إيلاف من لندن: أثار مؤتمر الطاقة العالمي الذي انعقد أخيرًا في العاصمة الإماراتية أبوظبي موضوعات حيوية تشمل الطاقة المتجددة والمخاطر التي تهدد أمن الطاقة.

وكانت أعمال المؤتمر انطلقت صباح الخميس 12 يناير، بالتعاون مع المجلس الأطلسي الأميركي، وذلك أول مرة في الخليج، وشارك فيها نحو 350 مشاركًا من مؤسسات وجهات محلية وعربية وإقليمية، منهم أحد عشر وزيرًا وأكثر من 50 مسؤولًا وخبيرًا عالميًا، أتوا يناقشون تحديات الطاقة في العالم في 15 جلسة عمل.&

وضمت قائمة المتحدثين البارزين في المنتدى 10 وزراء، هم سهيل بن فرج المزروعي وزير الطاقة الاماراتي، سلطان الجابر وزير دولة رئيس شركة مصدر الرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية، وعصام المرزوق وزير النفط، ووزير النفط العراقي جبار اللعيبي، ونورالدين بوطرفة وزير الطاقة في الجزائر، والأمين العام لمنظمة "أوبك" محمد باركيندو.

ولا شك في أن انعقاد أعمال هذا المنتدى المهم في أبوظبي، يومي 12 و13 يناير 2017، يؤكد المكانة الدولية التي تتبوأها دولة الامارات العربية المتحدة في مجال الطاقة. وهذا المؤتمر الذي نظمه المجلس الأطلسي الأميركي - المؤسسة البحثية الأميركية العريقة ومقرها واشنطن - وبالتعاون مع وزارة الطاقة وأدنوك ومبادلة وآيبيك ومصدر وشبكة سي أن إن، جلب انتباه العالم إلى أهمية الموضوعات المطروحة، والتي نوقشت بصراحة من زوايا مختلفة.

تناول المؤتمر قضايا أسواق النفط والغاز العالمية والتقنيات الحديثة في مجال الطاقة التقليدية والتنمية المستدامة والمخاطر التي تهدد الطاقة وتأثيرات الانتخابات الأميركية على سياسة الطاقة وعلى الشرق الأوسط.

&

مؤتمر الطاقة العالمي انعقد بالتعاون مع المجلس الأطلسي الأميركي

&

تلبية الطلب العالمي

ركز خالد الفالح، وزير الطاقة السعودي، على اهمية الاستمرار في الاستثمار في قطاعات النفط والغاز التقليدية، مع الاستمرار في بناء اقتصاد للأجيال المقبلة، لكن في الوقت نفسه، شدد الفالح على أن قطاع النقل سيعتمد على النفط حتى عام 2050.

من ناحية أخرى، شدد سلطان الجابر، رئيس شركة أدنوك، انه يتعين عليىنا تلبية الطلب العالمي المتزايد للطاقة. ويتوقع الجابر أن الطلب على النفط سيرتفع بنسبة 25 في المئة بحلول عام 2040، وسيرافق ذلك هبوط تكلفة الطاقة الشمسية.

قال وزير الطاقة الاماراتي سهيل محمد فرج المزروعي في المؤتمر إن الامارات جادة في تطبيق خطط تطوير الطاقة المتجددة، وتشمل الاستراتيجية لعام 2050 تحقيق مزيج طاقة نظيف ومستدام.

وذكر المزروعي أن هذه الاستراتيجية تستهدف مزيجًا من الطاقة المتجددة والنووية والأحفورية النظيفة، وتستهدف أيضًا رفع كفاءة الاستهلاك بنسبة 40 في المئة، ورفع مساهمة الطاقة النظيفة إلى 50 في المئة، وتحقيق وفر يعادل 700 مليار درهم حتى 2050. وأوضح أن معادلة الطاقة المستهدفة، وفقًا للاستراتيجية المعلنة حتى 2050، هي: 44 في المئة للطاقة النظيفة، و38 في المئة للغاز، و12 في المئة للفحم الأخضر، و6 في المئة للطاقة النووية.

وبما يتعلق بالطاقة المتجددة والمستدامة، قال مجيد جعفر، رئيس شركة الهلال للنفط، إن هذا سيستغرق وقتًا ويستدعي انفاقًا كبيرًا حيث أن نسبة استعمال الطاقة البديلة ضئيل جدًا، وهناك حاجة إلى بعض الإصلاحات لتوجيه الاستثمار لتحقيق الهدف المنشود.

قال جعفر أيضًا: "يُعتبر الغاز أفضل وقود من حيث التكلفة الملائمة وأمن الإمدادات والنظافة، مع تحولنا من وقود إحفوري إلى طاقة متجددة. يُتوقع نمو سوق الغاز العالمي خلال الخمسة عشر عامًا المقبلة ليتخطّى الفحم كونه ثاني أهم مصادر الطاقة في العالم بعد النفط، وستكون منطقة الشرق الأوسط التي تستحوذ على 43 في المئة من الاحتياطات العالمية المؤكدة للغاز وقدرها 80 تريليون متر مكعب مساهمًا رئيسًا في هذا النمو".

التعاون العربي في مجال الطاقة

بحث المؤتمر قضايا الربط الكهربائي الخليجي والعربي التي تهدف إلى رفع كفاءة انتاج الطاقة في المنظومة الكهربائية لدول مجلس التعاون الخليجي، من خلال اختيار افضل المواقع فنيًا واقتصاديًا للمحطات التي يتم التخطيط لإنشاءها من حيث كفاءة الانتاج والتلائم مع البيئة المحيطة، ما يؤدي إلى خفض التكلفة وخفض الانبعاثات الكربونية.

