خاطب رئيس الوزراء حيدر العبادي اكراد العراق باللغة الكردية في رسالة اكد فيها انهم مواطنون من الدرجة الاولى، وتعهد بعدم السماح بالحاق اي أذى بهم وتقاسم رغيف الخبز سوية، فيما رد برلمان إقليم كردستان مشددًا على ان قرارات الحكومة والبرلمان الاتحادي لن تسري في الاقليم "الا بموافقتنا"، فيما دعا نائب الرئيس العراقي اياد علاوي الأمم المتحدة للتدخل وحث على حوار غير مشروط

وجه رئيس الوزراء حيدر العبادي، السبت، رسالة الى اكراد العراق قال فيها "أنتم مواطنون من الدرجة الاولى، ولن نسمح بإلحاق أي أذى بكم وسنتقاسم رغيف الخبز سوية".

وجاء في بيان لمكتب العبادي الذي نشر باللغة الكردية وتضمن الرسائل القصيرة للشعب الكردي، "الى شعبنا في اقليم كردستان، نحن ندافع عن المواطنين الكرد كما ندافع عن جميع العراقيين ولن نسمح باي اعتداء عليهم".

وأضاف مكتب رئيس الوزراء أن "السيطرة على إيرادات النفط في اقليم كردستان من قبل الحكومة الاتحادية هي لتأمين رواتب الموظفين في كافة مناطق الإقليم وبالكامل وحتى لا تذهب الأموال الى الفاسدين".

واوضح أن "الحكومة المركزية ستحافظ على كافة حقوق ومكتسبات المواطنين، من ضمنهم مواطنو كردستان"، مضيفًا أن اي قرار يصدر "سيأخذ في الاعتبار حقوق الشعب الكردي"، مؤكدا بانه لن يسمح "بأي تهديد يتعرض له مواطنو الإقليم".

وتابع مكتب العبادي أن "السيطرة على المنافذ الحدودية (البرية والجوية) في الاقليم من قبل المركز ليس الهدف منها تجويع الشعب الكردي ومنع استيراد المواد الغذائية وفرض الحصار على مواطني كردستان". 

وكان مكتب رئيس الوزراء اكد ان "الحكومة العراقية تحافظ على حقوق ومكتسبات جميع ابناء شعبنا، وبضمنهم ابناء الشعب الكردي، وان اي اجراء يتخذ تراعي فيه عدم المساس بهم"

وبدأ مساء الجمعة 29 سبتمبر 2017 فعليا تنفيذ قرار مجلس الوزراء القاضي بايقاف الطيران الدولي من والى الاقليم لحين نقل السيطرة على مطاري السليمانية واربيل الى سيطرة وادارة السلطة الاتحادية.

برلمان الاقليم يرد على بغداد : قراراتكم لا تسري في كردستان

في المقابل، اعتبر برلمان اقليم كردستان، السبت، القرارات التي صدرت عن مجلس النواب العراقي وعن الحكومة العراقية جراء استفتاء استقلال كردستان، بأنها عقوبة جماعية ضد الكرد، مطالبًا بتنفيذ نتائج الاستفتاء.

وذكر برلمان كردستان في بيان له مساء السبت 30 سبتمبر 2017 أن "إغلاق المنافذ الحدودية ليس من صلاحية الحكومة الاتحادية"، ودعا الى تنفيذ نتائج الاستفتاء الذي جرى يوم الاثنين الماضي في اقليم كردستان والمناطق المتنازع عليها.

واضاف البيان ان برلمان كردستان يرحب بأي خطوة تؤدي الى تعزيز الحوار بين بغداد واربيل، مثمنًا مبادرة المرجع الديني علي السيستاني بهذا الشأن".

وشدد على أن "هذه القرارات لا تسري على الاقليم الا بموافقة برلمان كردستان".

وجاء ذلك خلال الجلسة التي عقدت، بحضور 62 نائبا من أصل 111، للرد على قرارات الحكومة والبرلمان العراقيين بشأن استفتاء الاستقلال.

وأشار برلمان الاقليم في قراراته إلى أن إغلاق المنافذ الحدودية البرية والجوية ليست من سلطات الحكومة الاتحادية.

وصوت برلمان الاقليم بالاغلبية على مجموعة قرارات من ضمنها دعم حكومة الاقليم في رفض قرارات بغداد.

وفوض مجلس النواب العراقي خلال الاسبوع الماضي رئيس الوزراء حيدر العبادي باتخاذ سلسلة اجراءات ضد اقليم كردستان ردا على استفتاء الاستقلال الذي اجري يوم الاثنين الماضي.

