دبي: أكد محمد بن عبدالله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل رئيس القمة العالمية للحكومات، أن رؤية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم تكمن في تحويل القمة العالمية للحكومات إلى حراك عالمي لخير الشعوب بعد أن أصبحت الحدث الأبرز والأكثر أهمية على مستوى المنطقة والأول من نوعه على مستوى العالم في ما يتعلق باستشراف المستقبل واستباق التحديات والجهوزية للمستجدات.

وأضاف خلال "حوار القمة العالمية للحكومات"، الذي شارك فيه كل من الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير التغيّر المناخي والبيئة وعهود بنت خلفان الرومي وزيرة الدولة للسعادة نائبة رئيس القمة، وشما بنت سهيل بن فارس المزروعي وزيرة الدولة لشؤون الشباب، اضافة الى الشركاء الرئيسيين للقمة وحشد من الإعلاميين المحليين والدوليين، أن القمة تشكل فرصة تاريخية لرسم مستقبل أفضل للإنسانية، حيث تحولت إلى مصدر أمل للشعوب وتستجيب لتطلعات ملايين الشباب حول العالم الذين يبحثون عن مصدر للإلهام ومحفز لطرح أفكارهم وتصوراتهم الجريئة حول ما يجب أن يكون عليه مستقبلهم.
&
منظومة دولية لأهم 7 منظمات عالمية

وأشار القرقاوي إلى إنه في ظل عولمة التحديات، تتطلع دبي إلى بناء منظومة عالمية متكاملة للتعاون الحكومي، فالقمة التي أصبحت منظومة دولية تضم تحت مظلتها أهم سبع منظمات عالمية رائدة، موضحًا أن الدورة السابقة شهدت تحولها من حدث سنوي إلى مؤسسة عالمية مرموقة تدير حدثًا عالميًا نوعيًا وتنشر المعارف بشكل مبتكر وجديد من خلال إنتاج المحتوى الفكري والمعرفي وتوثيقه.

وأعلن أن القمة العالمية للحكومات التي تعقد خلال الفترة من 12 إلى 14 فبراير المقبل برعاية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، اعلنت عن 10 محطات جديدة في أجندتها للدورة الخامسة لتشمل أول وأكبر تجمع دولي لخبراء ومختصين في مجال السعادة ومنتدى التغيّر المناخي والأمن الغذائي ومنتدى الشباب العربي. لافتًا إلى أن فعاليات هذا العام تشهد جدول أعمال كاملاً مخصصًا للمنظمات الدولية تجري أعماله في مقر خاص بجلسات الشركاء الدوليين، حيث ستناقش الأمم المتحدة مستقبل تحقيق أهداف التنمية المستدامة، فيما سيناقش البنك الدولي مستقبل الحكومات والتعليم، بينما يتناول صندوق النقد الدولي مستقبل التعاملات الرقمية وتتناول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية مستقبل الابتكار في الحكومات.
&
أهم مؤسسات استشراف المستقبل

وقال القرقاوي "إن رؤية قيادة دولة الإمارات القائمة على استشراف المستقبل وتبني آخر ما توصلت إليه العلوم كركيزة أساسية لتطوير العمل الحكومي جعلت من القمة العالمية للحكومات إحدى أهم مؤسسات استشراف المستقبل الدولية، وحولت الإمارات إلى الوجهة الأولى عالمياً لمختلف القادة والمتخصصين والخبراء الذين يعملون على تحديد معالم الطريق لمستقبل العمل الحكومي والشؤون العامة للجيل المقبل من الحكومات في مواجهة تحديات الحاضر والمستقبل"، مشيرًا إلى المستوى الكبير من المشاركة الدولية التي ستشهدها القمة لهذه السنة، حيث من المتوقع ان تشارك 150 دولة.

وأضاف: "إن الآليات التي تبنتها القمة وأرستها والتي تركز على الشراكة في قراءة مستقبل الاقتصاد والتنمية والتطور التقني وإيجاد الحلول المناسبة للتحديات القائمة والمحتملة أحدثت تغييراً جوهرياً كان لا بد منه على مستوى مفهوم السياسات الحكومية ووظيفتها حيث حولتها من فن إدارة المصالح الفردية لكل دولة على حدة إلى علم إدارة المصالح المشتركة للشعوب والحكومات حول العالم".
&
سبيل التنمية والاستقرار

وتابع القرقاوي "إن العالم يدرك اليوم أنه لا سبيل إلى التنمية والاستقرار والتقدم إلا من خلال العمل المشترك الذي يوحد الجهود ويمنحها الفرصة لتحقق غاياتها وأهدافها.. وتجمع القمة العالمية للحكومات التي يأتي انعقادها في عام الخير الذي أعلنته القيادة الإماراتية، أهم القادة والمؤثرين في العالم على ما فيه خير الناس".

