نصر المجالي: وجهت روسيا انتقادًا غير مسبوق لشريكتها في الساحة السورية، واعتبر الناطق باسم الكرملين أن موقفها يسهم في تعقيد مسألة مشاركة الإدارة الأميركية في مفاوضات أستانة حول سوريا، وذلك بصفة طهران لاعبًا مهمًا في التسوية السورية.

وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف في حديث أدلى به لـ(بي بي سي)، يوم السبت 21 يناير، إن روسيا ترحب بالمشاركة الأميركية "لكن الوضع غاية في التعقيد في ظل وجود إيران لاعباً مهماً في المسألة السورية وعدم ترحيب الإيرانيين بالولايات المتحدة".

ومن المنتظر أن تعقد في العاصمة الكازاخية يوم الاثنين 23 يناير مفاوضات الوفد الموحد عن المعارضة السورية المسلحة ووفد الحكومة السورية، كما جرى توجيه الدعوة لحضور هذه المفاوضات إلى إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب ومنظمة الأمم المتحدة. وأعلن اليوم السبت أن السفير الأميركي في أستانة&سيشارك في المفاوضات.

لعبة حذرة&

ونقل موقع روسيا اليوم ـRT عن بيسكوف قوله: "هذه المسألة غاية في الأهمية في إطار لعبة حذرة للغاية"، معتبرًا "أن تسوية المشكلة السورية بشكل بناء مستحيل بمعزل عن مشاركة الولايات المتحدة".

وأضاف: "الإيرانيون أعربوا عن رفضهم مشاركة واشنطن في لقاء أستانة، وذلك بعد أن وجه الجانب الروسي الدعوة إلى واشنطن" لحضور هذه المفاوضات، وهذا ما أكده وزير خارجيتنا سيرغي لافروف.

ولفت بيسكوف النظر إلى أن هذه النقطة، قد أثارت نوعًا من الخلاف في وجهات النظر بين موسكو وطهران، معيدًا إلى الأذهان أن "صعوبة الوضع على المسار السوري بلغت حداً يحول دون تحقيق الانسجام الكامل بين مواقف الأطراف المعنية، الأمر الذي يقلل من احتمال إبرام صفقات الحل نظرًا لتعدد الأطراف المنخرطة في هذه العملية".

معارضة

يذكر أنه سبق لإيران وأعربت عن معارضتها لحضور الولايات المتحدة مفاوضات السوريين في أستانة،&وأعلنت في الـ17 من الشهر الجاري على لسان وزير خارجيتها محمد جواد ظريف عن رفضها القاطع لحضور واشنطن.

وفي حديث لوكالة "تسنيم" للأنباء، قال ظريف: "نعارض مشاركة أميركا في الاجتماع ولم نوجه الدعوة لها لأننا نرفض مشاركتها".

ومن جهته، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في وقت سابق أنه من الأجدى دعوة الأمم المتحدة وممثلين عن الإدارة الأميركية المنتظرة، معيداً إلى الأذهان أن الاجتماع سينعقد في أعقاب تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد تارمب.

ويشار في الختام، إلى أن مبادرة مفاوضات أستانة&تعود للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث حظيت بدعم وترحيب الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والكازاخستاني نورسلطان نزاربايف، وخلصت إلى الإعلان عن مفاوضات سورية سورية برعاية روسية تركية إيرانية تسبق العودة إلى مفاوضات جنيف ومقرراتها للتسوية في سوريا.