تبقى الضاحية الجنوبية لبيروت في قلب الإستهدافات المحتملة لأي عمل إرهابي، وقد لوحظت في الأيام الأخيرة إجراءات أمنية مشدّدة في أكثر من منطقة فيها تحسبًا لأي استهداف أمني.

إيلاف من بيروت: لوحظت في الأيام الماضية إجراءات أمنيّة مشدّدة في أكثر من منطقة، وخصوصًا في الضاحية الجنوبية، حيث تردّدت معلومات عن تحضيرات لعمل إرهابي، وتردّد في بعض الأوساط عن قبض جهات أمنيّة على بعض الأفراد الذين اعترفوا بوجود تحضيرات لمجموعات إرهابية لتنفيذ عمل ما في الضاحية الجنوبية لبيروت، أو في الأماكن التي لحزب الله وجود فيها.
وأشارت الأوساط إلى أن أعمال البحث والتفتيش نجحت في القبض على بعض المتورطين والمشتبه فيهم.

فإلى أي مدى تبقى الضاحية الجنوبية لبيروت مهدّدة بأعمال إرهابية يمكن أن تستهدفها؟

يشير النائب عبد المجيد صالح في حديثه لـ"إيلاف" إلى أن الأجهزة الأمنية تقوم بأسلوب محترف لدرء "الإرهاب"، مما يبعث الطمأنينة في نفوس المواطنين، وتم الكشف على الكثير من المحاولات لإستهداف مناطق في لبنان، وتفكيك خلايا نائمة خصوصًا في فترة الأعياد، وتبقى الإجراءات الأمنية منوهًا بها، خصوصًا بعد إشادة الكثير من الدول والسفراء بعمل الأجهزة الأمنية في لبنان، ونكاد نُحسد على هذه العيون الساهرة التي تعمل من قوى أمنية وجيش لبناني.

الإجراءات الأمنية
وردًا على سؤال كيف تساهم الإجراءات الأمنية الإستبقاية في الحد من موجة "الإرهاب" على المناطق اللبنانية بما فيها الضاحية الجنوبية لبيروت؟، يجيب صالح أنه منذ فترة طويلة، واللبنانيون ينامون قريري العين، بسبب الجهود الجبارة التي بذلتها الأجهزة الأمنية، والجميع أشاد بذلك، ويجب تعزيز دورها وفاعليتها، لأنها حافظت برغم الفراغ الذي أصاب المؤسسات، بأمن لبنان، فأعادت المؤسسة العسكرية الصحوة لسائر المؤسسات الأخرى.

ولدى سؤاله هل يمكن القول إن الأمن ممسوكًا خصوصًا في الضاحية الجنوبية لبيروت؟ يؤكد صالح أن الضاحية غير معزولة عن المناطق الأخرى، فهي حاضنة للدولة حيث تكون الحاجة إلى تواجد القوى والأجهزة الأمنية، ومن الضروري التأكيد أن الضاحية غير منسخلة عن لبنان أمنيًا، وتبقى الضاحية على لائحة التصويب الأول لوجود حزب الله فيها، ومشاركته في محاربة "الإرهاب". والضاحية تبقى موقعًا لبنانيًا بامتياز، وليست ضد أي فئة من الفرقاء.

حزب الله
عن الحديث بأن الأماكن التي يتواجد فيها حزب الله هي الأكثر عرضة للإرهاب في لبنان، يشير صالح إلى أنه من الطبيعي أن يحصل ذلك، رغم أن كل شبر من لبنان مهدد بالإرهاب، والأمن لا يتجزأ، كما إن "الإرهاب" يريد إلحاق الضرر في كل الأمكنة، فنراه في تركيا وألمانيا والدول الأوروبية، ويبقى "الإرهاب" وباءً يطال كل الدول من دون أي استثناء.

عن وضع القوى الأمنية في الحفاظ على الأمن في لبنان عمومًا، وفي الضاحية الجنوبية بصورة خاصة، بعد التهديدات والإجراءات الأمنية الأخيرة التي شهدتها الضاحية الجنوبية لبيروت، يؤكد صالح أن هناك حالات في لبنان يتعاطى فيها الأمن كما يتعاطى الجراح مع العمليات المعقدة، مما يؤمن الإستقرار الأمني.

وما نشهده هو احتراف في التعامل من قبل الأجهزة الأمنية اللبنانية، لأن بالنتيجة هذا التنسيق والإحتراف يؤمنان الإستقرار في لبنان.

عون والسعودية
من جهة أخرى يتساءل البعض عن موقف حزب الله من زيارة رئيس الجمهورية ميشال عون إلى السعودية، في هذا الصدد يؤكد صالح أن الجميع اليوم يريد الإنفتاح إلى الخارج من أجل مصلحة لبنان، وحزب الله ليس ضد إعادة العلاقات اللبنانية السعودية إلى سابق عهدها لأننا نريد الإستثمار لمصلحة لبنان السياسية والإقتصادية والأمنية.

عن إعادة الترتيبات داخل حزب الله من خلال تعيينات جديدة داخله وكيف ينعكس ذلك على أمن المناطق التي يتواجد فيها حزب الله بما فيها الضاحية الجنوبية يؤكد صالح أن هذه التعيينات الجديدة تبقى طبيعية داخل أي حزب ولا تأثير لها على أمن المناطق التي يتواجد فيها حزب الله.