في هذا السياق، أبدى المشاركون في المؤتمر اهتمامًا كبيرًا بموضوع ربط شبكات الانتاج الكهربائي، فقالت شرمين الدجاني، الرئيس التنفيذي لشركة حول المتوسط للطاقة في الأردن، إن ربط شبكات الكهرباء العربية ولا سيما بين الدول المتقاربة جغرافيا له فوائد اقتصادية ولوجيستيه كبيرة، "ولن نستغرب اذا تمكنت دول الخليج من تصدير الكهرباء إلى أوروبا".

وظهر في المؤتمر فكرة فريدة من نوعها قابلة للتحقيق، وهي اعادة تصدير الشمس لدول الغيوم والضباب، حيث يمكن تقنيًا تسخير الطاقة الشمسية لتوفير طاقة كهربائية.

تم التطرق إلى فكرة زيادة المشروعات المشتركة كمشروعات غاز عابرة للحدود وأهم مثال ناجح على ذلك مشروع "دولفين" الذي بدأ عملياته الانتاجية في عام 2007، والتي شملت استخراج الغاز الطبيعي من حقل الشمال قبالة سواحل قطر ومعالجته ثم التوريد عبر خط الأنابيب البحري إلى عملاء الشركة في الإمارات وسلطنة عمان وفي عام 2008 بلغ إنتاج الشركة ملياري قدم مكعبة قياسية من الغاز الطبيعي يوميًا.

في عام 2015، طورت "دولفين" مرافق ضغط الغاز، وركبت ثلاثة ضواغط جديدة لغاز التصدير في مصنعها لمعالجة الغاز في راس لفان، بحيث تتناسب قدرته الإنتاجية مع سعة خط أنابيب التصدير التي تصل إلى 3.2 مليارات قدم مكعبة قياسية يوميًا. وفي أكتوبر 2016، تم توقيع اتفاقية طويلة الأمد لبيع وشراء الغاز الطبيعي بين قطر للبترول وشركة دولفين للطاقة المحدودة، تقوم بموجبها قطر للبترول بتوريد كميات إضافية من الغاز الطبيعي إلى دولفين لتصديرها لدولة الإمارات، عبر خط الأنابيب البحري الممتد بين البلدين.

وجهات نظر أميركية

قال جون هنتسمان، حاكم ولاية يوتا الأسبق ورئيس مركز المجلس الأطلسي، إن الامارات لاعب رئيسي في مجال الطاقة، لكنها لا تستطيع أن تتجنب التأثيرات الجيوسياسية الناتجة من التغيير المقبل في الانتقال إلى عصر جديد من الطاقة النظيفة السمتدامة. وشدد على حرص الولايات المتحدة على الحفاظ على استقرار وأمن الخليج.

وبخصوص المخاطر والمخاوف التي قد تهدد أمن مصادر الطاقة وايصالها للعملاء والمستهلكين عبرت ميغان سوليفان، أستاذة الشؤون الدولية ومديرة مشروع ابعاد الطاقة الجيو-سياسية في جامعة هارفرد، عن مخاوفها من أن تهدد سياسة دونالد ترامب العلاقة الأميركية – السعودية، وقد تستخدم ادارة ترامب سياسة الطاقة بوصفها أداة ضاغطة في السياسة الخارجية. واستدركت قائلةً إن أمن الطاقة مهم لمنطقة الخليج العربي، لكن مستشار الأمن القومي الأسبق لواشنطن ستيفن هادلي قال إن المخاوف من ترامب غير مبررة، حيث سيكون محاطًا بخبراء ورجال اعمال ومستشارين لارشاده.&

اما العسكري الأميركي الجنرال جيمس جونز الذي يتخصص بموضوع الأمن الدولي، فقال: "على ترامب أن يكون حذرًا من توريط العسكر في السياسة لأن الجيش مؤسسة وطنية وليست حزبية". وفي رأي الجنرال، التهديد للطاقة يأتي من اختراقات الانترنت التي يمكن أن تعرقل الإنتاج والنقل. وهناك تهديدات أخرى للأمن العالمي مثل الهجرة الغير شرعية وتدفق اللاجئين والأمن الغذائي الخ.

سرقة النفط ومشتقاته

أعد ايان رالبي، الزميل في مركز الطاقة الدولي التابع للمجلس الأطلسي، تقريرًا من 112 صفحة وأطلقه المجلس الأطلسي في اثناء المؤتمر عن اللصوصية الاحتيال والتهريب وغسل الأموال والفساد والجرائم بكل اشكالها، التي تهدد أمن وسلامة الطاقة، وتؤدي إلى خسارة الدول مبالغ طائلة.&

فالوقود عنصر حيوي للانسان، وكل شخص يريد خصمًا في سعره. وهناك من هو مستعد ليخالف القانون للحصول على البترول مجانًا، وهذه الظاهرة واسعة الانتشار حيث تمتد من المكسيك إلى اوغندا وموزامبيق ونيجيريا وبنين والعراق.&

ومن يراقب ملف الشرق الأوسط في التقرير يعرف أن داعش تبيع النفط لدمشق بتواطؤ واضح. ونقرأ في صفحة 66 و67 من الكتاب عن تاريخ التهريب ومن خلال الحدود السورية وتواطؤ النظام السوري مع التنظيم الارهابي.


&

&