ومن ضمن حزمة العقوبات التي من المقرر أن تتخذ ضد اقليم كردستان هي إعادة انتشار القوات العراقية في المناطق المتنازع عليها وتعليق الرحلات الجوية في مطاري أربيل والسليمانية وتسليم المنافذ الحدودية للحكومة المركزية مثل منفذ إبراهيم الخليل بين الحدود العراقية التركية ونفذي باشماخ وبرويز خان على الحدود العراقية الايرانية.

علاوي: أى شرارة ستحرق الجميع

هذا وقال رئيس إئتلاف الوطنية إياد علاوي، السبت ، إن التداعيات مخيفة في حال عدم احتواء الازمة بعد استفتاء استقلال كردستان الذي اجري يوم الاثنين الماضي.

وأضاف علاوي في مؤتمر صحفي عقده مساء السبت في العاصمة الأردنية عمان ان "مخاوفنا من انطلاق اي شرارة في كركوك إثر تداعيات الاستفتاء"، مشيرًا الى أنه "بعث برسالة الى الامم المتحدة من إجل استمرار المحادثات بين بغداد وأربيل".

وأكد رئيس إئتلاف الوطنية "مواصلة جهوده من أجل استمرار الحوار بين بغداد وأربيل"، مطالبًا في الوقت ذاته الامم المتحدة بـ"التدخل قبل فلتان الأمور".

واضاف أن "المشكلة في العراق ليست مشكلة الاستفتاء بل أن المشكلة تكمن في العملية السياسية"، موضحًا أن "كلاً من إيران وتركيا لا يمكنهما حل المشاكل في العراق".

علاوي حث رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني ورئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إلى التهدئة لنزع فتيل "الخطر القائم"، والبدء فورا بالحوار لحل الأزمة.

وقال علاوي، في المؤتمر انه ارسل يوم الجمعة رسالة الى بارزاني والعبادي بشأن المبادرة التي طرحها لحل الازمة الحالية. 

حوار غير مشروط

وأضاف، انه طرح على بارزاني والعبادي، ضرورة ان يجري الحوار بين اربيل وبغداد دون شروط، مشيرًا الى ان ما يحدث خطر وربما ينعكس على الجميع.

وشدد علاوي على ضرورة "توخي الحذر وعدم التصعيد والركون الى الهدوء والحوار المنطقي الذي يصب في وحدة العراق وسلامته وتحقيق الدولة المدنية".

وأشار إلى عدم جواز الانفراد بالحوار من قبل أي جهة كانت، مبينًا أن "هذا حصل حين جاء الوفد الكردي الى بغداد، وكان الجزء الاكبر من وفد بغداد من التحالف الوطني".

وأعرب علاوي عن أمله بأن تساهم الصحافة في نقل الحقائق والعمل على تهدئة التوتر لا تأجيجها.

علاوي: التقسيم أو الحوار

ولفت إلى أن "اشراك الأمم المتحدة في الحوار بين اربيل وبغداد، ضروري لقطع الطريق امام الدول الاقليمية للتدخل في الشأن العراقي، بما يضمن الوصول الى حلول تؤمن وحدة العراق وسلامته ويحقق الدولة الاتحادية".

وأضاف علاوي ان "استفتاء اقليم كردستان تم بعد فشل الاطراف السياسية والمجتمع الدولي في منعه، وهو نتيجة طبيعية للمناخ السياسي السائد في العراق".

وتابع أن "المطلوب هو الذهاب الى حوار حول الحلول، اما ان نذهب الى تقسيم البلاد، او نتفق على الحفاظ على وحدة العراق".

وشدد علاوي على ان "الدستور الحالي مُقسِم للعراق وليس موحدًا له، وكتب على عجالة وخلال ثلاثة أشهر، واشتركت جهتان بشكل اساسي في كتابة الدستور وهما الكرد والشيعة، وبمعزل عن الآخرين".

وكان نائب رئيس الجمهورية إياد علاوي قدم، الجمعة، مقترحًا من ست نقاط لرئيس الوزراء حيدر العبادي ورئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني، داعيا إياهما إلى فتح باب الحوار "دون شروط مسبقة"، فيما شدد على ضرورة إيقاف التصعيد والحملات الإعلامية وتجنب أي صدام مسلح في المناطق المتنازع عليها.

وتضمن مقترح علاوي ستة مبادئ هي "فتح باب الحوار دون شروط مسبقة لأي طرف" و "ان يكون سقف الحوار هو دستور جمهورية العراق" و "دعوة الامم المتحدة بدعم الحوار ومطالبة الامين العام ان يبعث ممثلاً مدعومًا بفريق من الخبراء"، و"ايقاف التصعيد والحملات الاعلامية والقرارات التي تتسبب في مزيد من التوتر"، و"بذل اقصى الجهود لتجنب اي صدام مسلح في المناطق المختلف عليها وفي مقدمتها محافظة كركوك وحقن دماء العراقيين جميعاً" و"ايجاد الحلول الوطنية والابتعاد عن التدخلات الخارجية لدول الجوار التي من شأنها تعميق الازمة وسحب العراق الى المزيد من التجاذبات والتوترات".

