&

ورأى بعض الكتّاب أن أوباما كان شخصية مثيرة للجدل، فيما عبّر آخرون عن شكوكهم في أن يتخذ الرئيس الأمريكي الجديد خطوات تصحيحية تؤدي إلى تغيير جذري في أوضاع الشرق الأوسط.

شخصية أوباما "تثير الجدل"

خطاب أوباما الدامع كان بإمكانه أن يكون خطابا احتفاليا لو لم تتنكب إدارته لحلفائها الذين طالما قدموا لها النصائح إزاء قضايا المنطقة

عن شخصية أوباما، يقول ياسر محجوب الحسين في صحيفة الشرق القطرية: "ظلت شخصية أوباما تثير الجدل انطلاقا من نقطتين أساسيتين: الأولى كونه أول رئيس أسود للولايات المتحدة. والثانية جذوره الإسلامية. وستظل حِقْبَة رئاسته للولايات المتحدة الأمريكية حقبة ليست ككل الحقب الرئاسية التي تعاقبت على حكم أكبر دولة في العالم".

وفي صحيفة الحياة اللندنية، كتب وائل السواح يقول إن معظم الأمريكيين سيتذكرون رئيسهم أوباما بالخير، وسيذكرون أن الاقتصاد تعافى من الهزة العنيفة التي حدثت في 2008 "بيد أن كثيرين منا في المقابل لن يشعروا بكبير أسف على رحيل باراك أوباما، فالسوريون لن يغفروا له موقفه المتذبذب وغير الواضح من قضيتهم".

وحول خطاب الوداع الذي ألقاه أوباما يوم الثلاثاء الماضي تقول صحيفة اليوم السعودية في افتتاحيتها إن "خطاب أوباما الدامع كان بإمكانه أن يكون خطابا احتفاليا لو لم تتنكب إدارته لحلفائها الذين طالما قدموا لها النصائح إزاء قضايا المنطقة".

وأضافت الصحيفة بأن إدارة أوباما بدت "عاجزة عن إدارة ملفات المنطقة، وكأنها سلمتها قصدا للفوضى، لتضع هذا الإقليم الحيوي على صفيح ساخن".

وفي صحيفة الأيام الفلسطينية، كتب محمد ياغي يقول: "من حق الفلسطينيين أن لا يأسفوا على انتهاء ولاية أوباما، فهو لم يقدم لهم شيئاً باستثناء القرار الأممي الأخير الذي يدين الاستيطان ويعتبره خرقاً للقانون الدولي... في أحسن الأحوال، يمكننا اعتباره صحوةَ ضمير من أوباما بعد قيام حكومة نتنياهو بإسكان مائة ألف مستوطن في الضفة بما فيها القدس الشرقية في عهده".

"قلق"

تحت عنوان "قلق الأمريكيّين يتزايد مع اقتراب تنصيب ترامب"، كتب سركيس نعوم في صحيفة النهار اللبنانية : "بقلق يتزايد يوميّاً يُتابع الأمريكيَون، ولا سيّما المُتعاطون الشأن العام منهم، انتشار التشوّش والفوضى وهم على بُعد أيام من تسلّم رئيسهم المنتخب دونالد ترامب الرئاسة بعد إدائه القسم الدستوري في حفل تنصيبه. وأسباب ذلك كثيرة منها أنه قدّم الكثير من الوعود لهم التي لا يبدو أنه سيكون قادراً على الوفاء بها قريباً أو على الأقل بعدد منها. ومن شأن ذلك إغضاب قاعدته الشعبيّة".

يبدو أن إدارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته باراك أوباما مصممة على وضع المزيد من الألغام على طريق العلاقات الأمريكية الروسية بعد الهزيمة غير المتوقعة التي منيت بها مرشحة الحزب الديمقراطي الأمريكي هيلاري كلينتون في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لصالح الرئيس الجديد دونالد ترامب

عبد الله الأيوبي

وحول مستقبل العلاقات الأمريكية-الروسية بعد انتهاء ولاية أوباما، يقول عبدالله الأيوبي في صحيفة أخبار الخليج البحرينية: "يبدو أن إدارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته باراك أوباما مصممة على وضع المزيد من الألغام على طريق العلاقات الأمريكية الروسية بعد الهزيمة غير المتوقعة التي منيت بها مرشحة الحزب الديمقراطي الأمريكي هيلاري كلينتون في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لصالح الرئيس الجديد دونالد ترامب، فالإجراءات العقابية الأمريكية ضد روسيا بحجة تدخلها في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لصالح ترامب أثارت حنق وغضب الأخير واعتبرها محاولة لوضع العراقيل أمامه قبل تسلمه منصبه الرئاسي".

ويضيف الكاتب: "شخصيا، تساورني شكوك كبيرة جدا في أن يقدم الرئيس الأمريكي الجديد على خطوات تصحيحية تؤدي إلى تغيير جذري في نتائج الفوضى التي أحدثتها الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة العربية".

من جانبه يقول عبد المنعم علي عيسى في صحيفة الوطن السورية: "أبى باراك أوباما أن يغادر البيت الأبيض قبل أن يترك بصمات عديدة في شتى الاتجاهات كان ما يميزها هو رتمها السريع حتى ليبدو أن تاركها لم يكن يملك الوقت الكافي لفعل ذلك في السابق، ونكهتها التي قد تبدو للوهلة الأولى وكأنها مختلفة عن تلك التي كانت تتميز بها شقيقاتها على امتداد السنوات الثماني المنصرمة (2009-2017) من الناحية العملية كانت أغلبية تلك البصمات تدفع باتجاه إطلاق حرب باردة جديدة".