تناقضت تصريحات القادة العسكريين اليوم حول إنجاز السيطرة على الجانب الأيسر من مدينة الموصل الشمالية، بعد ثلاثة أشهر من إنطلاق المعارك لتحريرها من قبضة تنظيم داعش.. فبعد أن أعلن قائد قوات مكافحة الارهاب انجاز هذه المهمة بالسيطرة الكاملة على هذا الجانب، فقد سارع القائد الاعلى للعمليات العسكرية في محافظة نينوى إلى نفي ذلك، معتبرًا أن هذه المهمة لم تنجز بالكامل بعد.

إيلاف من لندن: قال قائد قوات مكافحة الارهاب الفريق الاول الركن طالب شغاتي، خلال مؤتمر صحافي على تخوم الموصل الاربعاء، وتابعته "إيلاف"، إن القوات العراقية اكملت اليوم تحرير الجانب الايسر لمدينة الموصل وفرض سيطرتها الكاملة على احيائه بعد ان قتلت 3300 عنصر لتنظيم داعش.&

وأشار إلى أنّ هذا النصر العسكري تحقق بفضل ابتكار القوات العراقية تكتيكات جديدة لمواجهة مسلحي التنظيم في معارك شوارع شرسة واستطاعت السيطرة بشكل كامل على جانب الموصل الايسر.. منوهًا إلى أنّ داعش استخدم في مواجهة القوات العراقية في هذه المعركة 300 سيارة مفخخة وعددًا كبيرًا من الانتحاريين والقناصة.

واكد القائد العسكري ان القوات العراقية تستعد حاليًا لعبور نهر دجلة الذي يقسم الموصل إلى جانبين من اجل تحرير الجانب الايمن للمدينة وتحريره بالكامل، لكنه رفض تحديد موعد لهذا التحرك، معتبرًا ذلك من الاسرار العسكرية غير انه اكد أن السيطرة على هذا الجانب ستكون سهلة نظرًا لضعف امكانات داعش وتكبيده خسائر كبيرة في الافراد والمعدات خلال الاشهر الثلاثة الاخيرة، منذ انطلاق عمليات تحرير الموصل في 17 اكتوبر الماضي.

ووصف الفريق الركن شغاتي معركة تحرير الساحل الايسر بالنظيفة، منوهًا إلى أنّ القوات حرصت على الحفاظ على حياة المدنيين والبنى التحتية هناك. وأشار إلى أنّ طيران التحالف الدولي لعب دوراً مهماً في انجاز تحرير الجانب الايسر من خلال ضرباته الجوية واستطلاعه الجوي.

لكنه بعد انتهاء المؤتمر الصحافي لقائد قوات مكافحة الارهاب سارع القائد العسكري الاعلى لعمليات "قادمون يانينوى" الفريق الركن عبد الامير رشيد يار الله إلى نفي تحرير الجانب الايسر للموصل بالكامل.

وأشار يار الله في تصريح صحافي، نقلته خلية الاعلام الحربي التابعة للقوات المشتركة، واطلعت على نصه "إيلاف"، إلى أنّه "لم يتم تحرير الساحل الأيسر بالكامل لحد الآن، وفي ما يخص قطعات جهاز مكافحة الأرهاب فإنها قد انجزت واجبها ضمن المحور الشرقي للساحل الأيسر لمدينة الموصل، ومازال التقدم مستمرًا لتحرير ما تبقى من الأحياء"، وهو امر يتوقع انجازه خلال 48 ساعة، بحسب بعض القادة العسكريين.

ومعروف أن قوات عدة تشارك في معركة تحرير الموصل، فبالاضافة إلى قوات مكافحة الارهاب هناك قوات الرد السريع والفرق العسكرية للجيش النظامي والشرطة الاتحادية وقوات البيشمركة وفصائل الحشد الشعبي.

العبادي: نتجه قريبا لتحرير الجانب الأيمن من الموصل

ومن جانبه أكد رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي ان وعد التحرير النهائي والانتصار التام في الموصل قد اقترب "وتكللت بالنجاح جهود قواتنا البطلة باكمال الخطة الاساسية في تطهير الجانب الايسر في اكثر المحاور وتحرير مركز مدينة الموصل ويجري العمل حاليا على تحرير ما تبقى من مناطق الغابات والقصور والمناطق القليلة الاخرى في المحور الشمالي والعمل بقوة وعزيمة باتجاه اكمال تحرير الجانب الايمن".

واضاف العبادي في بيان صحافي حصلت "إيلاف" على نصه قائلا "لقد سطر المقاتلون الغيارى اروع صور البطولة والفداء والتعامل الانساني مع المدنيين وحققوا انتصارات باهرة خلال الايام الاخيرة تم خلالها استعادة العديد من المناطق والقرى والاحياء السكنية والقضاء على اعداد كبيرة من افراد عصابة داعش المهزومة وستواصل قواتنا الظافرة تقدمها لتنفيذ كامل الخطة لتحرير مدينة الموصل بعون الله وببسالة وتضحيات المقاتلين الشجعان" .

تحرير أحياء جديدة في المحور الشمالي

وفي وقت سابق اليوم، أعلن الفريق الركن يارالله "أن قوات المحور الشمالي المتمثلة باللواء 71 بالفرقة 15 تمكنت من تحرير حي القاضية 2 وادامة التماس مع الحي العربي ورفعت العلم العراقي فوق مبانيه، بعد تكبيد العدو خسائر كبيرة بالأرواح والمعدات ".

كما أعلن يارالله "ان قطعات جهاز مكافحة الارهاب ، تمكنت من تحرير المنطقة الاثرية وتل تزكال في الاتجاه الشمالي من الساحل الايسر من الموصل". ومن جهتها، أعلنت الشرطة الاتحادية تفكيك عجلة مفخخة في يارمجة، والاستيلاء على أخرى محملة برشاش 23 جنوب شرق الموصل.&

وقال قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت في بيان "إن قوات الشرطة الاتحادية تمكنت من تفكيك عجلة مفخخة في يارمجة والاستيلاء على عجلة محملة برشاش 23 و 3 رشاشات متوسطة أخرى و20 صاروخ قاذفة، بالاضافة إلى تفكيك عبوة ناسفة في حي سومر جنوب شرق الموصل.

ويشكل الساحل الايسر بمدينة الموصل اكبر مناطق الموصل واكثرها كثافة سكانية، حيث يضم نحو 56 حيًا كبيرًا، اغلبها كانت اوكاراً ومعاقل للتنظيم ومعامل لتصنيع المتفجرات والعجلات المفخخة ايضًا.

يذكر أن القوات العراقية المشتركة وبمساندة طيران الجيش والتحالف الدولي تواصل منذ 17 من اكتوبر الماضي عملية استعادة الموصل من قبضة تنظيم داعش، وهي ثاني أكبر مدن العراق بعد العاصمة بغداد، وأكبر مدينة تقع حاليًا في قبضة التنظيم في العراق، وكانت أولى المدن التي سيطر عليها التنظيم في صيف عام 2014 قبل أن يجتاح شمال البلاد&وغربها.&

&
&
&