إيلاف من القاهرة: "عيش .. حرية .. عدالة اجتماعية" كانت تلك الكلمات شعار الملايين من المصريين خلال تظاهرات ثورة 25 يناير 2011 التي خرجت ضد نظام الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك، والتي طالبت بها جموع الشعب المصري خلال الثورة آملين في تحقيقها عقب نجاحهم في إسقاط النظام، وبالفعل سقط النظام ولكن وبعد مرور 6 سنوات لم يتحقق شيء من أهداف ثورة يناير، رغم تعهد الرئيس عبد الفتاح السيسي مع وصوله للسلطة بتنفيذ شعارات ثورة يناير، فيما يرى آخرون أن الثورة قد حققت جزءًا من أهدافها وإن لم تحقق كل ما قامت من أجله بسبب صراعات النخب السياسية، والحرب على الإرهاب، ومرور البلاد بظروف صعبة كانت سببًا مباشرًا في تأخر تنفيذ شعارات يناير الثلاثة حتى الآن .
&
شهادة البرادعي&
&
وتعليقًا على أسباب عدم تحقيق شعارات ثورة يناير، قال محمد البرادعي، نائب الرئيس المصري السابق: "إن ثورة يناير 2011 لم تحقق مطالبها للآن"، معتبرًا أن خطأها أنها لم تحكم من اليوم الأول لانتصارها على الرئيس الأسبق حسني مبارك، جاء ذلك في الجزء الثالث من لقائه على شاشة التلفزيون العربي ، حول رؤيته لحل الأزمة المصرية، مؤكدًا أن الخطأ الأساسي للثورة "أنها لم تحكم من اليوم الأول لانتصارها على مبارك، بجانب أن القوى المدنية تفككت ولم تتجمع على شخص أو ثلاثة في ظل أفيال كبيرة مثل المجلس العسكري وتيار الإسلام السياسي"، وأضاف : " بدلًا من المجلس العسكري (الذي أدار الفترة الانتقالية بعد تنحي مبارك حتى تسليم السلطة في يونيو 2012)، فكان لابد أن يكون هناك ممثلون للثورة، فالثورة لها شقان أنها تزيح نظام وتأتي بجديد، ولكنها أزاحت شخص مبارك ولم تحكم من اليوم الأول".

أسباب كثيرة&

في السياق ذاته قال الدكتور جمال زهران، أستاذ العلوم السياسية في جامعة بورسعيد وعضو سابق في مجلس النواب: "إن هناك أسبابًا كثيرةً وراء عدم &تحقيق &شعارات ثورة يناير الثلاثة (عيش- حرية - عدالة اجتماعية ) رغم مرور ست سنوات عليها، أولها عدم نجاح الثورة منذ البداية نتيجة سيطرة نظام مبارك &نفسه على السلطة ، وثانيها: أن الثورة المكملة لها المسماة بـ 30 يونيو 2013 هي في الأساس مضادة للأولى ، وإن كانت التصريحات الرسمية توحي بغير ذلك ، ولكنها تصريحات وتصرفات لا تعكس الواقع &المتمثل في عودة الماضي بكل ملامحه السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، وثالثها هو مفهوم النظام الحاكم وقيادته السياسية للعدالة الاجتماعية، بقصرها على رعاية اجتماعية محدودة للغاية لمعدومي الدخل ، ويرى النظام الحاكم &أن الدعم المقدم للخبز مثلًا عدالة اجتماعية ، في حين أنها كانت بمفهوم ثوار يناير توزيعا عادلا للثروة بين المواطنين دون تفرقة في الرواتب أو المناصب ".

