«إيلاف» من الجزائر: انتقدت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان من جديد ظروف عمل اللاجئين الأفارقة في الجزائر التي لا تطابق إجراءات قانون العمل الجزائري، ودعت الحكومة إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية قرابة 10 آلاف مهاجر غير شرعي& ينشطون في سوق الشغل بطريقة غير قانونية.

وقالت الرابطة إنها "تتابع بإهتمام" هذا الملف، وتدق ناقوس إنذار "استغلال أرباب عمل ومقاولين وأصحاب مزارع كبرى ومستثمرات فلاحية النازحين الأفارقة في مشاريعهم بعيدًا عن القوانين المعمول بها"

وفاة

&شهد حي سيدي يحي الراقي في أعالي العاصمة الجزائرية الخميس الماضي وفاة مهاجر أفريقي وجزائري إثر انهيار جزء من بناية بحيدرة.&

&وقال المكلف بالإعلام لدى الحماية المدنية لولاية الجزائر الملازم الأول خالد بن خلف الله إن انهيار جزء من بناية بسبب انهيار صخري على مستوى إحدى البنايات أدى إلى وفاة شخصين أحدهما من جنسية مالية. &

وأوضح أن الانهيار سببه أشغال كانت تقوم بها مؤسسة خاصة لصالح أحد الخواص.

وذكر شهود عيان أن الضحيتين كانا يعملان في ظروف لا تحترم قوانين العمل المنصوص عليها في الجزائر.

&وكشف وزير الصحة عبد المالك بوضياف إن صاحب المشروع كان يقوم بعمل غير مرخص، كما وظف عمالاً غير مؤمنين وغير مصرح بهم لدى الجهات المختصة.

انتهاك

وقال هواري قدور الأمين الوطني المكلف بالملفات المتخصصة للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان لـ"إيلاف" إن بعض عمليات توظيف اللاجئين الأفارقة لا تحترم "القانون رقم 90/11 المتعلق بعلاقات العمل، وتتم دون تصريح بهم لدى الضمان الاجتماعي ودن إعلام وزارات العمل والتشغيل والداخلية."

وعاد قدور في حديثه مع "إيلاف" إلى التقرير الذي رفعته الرابطة منذ عام إلى الجهات المختصة حول الظروف التي يتم فيها توظيف الرعايا الأفارقة.

وأضاف "الغريب في الأمر أنه منذ عام قدمنا تقريرًا حول وضعية المهاجرين غير الشرعيين الأفارقة، و لكن لا شيء تغيّر بشأن ظروف عملهم أو التصريح بهم لدى صندوق الضمان الاجتماعي" &

تحقيق

ودعا هواري قدور الحكومة إلى فتح " تحقيق معمق حول الاستغلال البشع للمهاجرين الأفارقة".

وأكد في تصريحه لـ"إيلاف" أن "حقوق العمال جزء لا يتجزأ من حقوق الإنسان، ولا ينبغي تجاوز حقوقهم مهما كانت المبررات، فهؤلاء العمال الأفارقة غير الشرعيين يحملون صفة إنسان أولا، وهذه الصفة وحدها تكفي لكي تُصان حقوقهم على أفضل وجه، خاصة أنهم يؤدون أدواراً تعود بالفائدة على الجزائر، بعدما أضحت اليد العاملة الأفريقية البديل الأنسب لشركات البناء ومقاولات أشغال الري والطرقات والفلاحة، بسبب عزوف شريحة واسعة من الشباب الجزائري عن هذه الأشغال القائمة على الجهد البدني الشاق، حسب اعتقاد أرباب العمل"

وأضاف أن العمال الأفارقة " يستحقون الاحترام والمكافأة المعنوية والمادية بما يليق بإنسانيتهم"

&وبحسب تقرير رابطة حقوق الإنسان، فإن أغلب العمال الأفارقة الذين يصلون إلى الجزائر هم من " الفارين من ويلات الحروب والفقر، ما يحتم مضاعفة احترامهم وحفظ حقوقهم وليس الجور عليهم، والتعامل معهم بطرق لا إنسانية، أو الحط من شأنهم والتجاوز على كرامتهم".

عدم السكوت&

وبحسب الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، فإن "استغلال الوضع الإنساني الصعب للمهاجرين غير الشرعيين"& لا يمكن "غض البصر عنه".

وطالبت الرابطة أرباب العمل الالتزام بالقوانين المنظمة للعمل، ودعت&مصالح مفتشية العمل عبر القطر الوطني إلى "التكثيف من الدوريات الميدانية في كل القطاعات، خاصة في قطاع البناء للخواص والأشغال العمومية والري، والشركات الصينية والتركية".

&وتتحدث الرابطة عن وجود بين 9 و10 آلاف عامل أفريقي غير شرعي في الجزائر، وأغلبهم من منطقة الساحل الأفريقي وأفريقيا جنوب الصحراء.

&

&

&