دعا نائب الرئيس اليمني، الفريق علي محسن الاحمر، القبائل اليمنية للاصطفاف مع الجيش والمقاومة في مواجهة المليشيات الحوثية ومن خلفها إيران، والعمل على إفشال مخططاتهم، وهو ما اعتبره محللون نقلة بارزة في محاولات استعادة الشرعية في اليمن.


حسن حاميدوى: قال محللون لـ"إيلاف"، إن الدعوة التي اطلقها نائب الرئيس اليمني، الفريق علي محسن الاحمر، للقبائل اليمنية بضرورة التوحد، من الممكن ان تجد صدى واسعًا وترحيبًا من كافة القبائل، اذا ما تم تقديم الضمانات والوعود الرامية بعدم اقصائهم من المشاركة السياسية، مشيرين إلى ان دور القبيلة في ظل حكم الحوثيين بات مهمشًا، حيث ان الحوثي عمد منذ وصوله للسلطة على كسر نفوذ القبيلة واهانة مشائخها، وبالتالي فإن دعوة نائب الرئيس جاءت في وقتها لتعيد توحيد القبيلة لتقوم بدورها التاريخي في الحفاظ على الدولة اليمنية.

وكان نائب الرئيس اليمني، الفريق علي محسن الاحمر، قد دعا القبائل اليمنية للاصطفاف مع الجيش الوطني والمقاومة في مواجهة المليشيات الحوثية ومن خلفها إيران، والعمل على إفشال مخططاتهم.

وهي دعوة وصفها مراقبون بأنها خطوة لإحياء دور القبيلة مجددًا في اليمن، لاسيما انها تزامنت مع تقدم الجيش الوطني على جبهة نهم القريبة من العاصمة، فضلاً عن تكبد ميلشيات الحوثي خسائر متلاحقة على جبهات تعز وصعدة.

ويشهد اليمن نزاعًا مسلحًا على السلطة منذ اكثر من 20 شهرًا.

قبائل اليمن انقسمت بين مساند للشرعية ومساند للحوثي منذ بدء النزاع

وتقود السعودية منذ مارس 2015 تحالفًا عسكريًا عربيًا، دعمًا لحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي في مواجهة المتمردين الحوثيين الذين تدعمهم إيران، والذين يسيطرون على مناطق عدة في هذا البلد بينها العاصمة صنعاء.

وقد اوقع النزاع في اليمن اكثر من سبعة آلاف قتيل، ونحو 37 الف جريح، بحسب الامم المتحدة.

الفريق علي محسن الأحمر، وجه الدعوة للقبائل بصفته نائباً للرئيس، وذلك اثناء ظهوره&للمرة الاولى&في جبهات القتال، حيث عرضت القوات المسلحة صوراً وفيديو للفريق علي الاحمر وهو يزور مواقع قوات الجيش الوطني في مديرية نهم شرق صنعاء، فيما تأتي الزيارة في ظل تصاعد حالة التذمر في أوساط القبائل بسبب الزج بأبنائها في جبهات القتال الامامية، اضافة الى تزايد السطوة الأمنية للحوثيين والممارسات القمعية ضد بعض مشائخ القبائل .

انقسام القبيلة

الباحث السياسي ياسر باعامر اوضح أن القبيلة انقسمت إلى قسمين في اليمن، كما هو الحال مع كافة مؤسسات المجتمع التي انقسمت ما بين الشرعية وتحالف صالح والحوثي.

وأشار في حديثه لـ"إيلاف" إلى أن هذا الانقسام &لم تعهده القبيلة سابقًا، والتي كانت دائمًا تتوحد في الرؤى الاستراتيجية للدولة اليمنية، مبينًا ان هذا الانقسام فكك بنيتها وتسبب في ضعفها أمام التمدد الحوثي، والذي جاء ليتموضع ككيان بديل لهذه القبيلة، مستفيدًا من هذه الانقسامات، وبالتالي فإن دعوة نائب الرئيس اليمني جاءت في وقتها، لتعيد ترتيب هذه الأوراق وتوحيد القبيلة لتقوم بدورها التاريخي في الوحدة اليمنية.

باعامر اكد على اهمية وضرورة أن تعقب هذه الدعوة خطة وبرنامج متكامل من قبل الحكومة الشرعية، مبينًا ان المطلع على تفاصيل الخارطة القبلية في اليمن، &يدرك تمامًا ان لكل قبيلة ومنطقة مفتاحاً، وأن الاستجابة لهذه الدعوة لا يمكن ان تتم دون تقديم برنامج عملي ملموس، فهناك صراعات معقدة بين القبائل، وهناك تجاذبات سياسية ومصالح متشابكة، فمثلاً توجد قبائل يمنية تخندقت مع الانقلابين خوفًا من خصومها المتخندقين مع الحكومة الشرعية، وبالتالي هذه التشابكات بحاجة اولا الى حلحلة، حتى تؤتى هذه الدعوة ثمارها، وافضل من يقود هذه الجهود هو الفريق علي محسن الأحمر كونه يمتلك رصيدًا من العلاقات مع القبائل اليمنية قاطبة.

تهميش القبيلة تحت حكم الحوثيين

من جهته، قال المحلل السياسي غازي الحاجب، إن دور القبيلة في ظل حكم الحوثيين، اصبح مهمشًا تمامًا ودون أي تأثير، ذلك لان الحوثيين عمدوا منذ وصولهم للسلطة على تنفيذ برنامجهم الرئيسي، والمتمثل في كسر سطوة وجود ونفوذ القبيلة ومشائخها.

وأشار في حديثه لـ"إيلاف" إلى أنّ القبائل التي انضمت لحلف "صالح والحوثي" لأي سبب، اكتشفت لاحقًا أنها وقعت في فخ، وهي اليوم في موقف لا تحسد عليه، وبالتالي فانه من المتوقع ان تحظى دعوة نائب الرئيس اليمني بتجاوب وترحاب كبيرين وسط القبائل اليمنية، وذلك اذا ما نفذت وفق استراتيجية متكاملة للتواصل والتنسيق، وإحياء دور هذه القبائل من جديد.

أكد غازي أن استجابة القبائل لنداء مشروع اليمن الواحد، سيختصر الكثير من الجهد لاسيما ان غالبية جنود القبائل الذين يحاربون تحت راية الحوثي، ربطتهم المصلحة والمال في ظل الوضع الاقتصادي السيئ، وبالتالي فإن تحييد هؤلاء وسحبهم من صفوف الحوثي سيغيّر المعادلة بشكل كبير، لذلك &يجب كسب الوقت والعمل على تنفيذ هذه الدعوة عاجلاً من خلال برنامج واضح للتواصل وتقديم الضمانات والوعود بأنه سيُتاح لهذه القبائل فرصة المشاركة بعدالة في المرحلة القادمة وعدم الإقصاء.

وختم قائلاً: "نأمل ان يتم ذلك سريعًا، فالحرب استنزفت البلاد والعباد".