ونوّه إلى أن القمة تنقل تجربة الإمارات إلى العالمية وأن الابتكارات والإنجازات السباقة التي حققتها الدولة خلال السنة الماضية تركت آثارها العميقة على أجندة القمة لهذه السنة. مؤكدًا أن رفد الحكومات والمؤسسات الرسمية بالأفكار الشابة والاستمرار في تحديث آليات العمل الحكومي يجعل الحكومات في حالة استعداد تام للتعاطي مع المستجدات واغتنام الفرص التي تتيحها وتحقيق الاستفادة القصوى منها.

وأضاف أنه في وسط الأحداث المؤسفة التي تشهدها العديد من الساحات، فإن العالم بحاجة لاستعادة الأمل بالحاضر والمستقبل وأن من مهمات القمة بناء ثقافة إيجابية تقوم على المبادرة والتسابق نحو العمل المجدي والمفيد الذي يقرب الناس بعضهم بعضًا ويجمعهم على أسس متينة من التعاون.
&
مسار القمة

وحول التطورات التي ستشهدها القمة العالمية للحكومات خلال دورتها الجديدة، بيّن القرقاوي أن أبرز التطورات في الدورة الخامسة تتمثل في توسع مسار القمة لتضم عدداً من المنتديات والحوارات التي تنعقد ضمنها وهي منتدى التغيّر المناخي والأمن الغذائي ومنتدى الشباب العربي والحوار العالمي للسعادة الذي يضم خبراء ومختصين لهم مساهمات وأفكار هامة تخدم هذا التوجه.

وأفاد القرقاوي أن القمة تستمر في عملها الدؤوب نحو تفعيل التعاون الدولي عبر الشراكات مع الحكومات ومع المنظمات الدولية، فإضافة إلى الشراكات القائمة مع أبرز المؤسسات الدولية مثل الأمم المتحدة والبنك الدولي والمنتدى الاقتصادي العالمي ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، فإنها تشهد هذا العام شراكات جديدة مع صندوق النقد الدولي ومركز أميركا اللاتينية للإدارة العامة والتنمية.

وأضاف أن القمة هذه السنة ستشهد شراكات علمية بحثية مع مؤسسات علمية محايدة ومعتمدة في العديد من المجالات مثل هارفرد وأكسفورد وماكينزي وإي تي كيرني وإرنست أند يونغ، فيما سيتم إطلاق 10 تقارير بحثية مع شركاء عالميين، إضافة إلى العديد من المؤشرات التنموية مساهمة منها في دورها التنموي العالمي لاستشراف المستقبل بطريقة علمية ممنهجة تستند للدراسات والمعلومات الموثوقة.
&
رؤساء وقادة دول

ونوّه بأن القمة ستستضيف متحدثين على أعلى المستويات حيث تشهد دورة هذا العام أكبر مشاركة من حيث عدد من رؤساء وقادة الدول، إضافة إلى قادة المؤسسات الدولية وقيادات القطاع الخاص وأهم المفكرين والأكاديميين والرواد ممن يستعرضون تجاربهم ويتحاورون في ما بينهم ويتبادلون الرؤى والأفكار للخروج بالحلول الأمثل لتحديات المستقبل.

وقال إن القمة ستستضيف دولة اليابان كضيف الشرف لهذا العام لتستعرض تجربتها المميزة في مجال الإدارة الحكومية والابتكار، فيما تشارك اليابان بوفد رسمي رفيع المستوى يضم كبار المسؤولين الحكوميين وقيادات القطاعين العام والخاص وعددًا من أبرز الخبراء والمفكرين.

وأضاف أنه ستتم مناقشة الإدارة الحكومية والإدارة المجتمعية وإدارة التغيير في اليابان وكيفية التخطيط للمستقبل وماذا يمكن أن نتعلم من التجربة التنموية اليابانية.
&
سباق الحكومات

وبين أن القمة عملت على تطوير المسابقات والجوائز التي تنظمها لتندرج تحت عنوان رئيسي هو "سباق الحكومات العالمي لرواد التكنولوجيا"، والذي يضم ثلاثة مسارات أساسية تشمل جائزة هاكاثون الحكومات الافتراضي للتعاملات الرقمية وجائزة أفضل خدمة حكومية عبر الهاتف المحمول وجائزة أفضل التقنيات الناشئة في الحكومات. كما تركز جائزة أفضل وزير في العالم في دورتها الثانية على تجارب الدول النامية وتستثني الوزراء في حكومة دولة الإمارات لضمان الحيادية.

