سفارة أمريكا في تل أبيب

تسعى إسرائيل لإقناع الولايات المتحدة بنقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس لترسخ الادعاء بأن المدينة المقدسة عاصمتها الأبدية.

حذرت صحف عربية بنسختيها الورقية والالكترونية الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب من الإقدام على تنفيذ أحد وعوده الانتخابية بنقل سفارة بلاده في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس.

وشدد بعض المعلقين على أن تنفيذ هذا القرار "سيفتح الصراع على أوسع أبوابه" في المنطقة، فيما طالب آخرون السلطة الفلسطينية باتخاذ خطوات مضادة تجعل ترامب "يفكر ألف مرة قبل تنفيذ قرار النقل الخطير".

"الانتفاضة الثالثة"

يقول طلال عوكل في الأيام الفلسطينية إن "ترامب ومستشاروه لم يتوقفوا عن ترديد عزمهم على نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، ذلك القرار الذي ظلّ معلقاً منذ عقود دون أن تبادر أية من الإدارات السابقة إلى تنفيذه. لا شك أن ترامب وإدارته الجديدة يعلم يقيناً أبعاد تنفيذ مثل هذا القرار ويقدر النتائج التي ستقع بعد ذلك، بما في ذلك أن الولايات المتحدة ستتحمل المسؤولية بالتساوي مع إسرائيل إزاء إقفال طريق السلام نهائياً".

لا شك أن ترامب وإدارته الجديدة يعلم يقيناً أبعاد تنفيذ مثل هذا القرار ويقدر النتائج التي ستقع بعد ذلك، بما في ذلك أن الولايات المتحدة ستتحمل المسؤولية بالتساوي مع إسرائيل إزاء إقفال طريق السلام نهائياً

طلال عوكل

ويشدد عوكل على أن "القرار في حال تنفيذه... لا يعني أن الفلسطينيين سيتخلون عن حقوقهم التاريخية حتى لو امتد الصراع لألف عام" مضيفاً "سيشجع تنفيذ القرار إسرائيل على توسيع وتصعيب مخططات الاستيطان والتهويد في القدس والضفة الغربية، وربما يشجع إسرائيل على الاستعجال في ضم الضفة، ما سيفتح الصراع على أوسع أبوابه".

وفي مقال بعنوان "تداعيات نقل السفارة بين التهديد والإجراء"، يقول يوسف رزقة في فلسطين أون لاين "إن نقل السفارة لا قدر الله يضع السلطة الفلسطينية أمام تحدٍ كبير وغير مسبوق، لأنه يعني نهاية حلّ الدولتين ونهاية المفاوضات، حتى وإن قيل هنا: إن القدس المعنية هنا القدس الغربية".

وحول خيارات السلطة الفلسطينية في حال إقدام الرئيس الأمريكي على هذه الخطوة، يقول رزقة "أعتقد أن سحب الاعتراف [بدولة إسرائيل] هو أحد الإجراءات العملية، وأضيف أن حلّ السلطة والعودة إلى المقاومة هو الإجراء الأهم الذي يمكن أن يستنهض الأمة العربية والإسلامية ويجعل ترامب يفكر ألف مرة قبل تنفيذ قرار النقل الخطير".

حلّ السلطة والعودة إلى المقاومة هو الإجراء الأهم الذي يمكن أن يستنهض الأمة العربية والإسلامية ويجعل ترامب يفكر ألف مرة قبل تنفيذ قرار النقل الخطير

يوسف رزقة

وتحت عنوان "فلسطين على أعتاب الانتفاضة الثالثة"، يؤكد موقع البوابة نيوز المصري أن إصرار الولايات المتحدة على مثل هذه الخطوة سوف "يفتح الباب على مصرعيه لنسف عملية السلام واندلاع الانتفاضة الثالثة في فلسطين والعودة من جديدة لمربع حدود 1948 ويفتح المجال أيضًا أمام سقوط مئات الشهداء الفلسطينيين، الذين سيدفعون أرواحهم من أجل تحرير فلسطين والدفاع عنها".

أما عكاظ السعودية، فتصف القرار الأمريكي المزمع بأنه "يتناقض مع مبادئ القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن الدولي، لاسيما القرار رقم 478، الذي ينص على دعوة الدول التي أقامت بعثات دبلوماسية في القدس إلى سحب هذه البعثات".

وتنقل الصحيفة عن الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي يوسف العثيمين تحذيره للإدارة الأمريكية من "الإقدام على هذه الخطوة غير القانونية"، محذراً من "تبعاتها وتداعياتها الخطيرة على المستويات والأصعدة كافة".

الأزمة السورية

ومن ناحية أخرى، لايزال العديد من المعلقين يناقشون الأوضاع في سوريا وأفق الحل السياسي للأزمة في البلاد.

سوري يترقب

يترقب السوريون صمود الهدنة، ما قد يمهد لنجاح مأمول في أن تشرع اجتماعات أستانة المنتظرة في تسوية سلمية لأنهاء حرب مدمرة أدت إلى تشريد ملايين السوريين في الداخل والخارج.

وتحت عنوان "هل من حظوظ لتسوية في سورية؟" يقول خالد غزال في الحياة اللندنية: "كما كان متوقعاً، لم يصمد وقف النار في سوريا، وجرى اختراقه في شكل رئيسي من قوى النظام والميليشيات التابعة لإيران. قد لا يعني ذلك انهياراً كاملاً، لأن القوى التي أقرته، أي روسيا وتركيا، ستسعى إلى إعادة تفعيله، تمهيداً للمفاوضات التي ستجرى في عاصمة كازاخستان هذا الشهر وفي جنيف في الشهر المقبل."

هل يمكن لهذا الاتفاق ( وقف إطلاق النار) أن يحقق الهدف من إعلانه أي إنجاز تسوية تنهي الحرب السورية؟ وما الألغام المزروعة في وجه هذه التسوية

خالد غزال

ويمضي غزال ليتساءل "السؤال الفعلي المطروح الآن، هل يمكن لهذا الاتفاق أن يحقق الهدف من إعلانه أي إنجاز تسوية تنهي الحرب السورية؟ وما الألغام المزروعة في وجه هذه التسوية؟"

ويستمر بعض المعلقين السوريين في توجيه سهام النقد للمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة واتهامهما بإفشال مساع التوصل لحل سياسي للأزمة السورية.

يقول محرز العلي في الثورة السورية "بنو سعود الذين فشلوا في فرض إملاءاتهم على الشعب السوري باستخدام الإرهاب وكل أسلحة الدمار التي قدموها للإرهابيين يحاولون اليوم عرقلة محادثات الأستانة عبر عملائهم فيما يسمى اللجنة العليا للمفاوضات التي تشكل ذراعاً سياسية للنظام السعودي. وقد سبق لها أن عرقلت مفاوضات جنيف ولاسيما الجولة الأخيرة منها".