أسامة مهدي: أكدت الادارة الاميركية الجديدة اليوم تمسكها بالاتفاقية الاستراتيجية الموقعة مع العراق عام 2008 وتفعيلها ودعم جهود المصالحة بين السياسيين العراقيين، واشارت الى انها ستوفر مئات الملايين من الدولارات ضمن الموازنة الأميركية للعام الحالي لدعم هذه المصالحة وتوفير الخدمات للمدن المحررة لإعادة النازحين.

وقال السفير الأميركي في العراق دوغلاس سيليمان خلال لقاء مع اعلاميين عراقيين بمقر السفارة الاميركية في بغداد الاحد، وبثت مضامينه وكالات انباء محلية اطلعت عليها "إيلاف"، أن الاتفاقية الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والعراق ستبقى نافذة وستكون اكثر فاعلية خلال فترة الإدارة الأميركية الجديدة، منوهًا الى ان بلاده ستعمل على تفعيل بقية الجوانب في الاتفاقية وليس الجانب الأمني فقط.

وأكد دعم بلاده لجهود المصالحة بين السياسيين العراقيين والعمل على تهيئة الظروف لها .. وقال "إن&من المهم أن تكون هناك مصالحة بين السياسيين على جميع المستويات ونحن ندعم جهود المصالحة وتهيئة الظروف لها"، موضحًا أن بلاده تحاول إعادة الخدمات الأساسية لمناطق البلاد المحررة واعادة النازحين منها الى منازلهم.

وأكد السفير الأميركي أن "بلاده ستعمل على إعادة الخدمات المحلية الأساسية وتوفير بيئة ملائمة لعودة السكان بالتعاون مع اللأمم المتحدة"، متعهداً بأن "مساعدة واشنطن ستستمر بمساعدتها للعراق بمئات الملايين من الدولارات خلال 2017".

وأشار سيليمان الى أن عمله كسفير للولايات المتحدة مستمر حيث طلب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الموظفين الذين عينّوا تعييناً سياسياً أن يقدموا استقالاتهم وانا موظف دبلوماسي غير مشمول بالتغيير وستستمر السفارة الأميركية في العراق مع الأمم المتحدة بإجراءات التدقيق الأمني لتقديم التسهيلات المناسبة للهجرة واللجوء الى الولايات المتحدة.
&
واوضح سيليمان أن بلاده قامت بإزالة 24 ألف كغم من المتفجرات وستستمر هذه الجهود، بالإضافة الى تجهيز فرق لتنظيف سهل نينوى من الألغام .. مشيراً الى أن "بلاده قامت بإزالة الألغام في بعشيقة أيضاً وستكون هناك جهود مشابهة في الجانب الغربي من مدينة الموصل".

تعاون مع العراق لمواجهة داعش

واوضح ان "استمرار الوجود الاميركي في العراق لمرحلة ما بعد داعش &يعتمد على الحكومة العراقية وقرار رئيس الوزراء حيدر العبادي".. مبينًا أن واشنطن تربطها علاقات شراكة مهمة مع بغداد وجزء من هذه الشراكة يتعلق بالتعاون المشترك في مختلف المجالات.

وشدد بالقول إن "الرئيس دونالد ترامب يسعـى الى التعاون مع العراق لهزيمة داعش وسيناقش ذلك مع العبادي".

وقال إن الرئيس ترامب يرغب بالتعاون مع العراق لهزيمة داعش والتعاون العسكري والأمني مع الحكومة العراقية يعتمد على رغبتها بإدامة التعاون مع الحكومة الأميركية، مؤكدًا أن اتفاقية الاطار الاستراتيجي ستكون أكثر فعالية في المجال السياسي والثقافي والتعليمي والتجارة والاتصالات خلال عهد ترامب.

وأضاف سيليمان أن "الهدف الرئيس لساسة واشنطن هو هزيمة داعش، حيث دار حديث رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مع الرئيس ترامب حول التزام ترامب بهزيمه داعش، مؤكداً أن "بلاده قدمت مساعدات إنسانية للعراق في الموصل".

ووقع العراق والولايات المتحدة الاتفاقية الاستراتيجية عام 2008 لكنها لم تُنشط لدى اجتياح تنظيم داعش للعراق صيف عام 2014 واحتلاله لثلث مساحة البلاد الكلية.

واتفاقية الإطار الاستراتيجي وضعت للمستقبل بعيد المدى، وهي تعلن ذلك صراحة في إحدى فقراتها التي تقول حرفياً ( تظل هذه الاتفاقية سارية المفعول ما لم يقدم أي من الطرفين إخطاراً خطياً إلى الطرف الآخر بنيته على إنهاء العمل بهذه الاتفاقية ويسري مفعول الإنهاء بعد عام واحد من تاريخ مثل هذا الإخطار).
&
والاسم الكامل لهذه الاتفاقية هو "اتفاق الإطار الإستراتيجي لعلاقة صداقة وتعاون بين جمهورية العراق والولايات المتحدة" وتكمن اهميتها في ترسيم أفق العلاقات المستقبلية بين البلدين في المجالات العسكرية والامنية والسياسية والاقتصادية والتعليمية والثقافية والصناعية والزراعية في سياق الرغبة المشتركة لإقامة علاقة طويلة الأمد وتلبية الحاجة لتوفير الدعم اللازم لإنجاح العملية السياسية في العراق".