بين القوات اللبنانيّة وحزب الله تواصل لم يصل حتى الآن إلى حدود الحوار والتلاقي الفعلي. ورغم أنهما بعيدان عن الفساد، والموجة واحدة بينهما في ما خص الشأن العام، غير أنهما يختلفان حول أمور كثيرة.

إيلاف من بيروت: في ظل انفتاح مختلف القوى السياسية في لبنان، وظهور تحالفات جديدة في البلاد، أدت إلى إنهاء الشغور الرئاسي، وتشكيل حكومة، يتحدث البعض عن بدء الكلام الرصين والجدي، لا التفاوض أو الحوار السياسي، بين حزب الله والقوات اللبنانيّة، من أجل تثبيت الاستقرار السياسي، خاصة أن الطرفين باتا يجلسان إلى طاولة مجلس الوزراء، ما يعني أنهما باتا شريكين في الحكم، ومن الطبيعي أن يتعاونا لتخفيف المشكلات القائمة في البلد، إن لم يكن بمقدورهما حلها بالتعاون مع الأطراف الأخرى.

بداية حوار؟
وإذا كان وزير الإعلام اللبناني (القواتي) ملحم الرياشي قد حلّ ضيفًا على الضاحية الجنوبية، وعلى مأدبة حزب الله بالتحديد، خلال تكريم رئيس تحرير صحيفة "السفير" طلال سلمان، فهذه المناسبة، بحسب مصادر الحزب، ليست بداية لا لتواصل ولا لحوار سياسي بين الحزب والقوات، بل مجرد دعوة إلى وزير الإعلام لتكريم إعلامي كبير، ومن الباكر جدًا الحديث عن حوار سياسي وعن ترقب نتائج سياسيّة للحوار، وكل ما حصل هو لقاء مع وزير الإعلام لمناسبة معيّنة، كما حصل لقاء على هامش جلسة لمجلس الوزراء بين وزير حزب الله محمد فنيش وبين وزير الصحة غسان حاصباني القواتي، للبحث في موضوع يخص الجلسة ليس أكثر.

في هذا الصدد يقول النائب طوني أبو خاطر (القوات اللبنانية) في حديثه لـ"إيلاف" إن "هناك عملية تواصل بين الطرفين، وحوارات طبيعية تحصل في مجلس النواب أو مجلس الوزراء، ولكن أي حوار سياسي لم يتوصل الفريقان إليه، لأن لكل طرف سياسي اتجاهه ومبادئه السياسية، ولم يتوصل الفريقان إلى أن يجلسا الى طاولة واحدة للتحاور في هذه الشؤون، لكن تبقى الحوارات التي تصبّ في مصلحة لبنان، بإرساء أسس للعهد الجديد، والفريقان لا يقصّران في القيام بها.

ويلفت أبو خاطر إلى وجود تجاوب بين الطرفين، لأن "الاثنين أصحاب عقيدة، وبعيدان عن الفساد، والموجة واحدة بينهما من خلال العمل المشترك في الشأن العام".

جسر تواصل
ولدى سؤاله ما هي الأمور التي يمكن أن تشكل جسر تواصل بين الطرفين؟، يجيب أبو خاطر أن "الاثنين مكونان أساسيان في البلد، ولديهما قناعاتهما، ومصلحة البلد هي التي تجمعهما، وقد يجري الحوار كما مع أطراف أخرى، ولكن التمايزات قد تبقى عميقة بين حزب الله والقوات اللبنانية".

وردًا على سؤال هل الانقسامات والخلافات بين الفريقين قد لا تمكنهما من الحوار في المستقبل؟، ما يراه أبو خاطر أنه "من خلال استمرارهما كما الآن في التواصل فقد يصلان إلى الحوار من خلال ترك الأمور تأخذ مجراها، يجب عدم العجلة، والمهم أن ينطلق لبنان من خلال الحوارات، وخصوصيات الأحزاب قد تصعب حلها بسهولة، ولا شيء ضمن المناخ العام يمنع من الحوارات والتفاهم".

دور رياشي
عن دور وزير الإعلام القواتي ملحمم رياشي في تقريب وجهات النظر بين الفريقين، حيث المعروف عن رياشي أنه كان عراب التقارب بين رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس الجمهورية اللبناني ميشال عون؟، يؤكد أبو خاطر أن رياشي أثبت أنه محاور ناجح، ونعوّل عليه كثيرًا من خلال موقعه في الحكومة، وقربه من سائر الوزراء، ومنهم بشكل خاص حزب الله، وهذا يشكل ميزة إيجابية في هذا الخصوص للتقريب في وجهات النظر بين القوات اللبنانية وحزب الله.

متى يُكسر الجليد اليوم بين القوات اللبنانية وحزب الله؟، يؤكد أبو خاطر أن العلاقات الرسمية قائمة، ويمكن اعتبار أن القوات اللبنانية وحزب الله قد تجاوزا الدرجة الثالثة في سلم العلاقات بينهما، ويجب أن نصبر في ما خص بعض المشاريع التي قد تتم رعايتها من الطرفين، ويبقى أبو خاطر متفائلًا في هذا الخصوص.
&