أما عن شعار الحرية فأشار الخبير السياسي &ﻠـ"إيلاف" أن الحكومة نجحت في فقد &تخويف الشعب من الحرية والديمقراطية وقايضه بمعادلة الأمن مقابل الحرية مستغلًا في ذلك خوف الشعب من السيناريو السوري في ظل الحرب ضد الإرهاب التي تستغل لحمل الشعب على قبول المعادلة &نفسها&الأمن مقابل الحرية، وهناك ظروف خارجية ساعدت النظام على فعل ذلك منها ما يحدث في ليبيا، والرد الأميركي عن ملف الحريات مع تولي ترامب، ولأسباب أخرى.

نظام مبارك&

من جانبه، قال أمين إسكندر، القيادي في حزب الكرامة ﻟـ"إيلاف": "إن المصريين كانوا يأملون في أن تحقق لهم ثورة يناير الكثير من طموحاتهم وأحلامهم ، إلا أن فشلها أثرت بالسلب في المواطن العادي الذي بات يحلم بعودة أيام الرئيس المخلوع مبارك نظرًا لإحساس المواطن بالتراجع الكبير في الشعارات الثلاثة في الوقت الراهن، حيث شهد ملف الحريات تراجعًا كبيرًا عما كان في عهد مبارك، فهناك مئات الشباب داخل السجون نتيجة التعبير عن الرأي في بعض القضايا السياسية بحكم قانون التظاهر والكيانات الإرهابية".
&
وأرجع اسكندر سبب فشل ثورة يناير إلى سيطرة نظام مبارك على جميع المناصب القيادية في الدولة، فرجال أعمال وإعلاميو مبارك رجعوا للمشهد مرة أخرى وبشكل أكثر خطورة مما كانا عليه قبل ثورة يناير.

وأكد القيادي في حزب الكرامة، أن جميع القرارات الصادرة من جانب الحكومة حاليًا تعتبر شهادة بموت شعارات ثورة يناير نهائيًا ، فشباب الثورة في السجون ، وزادت حالات الفقر بين المواطنين ، كما ارتفعت الفجوة بين مستوى معيشة الشعب ، فالحكومة تعمل لصالح الأغنياء فقط، ومسألة العدالة الاجتماعية أبعد ما تكون عن فكرة النظام والحكومة.

وأكد اسكندر، أن هناك استراتيجية كاملة لتلويث الثورة، فهناك شخصيات حزبية وتنفيذية في الدولة تعمل على &تحميل ثورة يناير بالوقوف وراء الحالة الاقتصادية التي تمر بها البلاد، من أجل تبرئة فشلها في التغيير وتحقيق مطالب المصريين التي خرجوا من أجلها إبان ثورة يناير العظيمة. &

ظروف صعبة &&

على الجانب الآخر يرى الدكتور صلاح حسب الله، الخبير السياسي وعضو مجلس النواب، أن مصر تعرضت لظروف صعبة خلال السنوات الخمس الماضية سواء على المستوى الاقتصادي أم الأمني، والتي &كانت سببًا مباشرًا في عدم تحقيق شعارات ثورة 25 يناير بالشكل الذي يرضي الشعب المصري، متهمًا جماعة الإخوان المسلمين وقوى سياسية أخرى بالتورط بشكل مباشر في عدم تحقيق مطالب الثورة ، حيث تسببت فترة حكم محمد مرسي &خلال عام &بتراجع مصر في كثير من ملفات الحرية والديمقراطية ، ما &كان سببًا في خروج الشعب في ثورة 30 يونيو .

وقال عضو مجلس النواب ﻠـ"إيلاف": "إن الرئيس السيسي يعتبر إحدى نتائج ثورتي يناير ويونيو، وبالتالي فهو حريص على تنفيذ شعارات الثورة، وهناك خطوات إيجابية تمت في هذا الاتجاه لعل أبرزها محاربة بؤر الفساد، وهذا يعتبر تقدمًا كبيرًا في ملف العدالة الاجتماعية ، ولكن ما زال هناك تحديات كبيرة وسنوات لتحقيق كامل لشعارات ثورة يناير، في ظل ظروف اقتصادية صعبة والحرب على الإرهاب".&
&