ومضى وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل يقول إن القمة العالمية للحكومات عملت بالشراكة مع إرنست آند يونغ العالمية على إجراء مسح شامل استمر على مدار العام قامت على أساسه باختيار الوزراء المرشحين وفق معايير محددة وصارمة شملت الحقائق والأرقام والتأثير المباشر لخططهم ومبادراتهم على حياة الناس ونجاحهم في تنفيذ المبادرات والبرامج، إضافة إلى معايير السمعة والنزاهة والشفافية.
&
أفضل الوزراء

وتابع أن مؤسسة القمة قامت في هذا العام وبالتعاون مع إرنست آند يونغ بتكليف لجنة تحكيم دولية تضم في عضويتها مجموعة من الأسماء البارزة والتي ستقوم بعملية تقييم شاملة لانتقاء أفضل الوزراء على مستوى العالم. لافتًا إلى أن متحف المستقبل الذي يعد أحد الفعاليات الرئيسية في القمة العالمية للحكومات سيفتح أبوابه للمشاركين والزوار خلال فعاليات القمة. وأن متحف المستقبل يعد حاضنة فريدة للابتكارات والتصاميم المستقبلية يعمل على استشراف مستقبل قطاعات مختلفة من خلال دمج التطورات التقنية مثل الروبوتات والذكاء الاصطناعي فيها، وأثر ذلك على حياة الإنسان. ويقدم المتحف مفاجآت على شكل تجارب تفاعلية تمكن الزوار من الاطلاع على ما يخبئ لهم المستقبل في العمل والبيت والمدرسة.
&
تطبيق ذكي.. واهتمام إعلامي غير مسبوق

وأعلن أنه سيتم تطوير التطبيق الذكي والموقع الإلكتروني الخاص بالقمة من مواقع معلوماتية إلى منصات معرفية متكاملة للمسؤولين الحكوميين في المنطقة لمناقشة أهم التوجهات المستقبلية في مختلف القطاعات وسيكون الهدف هو تأسيس المنصة الإلكترونية الأكثر شمولية لكافة المسؤولين الحكوميين حول العالم ومجتمع إلكتروني متفاعل طوال العام من المهتمين من القطاعين الحكومي والخاص والمنظمات الدولية بالقضايا الحكومية.

وتابع أنه سيكون هناك اهتمام إعلامي غير مسبوق للقمة مع مشاركة مئات الإعلاميين من 300 محطة وقناة وصحيفة، فضلاً عن عدد كبير من المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي، مشددًا على أهمية دور الإعلاميين كشركاء أساسيين في نجاح القمة.
&
2030.. دبي مركز عالمي للطاقة النظيفة

من جهته، قال سعيد محمد الطاير العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، أن الهيئة تدرك أن الاستشراف المبكر للفرص والتحديات وتحليلها ووضع الخطط الاستباقية بعيدة المدى، من أهم الممكنات لضمان نجاح حكومات المستقبل التي تهدف إلى الارتقاء بالخدمات وتحقيق سعادة الفرد والمجتمع، لافتًا إلى أن الهيئة تعمل على تحقيق استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050، التي تهدف إلى رفع مساهمة الطاقة النظيفة لتصل إلى 75% بحلول عام 2050 وتحويل دبي إلى مركز عالمي للطاقة النظيفة والاقتصاد الأخضر، واستراتيجية إدارة الطلب على الطاقة والمياه لخفض الاستهلاك بنسبة 30% بحلول 2030.
&
وقال" خلال مشاركتنا في القمة العالمية للحكومات هذا العام، سنعلن عن عدد من المبادرات والمشروعات الكبرى التي تنفذها الهيئة لتحسين كفاءة إنتاج الكهرباء والمياه، وسجلنا تحسناً متواصلاً ومستداماً في مشاريعنا لإنتاج الكهرباء والمياه، حيث تصل كفاءة استخدام الوقود إلى 90 % في المحطات الكبرى للهيئة .. وستكون مشاريعنا ذات أثر بيئي واقتصادي إيجابي وستساهم في خفض البصمة الكربونية وضمان استدامة الموارد الطبيعية بما يخدم أهداف دبي الاستراتيجية، وستحقق وفورات تصل إلى 60 مليار درهم، وخفض غاز ثاني اوكسيد الكربون بمقدار 201 مليون طن بحلول العام 2030".