نصر المجالي: على خلاف الموقف الروسي والتركي من دعوة واشنطن للمشاركة بصفة "مراقب" في مفاوضات السلام "السورية" في أستانا، عبّر مسؤولون ايرانيون يوم الاربعاء عن معارضتهم الشديدة لمثل هذه المشاركة.&

ويعقد مؤتمر أستانا الذي أشرفت على تنظيم انعقاده روسيا وتركيا بهدف وضع تصورات للحل النهائي للأزمة السورية لتقديمها لمؤتمر جنيف يوم 23 الجاري في عاصمة كازاخستان.&

ويتناقض الموقف الإيراني مع الموقف الذي اتخذته روسيا وتركيا، اللتان قالتا إنه ينبغي ان تمثل ادارة دونالد ترامب الجديدة في مفاوضات استانا التي ستنطلق الاسبوع المقبل، وهي الاولى منذ اندلاع الازمة السورية العام 2011 التي لا تلعب فيها الولايات دورًا محوريًا.

دعوة

وكانت وكالة (إنترفاكس) الروسية، نقلت عن مصدر مقرب من اجتماع أستانا في وقت متأخر، الثلاثاء ، قوله إنه سيتم توجيه دعوة إلى الولايات المتحدة لحضور مفاوضات أستانا بصفة المراقب.

كما أن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أعلن، في وقت سابق من الثلاثاء، أن من الصائب توجيه الدعوة لحضور الاجتماع إلى ممثلي الأمم المتحدة والإدارة الأميركية الجديدة، معيدًا إلى الأذهان أن الاجتماع سيعقد بعد تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب.

ظريف وشمخاني

وإلى ذلك، فإنه بعد تصريح وزير الخارجية محمد جواد ظريف لوكالة (تسنيم) الايرانية للأنباء عن موقف إيران الرافض للحضور الأميركي وعدم توجيه الدعوة لهم، أكد علي شمخاني، امين عام المجلس الايراني الاعلى للأمن الوطني الذي يشرف على ملف التنسيق الدولي حول الحرب في سوريا، أن ايران رفضت دعوة الولايات المتحدة لحضور المفاوضات.

وقال شمخاني: "بسبب معارضة ايران لمشاركة أميركا في مفاوضات أستانا، فإنه لم يتم تقديم دعوة مشتركة لها من قبل الدول الثلاث الراعية للمباحثات"، في إشارة إلى إيران وروسيا وتركيا.

وأضاف: "ليس مجديًا أن تشارك الولايات المتحدة في إدارة مبادرات سياسية في الأزمة السورية، ومن المستبعد أن يكون لها دور في مفاوضات أستانا"، مع أنه اعتبر أن بإمكان "الدولة المضيفة" (أي كازاخستان) أن تدعو واشنطن لحضور المفاوضات بصفة "مراقب".

ونقلت وكالة انباء الجمهورية الاسلامية الرسمية عن شمخاني قوله: "ليس هناك سبب يدعو لاشراك الولايات المتحدة في بلورة المبادرات السياسية المتعلقة بالازمة السورية، ومن غير المقبول بتاتًا أن يكون للأميركيين دور في مفاوضات استانا".

موقف ولايتي&

كما أكد مسؤول إيراني كبير آخر، هو علي أكبر ولايتي، رئيس مركز الأبحاث الاستراتيجية في مجمع تشخيص مصلحة النظام، معارضة طهران الشديدة لمشاركة أميركا في مؤتمر أستانا.

ونقلت وكالة "تسنيم" عن ولايتي قوله: "إذا أصبح الأمر على هذا المنوال، فهناك قلق من قيام السعودية وقطر أيضًا بالسعي للمشاركة في هذا المؤتمر، في حين لعبت هذه الدول دوراً أساسياً في تجهيز وإرسال الإرهابيين إلى سوريا".

واعتبر ولايتي أميركا على رأس حماة الارهابيين، مضيفًا بأن واشنطن كانت مصرة منذ البداية على إسقاط الحكومة السورية الشرعية والإتيان بحكومة عميلة، لكنّ الأميركيين الآن هزموا في الميدان العسكري ويسعون للمشاركة في مؤتمر أستانا.