أظهرت وثائق تُنشر للمرة الأولى أن مارغريت ثاتشر تدخلت للدفاع عن "بي بي سي" ضد الحملة التي شنّها رئيس حزب المحافظين وقتذاك نورمان تيبيت، بسبب تغطية الإذاعة البريطانية للهجوم الأميركي على ليبيا عام 1986.&

إيلاف: تكشف الوثائق أن حملة تيبيت على "بي بي سي"، التي استمرت ستة أشهر، متواصلة، بسبب تغطيتها الهجوم، وخاصة التركيز على الضحايا المدنيين، بالبث المباشر من طرابلس، أثارت قلق مقر رئيسة الوزراء. &

عزلة داخلية
ورأى مستشارو ثاتشر أن الحملة على "بي بي سي" أصبحت أقرب إلى "الهوس"، حتى إن رئيسة الوزراء تدخلت شخصيًا لتطلب من رئيس حزب المحافظين التوقف. &

مما تكشف عنه وثائق 1986 التي أفرجت عنها مؤسسة مارغريت ثاتشر أنها أصبحت معزولة بين وزرائها أنفسهم، بعدما وافقت على طلب الرئيس الأميركي وقتذاك رونالد ريغان السماح بانطلاق الضربات الجوية الأميركية من قواعد في بريطانيا. وكانت فرنسا وإسبانيا وإيطاليا كلها رفضت حتى السماح بتحليق القاذفات الأميركية عبر أجوائها في الطريق إلى ليبيا. &

وركزت تقارير سابقة على الانتقادات التي تعرّض لها قرار ثاتشر بالموافقة على طلب ريغان في إبريل 1986، وتحفظات مسؤولين بشأنه، بينهم نائبها ويلي وايتلو والوزيران جيفري هاو ونايجل لوسون، بل وعلى غير المتوقع تيبيت نفسه، الذي تردد أنه كان قلقًا من فكرة إعطاء ريغان "صكًا مفتوحًا".

خطير وأحمق
تضم الوثائق المحفوظة في مركز أرشيف تشرتشل في جامعة كامبردج رسالة من نك إدواردز وزير الدولة لشؤون مقاطعة ويلز، وهو على فراش المرض في المستشفى، يقول لها إن كثيرين، وخاصة الشباب، بمن فيهم ابنته، ينظرون إلى ريغان على أنه "خطير وشيخ أحمق".

جاءت الضربات الجوية بعد ثلاثة أشهر على فضيحة شركة ويستلاند لصناعة المروحيات في عام 1986، التي كادت تجبر ثاتشر على الاستقالة. وهددت قضية الهجوم على ليبيا محاولات ثاتشر للتغلب على آثار تلك الفضيحة. &

نورمان تيبيت

فرد رئيس حزب المحافظين نورمان تيبيت على هذا الخطر السياسي بشنّ حملة شعواء ضد "بي بي سي"، متهمًا تغطيتها الإخبارية للغارات الأميركية على طرابلس بأنها "ذاتية وجبهوية"، لا سيما أن أخبار "بي بي سي" الرئيسة في يوم الهجوم نُشرت تحت مانشيت يقول "إدانة عالمية للضربة الجوية الأميركية على ليبيا. أطفال بين الضحايا ـ ثلاثة من أفراد عائلة القذافي". &

هوس هجومي
بدوره رد رئيس مجلس إدارة "بي بي سي" الجديد مارماديوك هاسي، الذي عُيّن بقرار من ثاتشر نفسها، بنشر تفنيد مستفيض والتشديد على أن ميثاق "بي بي سي" يقتضي "مقاومة التأثير غير المبرر من أي حزب سياسي". &

لكن تيبيت لم يكن راضيًا، وبدأ حملة على "بي بي سي"، إلى أن طلب مستشارو ثاتشر منها التدخل، لأن هوس رئيس الحزب في مهاجمة المؤسسة الإعلامية أصبح يهدد بتفجير فضيحة مماثلة لفضيحة ويستلاند. &


أعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "الغارديان". الأصل منشور على الرابط الآتي:

https://www.theguardian.com/politics/2017/jan/23/thatcher-norman-tebbit-criticism-of-bbc-us-bombing-libya

&
&