فيما لا يزال مصير 45 مدنيا عراقيا اختطفهم مسلحون في منطقة سنية بحزام بغداد مجهولا وسط مخاوف من تصفيتهم جسديا، دعا تحالف القوى السنية إلى عقد جلسة برلمانية طارئة تناقش القضية وطالب العبادي بالتدخل الفوري للحفاظ على سلامتهم وانقاذهم. 

إيلاف من لندن: أقدمت مجموعة مسلحة ترتدي زياً عسكرياً على اختطاف 45 شخصا الخميس الماضي من مناطق شاطئ التاجي والطارمية شمالي بغداد من دون معرفة تبعية المجموعة ومصير المعتقلين او الجهةِ التي اُقتيدوا اليها ومعظمهم من الشباب وبعضهم طلاب مدارس وجامعات. 

وقال النائب عن اتحاد القوى السنية احمد المشهداني في مؤتمر صحافي مشترك مع اعضاء في التحالف في بغداد اليوم وتابعته "إيلاف" ان قوات امنية قامت الخميس بحملة واسعة في قضاء الطارمية واعتقلت 45 مواطنا ثم تم بعد 24 ساعة اطلاق 5 منهم فيما لايزال مصير الاربعين الاخرين مجهولا. 

وأشار إلى أنّ قيادات الجهات الامنية التي تمسك قاطع شمال بغداد نفت اعتقال اي مواطن ما يدل على وجود مندسين داخل الاجهزة الامنية. واكد ان القوات التي نفذت الاعتقال كانت تستخدم عجلات عسكرية واخرى مدنية مختلفة الانواع ومن دون لوحات ما اثار القلق والشك والريبة.

وحمل النائب قيادة عمليات بغداد المسؤولية القانونية لاعتقال هؤلاء المواطنين وطالبها ببيان حقيقة ما جرى لان الاختطاف تم تحت اشرافها وامرتها وضمن قاطع مسؤوليتها وهم من بيدهم الملف الامني لقضاء الطارمية. 

وشدد على ضرورة تدخل القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي فورا من اجل الحفاظ على سلامة هؤلاء المدنيين وانقاذهم.. ودعا جميع القيادات الامنية وهيئة الحشد الشعبي إلى المساعدة على تدارك هذا الموضوع قبل ان تتعرض حياة المواطنين للخطر. وشدد على ضرورة عقد جلسة طارئة لمجلس النواب للكشف عن ملابسات الموضوع والتحرك الفوري لاستدعاء القيادات الامنية لمعرفة حقيقية ما جرى وبيان مصير المختطفين. 

الجبوري يتابع مع العبادي

 ومن جهته بحث رئيس مجلس النواب سليم الجبوري مع وفد من شيوخ ووجهاء قضاء الطارمية تداعيات اعتقال عدد من أبناء المنطقة حيث اكد الشيوخ أن القوة التي دهمت المنطقة تابعة إلى قيادة عمليات بغداد وذلك حسب ما صرح به بعض المعتقلين المفرج عنهم.

وابلغ الجبوري الشيوخ انه يتابع شخصيا هذه القضية ويجري اتصالات بالقائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي يحثه فيها على ضرورة البحث والكشف عن القوة المداهمة وتحديد مصير المختطفين والافراج عنهم كما قال المكتب الاعلامي للبرلمان في بيان صحافي تسلمته "إيلاف" اليوم موضحا ان شيوخ المنطقة طالبوا الحكومة بتوضيح موقفها إزاء ذلك والكشف عن مصير أبنائهم.

وأوضح الجبوري ان لجنة الامن والدفاع البرلمانية على اطلاع كامل بتفاصيل الحادثة وقد باشرت وبالتنسيق مع الجهات التنفيذية والأمنية البحث عن الجهات التي قامت بهذه الفعلة من أجل إعادة جميع المعتقلين إلى أهاليهم.. مشددا على أن عمليات الاعتقال يجب أن تتوقف وأن تكون ضمن مذكرات اعتقال تصدر من قبل القضاء العراقي حصرا.

وتسود حالة من الغضب والغليان الشعبي في المنطقة حيث هدد الوجهاء والشيوخ والأهالي هناك بأنهم لن يسكتوا على هذا الخرق الأمني الكبير والخطير.

يذكر ان مناطق حزام بغداد ومنها الطارمية عادة ما تتعرض إلى أنّتهاكات وضغط من قبل الميليشيات التابعة للحشد الشعبي. والطارمية هي إحدى المدن الواقعة شمال بغداد بمسافة 50 كم وتتبع إداريا لمحافظة بغداد بينما كانت تابعة لمحافظة صلاح الدين حتى عام 1997 ويبلغ تعداد سكان المدينة حوالى 70 الف نسمة وتقع على امتداد نهر دجلة ومعظم سكانها مسلمون سنة وهم من قبائل عربية اصيلة مثل السلمان والعبيد وبني أسد والخزرج والمشاهدة والحياليين والدليم وشمر وحرفتهم الرئيسة هي الفلاحة.