المطلك يدعو الى ثورة دستورية

من جهته، دعا رئيس ائتلاف العربية صالح المطلك الى احداث "ثورة دستورية" وإجراء تعديلات عاجلة واعادة النظر فيه وتقويم العملية السياسية بشكل شامل مشدداً على تعزيز المدنية وتحقيق العدالة للحفاظ على أمن وسلامة العراق.

وقال المطلك خلال لقاء مع عدد من سياسيي ومستشاري تحالف القوى الوطنية "طالما حذرنا في اكثر من مناسبة من ثغرات ومشكلات في الدستور العراقي ودعونا الى أهمية اجراء تعديلات تضمن سلامة البلاد ووحدة أراضيه".

وأضاف "ما زلنا اليوم نحمل مجلس النواب والسلطتين القضائية والتنفيذية مسؤوليتهم التأريخية إزاء ما يحصل بين الحين والآخر من محاولات تندرج ضمن أطر العناد السياسي وسباقات لَي الأذرع وتصفية حسابات شخصية ، بين بعض السياسيين ما يعرض وحدة البلاد وأمنها المجتمعي للخطر والتشوه من جديد".

وبخصوص ازمة اقليم كردستان تحديداً، أبدى المطلك استعداده للتوسط بين المركز والإقليم "مجدداً رفضه القاطع لنتائج الاستفتاء".

واعتبر الاستفتاء "نتيجة حتمية للسياسات الخاطئة والتخبط التي اتسمت بها المراحل السابقة".

وقال المطلك "الاوان قد حان لإجراء مكاشفة صريحة وانهاء حالة التفسيرات الكيفية للدستور ولا بد من عمل جاد وسريع وحتمي لتشذيب بعض فقراته لضمان وحدة الشعب والوطن".

ودعا المطلك الكتل السياسية الى ابداء مرونة وجدية في حلحلة المشكلات العالقة ، وان تتحمل جميع السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية مسؤوليتها التأريخية للحفاظ على وحدة الشعب.

فالون يدعو بارزاني لحوار جاد مع بغداد

ووجه وزير الدفاع البريطاني، مايكل فالون، السبت، رسالة إلى رئيس إقليم كردستان، مسعود البارزاني، وحثه فيها على البدء في مفاوضات جدية مع بغداد والدول الإقليمية، خصوصاً بعد اجراء الاستفتاء المثير للجدل.

وقالت رئاسة إقليم كردستان، في بيان اطلعت "إيلاف" على نسخة منه ان "رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني تلقى رسالة من وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون بشأن استفتاء استقلال الاقليم الذي عقد في 25 سبتمبر الجاري".

وأضاف البيان، أن "الوزير البريطاني أشار إلى أهمية قوات البيشمركة في الجهود المشتركة لتخليص المنطقة من إرهابي تنظيم داعش".

ونقل عن فالون قوله "الآن بعد إجراء الاستفتاء، أود أن احثكم على وجوب البدء في مفاوضات جدية مع بغداد وجيرانكم والسعي من أجل التوصل إلى حل مقبول للجانبين بطريقة هادئة".

وأشار إلى أن "وزير الدفاع البريطاني شجع الرئيس بارزاني على مواصلة التنسيق بين قوات البيشمركة والقوات العراقية في الحرب ضد إرهابي داعش".

مجلس الاستفتاء الى مجلس الاستقلال

هذا وأفاد مصدر مطلع يوم السبت بأن المجلس الاعلى للاستفتاء في اقليم كردستان سيجتمع غدًا الاحد برئاسة مسعود بارزاني رئيس الاقليم.

وسيكون الاجتماع غدًا أول اجتماع للمجلس منذ إجراء استفتاء استقلال اقليم كردستان عن العراق.

وقال المصدر لـ "إيلاف"، إن "المجلس الأعلى للاستفتاء في كردستان سيجتمع غدًا بإشراف بارزاني لتغيير اسمه"، وابلغ المصدر "إيلاف" ان المجلس سيكون اسمه "مجلس الاستقلال".

وأوضح المصدر أنه سيصار إلى تغيير اسم المجلس بعد اجراء الاستفتاء بالفعل يوم الاثنين الماضي، متوقعًا ان يتولى هذا المجلس مستقبلا القرارات الخاصة بالمفاوضات مع بغداد والعلاقات مع دول الجوار وصولاً في النهاية للاستقلال عن العراق.