واشنطن: أقر ريكس تيلرسون الذي اختاره الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب وزيرا للخارجية، بأن روسيا تشكل خطرا دوليا وأن أنشطتها الأخيرة "تتنافى" مع المصالح الأميركية، لدى مثوله الأربعاء أمام مجلس الشيوخ الأميركي لتثبيته في منصبه.

في وقت تشهد الولايات المتحدة جدلا محتدما حول اتهام روسيا بالتدخل في الانتخابات الرئاسية الأميركية من خلال عمليات قرصنة ونشر معلومات كاذبة، قال تيلرسون ردا على اسئلة لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ إنه "في حين تسعى روسيا الى اكتساب الاحترام على الساحة الدولية، فان انشطتها الاخيرة تتنافى والمصالح الاميركية".

وواجه تيلرسون الحديث العهد في السياسة والذي قضى كامل حياته المهنية في قطاع الطاقة، انتقادات شديدة لتفاوضه مع العديد من الزعماء المتسلطين في العالم خلال العقود التي قضاها في مجموعة "إكسون موبيل".

لكنه أكد أنه سيتبنى في حال تثبيته في منصبه سياسة خارجية أكثر تشددا مما كانت عليه في السنوات الأخيرة. وقال "من أجل تحقيق الاستقرار الذي يعتبر أساسيا للسلام والأمن في القرن الواحد والعشرين، يتحتم عدم تجديد القيادة الأميركية فحسب، بل تأكيد موقعها أيضا".

ودعا ترامب علنيًّا الى علاقات أوثق مع روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين، غير أن تيلرسون حرص بهذا الصدد على طمأنة الكونغرس بما فيه بعض الجمهوريين المشككين، بأنه سيتبنى موقفا حازما حيال روسيا.

وبعدما انتقد الرئيس المنتخب آلية عمل الحلف الأطلسي، قال تيلرسون المقرب هو نفسه من بوتين "من حق حلفائنا في الحلف الاطلسي ان يقلقوا من بروز روسيا مجددا".

وأضاف "إن روسيا اليوم تطرح خطرا، لكنها لا تتصرف بشكل لا يمكن التكهن به لتحقيق مصالحها". ويقيم تيلرسون (64 عاما) المتحدر من تكساس علاقة منذ العام 1999 مع بوتين يقول انها "وثيقة"، وقلده الرئيس الروسي وسام الصداقة الذي تمنحه روسيا للاجانب.

من جهة أخرى، هاجم تيلرسون الصين، معتبرا أن القوة الآسيوية تلاحق "اهدافها الخاصة" ولم تساعد بما يكفي في ضبط كوريا الشمالية. وقال إن بكين "لم تكن شريكا اهلا للثقة لاستخدام نفوذها بهدف احتواء كوريا الشمالية" وأنشطتها النووية، معتبرا ان اهداف الصين كانت احيانا "تتناقض مع المصالح الاميركية".&

يتعين على تيلرسون الذي كان يتولى حتى 31 ديسمبر رئاسة مجلس ادارة اكبر مجموعة نفطية مدرجة في البورصة اقناع الكونغرس بانه قادر على الانتقال من عالم الأعمال والطاقة الى رئاسة اكبر شبكة دبلوماسية في العالم.

ويأتي مثول تيلرسون بينما تسلط الاضواء على ترامب الذي سيرد خلال مؤتمر صحافي يعقده الاربعاء على اسئلة الصحافيين بعد نشر وثائق حول علاقاته مع موسكو.

لكنه لفت إلى أن الخلافات مع بكين حول بعض المسائل يجب ألا تستبعد "شراكة مفيدة" في مسائل أخرى.

سيشنز واتهامات بالعنصرية

اما وزير العدل المعين جيف سيشنز فيمثل امام مجلس الشيوخ لليوم الثاني على التوالي، بعد ان نفى الثلاثاء اتهامات قديمة بالعنصرية وحاول طمأنة اعضاء المجلس القلقين حيال اي سلوك يمكن ان يمسّ بالاقليات والحريات الفردية.

وكان سناتور الاباما اعرب عن معارضته مشروع قانون يمنع دخول المسلمين الى الولايات المتحدة وان تقنية الايهام بالغرق التي حظرتها ادارة باراك اوباما "مخالفة للقانون ولا تجوز ابدا"، وندد بكل اشكال التعذيب.

الا ان سيشنز المعارض للاجهاض وزواج المثليين تعهد ان يحترم قرارات المحكمة العليا في هذا الصدد. وحول تهديد ترامب خلال حملته الانتخابية بأنه سيقاضي هيلاري كلينتون، قبل ان يعدل عن ذلك بعد انتخابه، امتنع سيشنز عن التعهد او استبعاد اي ملاحقات في قضية بريدها الالكتروني ومؤسسة كلينتون.

وتابع السناتور "لكنني اعتقد انه من اللائق ان اتنازل عن اي ملف تحقيق حول كلينتون". واضاف "هذا البلد لا يعاقب الخصوم السياسيين بل يحرص على الا يكون احد فوق القانون".

وكانت جلسة الثلاثاء صاخبة فقد اعترض متظاهرون مرات عدة الجلسات من مقاعد الحضور. وهتفت امرأة "امنعوا هؤلاء الخنازير الفاشيين من تولي السلطة".

وكان سيشنز اتهم العام 1996 بالادلاء بتصريحات عنصرية وبانه انتقد عمل جمعيات الدفاع عن الحقوق المدنية في الاباما وبانه اشار الى احدى اكبر هذه الجمعيات بانها "معادية للولايات المتحدة" ما حرمه من التعيين في منصب قاض فدرالي.

ورد سيشنز (70 عاما) انها اتهامات لا اساس لها وندد برسم كاريكاتوري يعود الى العام 1986 ولا يزال يلاحقه قائلا "اكره كو كلاس كلان وما تمثله وعقيدتها".

كما اضاف في ما يتعلق بالاقليات "افهم تاريخ الحقوق المدنية بعمق والتأثير الرهيب المترتب على التمييز المتواصل والمنهجي والقيود على الحق في الاقتراع على اخواننا من الاميركيين السود".
&