبين عليكم بلا استثناء والنزول الى الشعب ومعاناته وترك التحصن خلف الجُدر".

وأقترح الصدر على التحالف "وقف التدخلات الحزبية والمليشياوية في عمل الحكومة ودعم الجيش العراقي والقوات الامنية والمجاهدين بما يحفظ للدولة هيبتها وقوتها، ونبذ الخلافات وترك الصدامات الطائفية ليس من خلال التسوية السياسية المجهولة بل من خلال توحيد الصف المجتمعي ووفق اسس شرعية وقانونية مدروسة وممنهمجة، والحفاظ على هيبة المرجعية في العراق وأوامرها وقراراتها ونصائحها وتوجيهاتها وتوجهاتها".

واكد ضرورة "ترك الخطابات الانفرادية والتعقيدية التي لاجدوى منها وفرض استراتيجية مرضية من قبل المرجعية مما يكون التحالف تحت خيمة المرجعية".

وقال مخاطبا التحالف "المرجعية هي الممثل الاكبر للشعب وبالتالي رفضها لقائكم يعني رفض الشعب فتداركوا أمركم بالاضافة الى أنه ليكن عملكم من أجل رفعة العراق ودعم دولته دوما لا لأجل انتخابات او امور دنيوية اخرى لعلنا واياكم نبني عراقا امنا وموحدا تحت غطاء المرجعية وانظار الشعب المظلوم".&

وقال "لقد أبديت تعاوني سابقاً من أجل بناء تحالفكم بصورة أخرى وثوب جديد فأن شئتم ذلك فأنا على أتم الإستعداد على الرغم من انني خارج التحالف".

وكان وفد للتحالف الشيعي قد زار النجف (160 كم جنوب بغداد) الخميس برئاسة رئيسه عمار الحكيم التقى ثلاثة من مرجع الشيعة هناك فيما اعتذر المرجع الرابع السيستاني عن استقباله حيث اشار التحالف الى ان الحكيم اطلع المراجع على تطورات الاحداث السياسية والامنية في البلاد.

ويتبنى التحالف الشيعي ورئيسه الحكيم &منذ اشهر مبادرة ضمن مشروع التسوية السياسية الهادف الى تصفير الأزمات الداخلية والخارجية وتهيئة البلاد لمرحلة ما بعد طرد تنظيم داعش وذلك اثر تحذيرات أطلقتها أطراف داخلية وخارجية من خطورة مرحلة ما بعد طرد التنظيم من الموصل مركز محافظة نينوى الشمالية بسبب غياب التوافق السياسي على قضايا أساسية تتعلق بالمدنية ومنها طبيعة الإدارة في ظل التعددية السياسية والقومية والطائفية في المحافظة التي تشهد عملية عسكرية ضد داعش منذ 17 اكتوبر أول الماضي.