المشاركون في مؤتمر باريس للسلام

اهتمت صحف عربية عدة بالمؤتمر الدولي لإحياء مفاوضات السلام بين الفلسطينيين واسرائيل الذي انطلق في العاصمة الفرنسية باريس. ورأى بعض الكتّاب أن انعقاد المؤتمر يُعدُ مؤشراً إيجابياً يُعيد القضية الفلسطينية إلى واجهة الأحداث، بينما توقع البعض الآخر فشل المؤتمر بزعم أن إسرائيل لا تسعى للسلام مع الفلسطينيين.

ونبدأ من صحيفة الأيام الفلسطينية إذ يصف حسين حجازي المؤتمر بـ"اليومَ الكبير من أجل إعادة بعث فلسطين".

ويرى الكاتب أن "ما يشهده المؤتمر من حشد دولي غير مسبوق ضد إنهاء الاحتلال يمثل فشل استراتيجية الاحتلال وتفكك تحالفاته الخارجية".

ويقول إبراهيم أبراش في صحيفة دنيا الوطن الفلسطينية "إن مجرد الدعوة لعقد مؤتمر للبحث في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي أمر مهم وخصوصاً أنه يتزامن مع صدور قرارات متوالية من الأمم المتحدة تؤيد ولو جزئيا، الحق الفلسطيني، وهذا يؤكد على أن القضية الفلسطينية عادت لواجهة الأحداث".

في نفس الصحيفة، يرى هاني العقاد أنه "يمكن لفرنسا أن تنقذ حل الدولتين من الانهيار التام وتغلق كافة الطرق أمام إسرائيل بالتفرد في تغير الخارطة الجغرافية للأرض المحتلة إذا ما أقر المؤتمر تنظيف الأرض الفلسطينية عام 1967 من الاحتلال والاستيطان، وأقر في سبيل تحقيق ذلك مجموعة من التدابير الدولية للضغط على إسرائيل".

ويقول مفتاح شعيب في الخليج الإماراتية إن "انعقاد المؤتمر بعد غياب طويل يعتبر مؤشرا إيجابيا يفتح لممثلي الفلسطينيين وداعميهم منابر رفيعة للدفاع عن قضيتهم".

ويضيف الكاتب: "حسناً فعلت حكومة الاحتلال بعدم حضورها إلى باريس، لتسهم في إدانة سياساتها بنفسها. فعدم الحضور يعني أنها لا تعترف بالشرعية الدولية ولا تقيم وزناً للقانون".

وفي الأهرام المصرية يحثُ مرسي عطا الله الفلسطينيين على استثمار المؤتمر "لتجديد تأكيد التزامهم بمواصلة الرهان علي عملية السلام من خلال مطالبة جميع الأطراف الدولية المشاركة في المؤتمر بأن تقدم إجابة واضحة وصريحة لسؤالهم المشروع: علي ماذا نتفاوض؟".

توقعات بفشل المؤتمر

من جانبه، يتساءل محمد خروب في الرأي الأردنية: "هل مؤتمر باريس خطوة إلى الأمام، أم كلام في كلام؟".

ويقول الكاتب: "كلام فارغ لا رصيد له، طالما سمعناه طوال عقود خلت، يبرع الغربيون كلهم في تدبيجه بنفاق واضح دون أن يُسمّوا الأشياء بأسمائها أو أن يُحمّلوا إسرائيل المسؤولية في ما آلت الأوضاع إليه في المنطقة".

ويتوقع جهاد الخازن في صحيفة الحياة اللندنية أن يفشل مؤتمر باريس "على رغم جهد هولاند وكيري وعشرات المسؤولين الآخرين، فنتنياهو وعصابة الحرب والشر في حكم إسرائيل لا يريدان السلام، ولهما عون من الكونغرس الأمريكي، وباراك أوباما سيترك البيت الأبيض بعد أيام ليخلفه رئيس متخلف إنسانياً، فلا أقول سوى رحمتك يا رب".

في السياق ذاته، يقول فادي أبو سعدى في صحيفة القدس العربي اللندنية: "تتلخص أمنيات الفلسطينيين من مؤتمر باريس الدولي بالمزيد من الضغط على إسرائيل خاصة وأنه يعقد بمشاركة سبعين دولة وكذلك محاولة الوصول إلى وضع آليات تنفيذ لما يخرج به المؤتمر والذهاب بها إلى مجلس الأمن الدولي مثل ما حدث بخصوص قرار الاستيطان الأخير الذي صدر عن المجلس الأممي. لكن الرياح قد لا تسير بما تشتهي القيادة الفلسطينية".

ويرى الكاتب أن "عقبة رئيسية" تقف في طريق الفلسطينيين وأمنياتهم من مخرجات مؤتمر باريس الدولي، وهي أنه بعد أيام قليلة من المؤتمر ستدخل إلى البيت الأبيض إدارة أمريكية جديدة برئاسة دونالد ترامب "ما يعني أنها قد تُفشل مخططات الفلسطينيين عقب المؤتمر أو أي تحرك دولي لهم خاصة في مجلس الأمن الدولي".

وحول مقاطعة إسرائيل للمؤتمر، تقول صحيفة الوطن السعودية في افتتاحيتها: "إسرائيل لن تتجاوب مع أي دعوة من أجل إحلال السلام؛ فهي تعتقد أن ذلك السلام يعني بداية نهايتها، فالأطماع الإسرائيلية في المنطقة أكبر من الوصول إلى حل مع الفلسطينيين بكل تأكيد".