إيلاف - متابعة: واصلت الصحف العربية تسليط الضوء على الجدل الذي أثارته السعودية بقرارها السماح للمرأة بقيادة السيارة، وركز كتّاب ومحللون على محاذير يجب الوقوف عندها من أجل تطبيق هذا القرار التاريخي.

وأكد رئيس هيئة الأمر بالمعروف السابق الدكتور عبداللطيف آل الشيخ، أن "لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز رؤية بعيدة، وهو الرجل الملم بدينه ويتصف بصفات كثيرة أبرزها خوفه على دينه ووطنه، وعايش المملكة منذ بداياتها، وأصدر أمره بالسماح للمرأة لقيادة السيارة بعد مشاورة أهل العلم والاختصاص من هيئة كبار العلماء ولم يخالف شرعًا بل أعطى حقا".

وأكد آل الشيخ، في تصريحات نقلتها الصحافة السعودية "عدم الاكتراث بما يحاول بعض ضعاف النفوس في الخارج التشويش على المملكة في هذا القرار، وهم مدفوعون من جهات نعلم هدفها في زعزعة الأمن وخلخلة ترابط المجتمع"، مشدداً على "ضرورة أن يكون المرور على مستوى المرحلة بتطبيق الأنظمة بصرامة حيال متجاوزي النظام من قائدي المركبات رجلاً أو امرأة لحماية الجميع ومنع أي تجاوزات ضد المرأة خلال قيادتها المركبة لاطمئنان الأسر على أبنائها وبناتها".

وأوضح أنه "تمت في هذا الأمر مراعاة مصلحة الأمة لأمور كثيرة أبرزها الاستغناء عن السائق الأجنبي، كما أن الشرع لا يمنع ذلك، وهي التي كانت تقود الجمال والدواب في الصحراء قديماً لقضاء مستلزماتها"، مشيرًا إلى أن قيادتها للمركبة "أحفظ لها من أن يقودها أجنبي، أو أن تقف على قارعة الطريق لتركب مع قائدي الأجرة"، وفقًا لصحيفة عكاظ.

وتابع آل الشيخ: "القرار اختياري للمرأة وليست مغصوبة عليه، وإذا احتاجت لقيادة المركبة ستكون وفق ما أوضحه الأمر السامي ووفق الترتيبات اللازمة والأنظمة المعمول بها، وهي تراعي كامل خصوصيتها وحقوقها وفق الآداب الشرعية".

في صحيفة الشرق الأوسط اللندنية، كتب مشاري الذيدي: "انتهت القصة، لتبدأ قصة أخرى أكبر وأهم، تتعلق بسنّ القوانين الضابطة للمتحرشين والمعتدين - متوقع أن يجدوا من يسوّغ لهم فعلاتهم - لردع من يستحق الردع، وصون القرار من أعداء القرار".

ورأى عبدالله المناعي في صحيفة أخبار الخليج البحرينية أنه "ليست فقط المملكة العربية السعودية هي التي عليها الاستعداد لتنفيذ الأوامر الملكية الصادرة عن خادم الحرمين الشريفين بخصوص قيادة المرأة، ولكن على البحرين الاستعداد لها أيضًا. فقرار قيادة المرأة من شأنه أن يمنح الكثير من الفرص للبحرين والبحرينيين منذ وقت تنفيذه، إذا تواجدت البنية التحتية اللازمة للتعامل مع الزيادة المتوقعة في الطلب على بعض الخدمات".

وأضاف المناعي: "من المتوقع أن تزيد أعداد النساء المقبلات على تعلم القيادة، وفِي الغالب فإن النساء سيطلبن معلمات من الإناث. ولذلك لدينا نحو عام لزيادة أعداد النساء العاملات مدربات للقيادة".

واقترح فهد الدغيثر في الحياة اللندنية أن تضع السعودية للشرطة والمرور "خطة جديدة متكاملة تعتمد في أركانها على كل التفاصيل المعمول بها في الولايات الأميركية أو الكندية. ومع صدور القرار التاريخي العظيم الذي سمح للمرأة بقيادة السيارة، يصبح هذا الاقتراح أو غيره أكثر إلحاحاً".

هند المطيري نشرت في صحيفة الوطن السعودية تقول: "القرار الشجاع، الذي غايته تطوير المجتمع والنهوض به، يحتاج إلى وقت، يكفل سلامة التنفيذ وتوفر اشتراطاته المناسبة، ففي الحكومات الكبيرة، لا مجال لقرار يُعتمد اليوم وينفذ غداً".

وقال أحمد عبد التواب في الأهرام المصرية: "من المتوقع أن تَحدث نقلة نوعية اجتماعياً وسياسياً في المملكة السعودية نتيجة تطبيق مرسوم الملك سلمان ... من الضرورة أن يحرر واضع القرار في كل الدول الإسلامية نفسه من قيد الحصول على موافقة [رجال الدين] على كل قرار يتخذه، وأن تكون المرجعية الأخذ بقاعدة العمل على تحقيق مصالح المسلمين، وهو هدف لا يتعارَض بداهة مع روح الشرع".

وفي سياق متصل، رأى خير الله خير الله في الرأي الكويتية أن القرار يعني على الصعيد الداخلي "أنّ هناك استيعابًا للتحديات التي تواجه المملكة ذات المجتمع الشاب. اعمار أكثرية مواطنيها دون سن الثلاثين، وهؤلاء يواجهون تحدّي البرامج التعليمية فيها. ماذا يتعلّم هؤلاء الشباب؟ ما القيم التي ستتحكّم بحياتهم وهل يعون اهمّية الانتماء الى ثقافة الحياة والترفيه، وليس الى ثقافة الموت التي تحاول ايران تصديرها لتبرير سياستها العدوانية تجاه كلّ ما هو عربي في المنطقة؟"

أما جميل الذيابي فكتب في "عكاظ": وبما أنه لم يحن بعد الوقت الملائم لدرس وتعديد المكاسب الاجتماعية والاقتصادية التي ستجنيها البلاد من السماح بقيادة المرأة السيارة، إلا أنه يمثل ضربة في مقتل للمنظمات والهيئات التي تقتات من الإساءة لسمعة المملكة. فجاء قرار الملك سلمان ليحرق تلك الورقة. ولاحظنا أن الصحف الأميركية والبريطانية... تناولت القرار بتعاطف كبير مع المملكة، وشددت على أنه يعتبر بياناً عملياً بجدية السعوديين في تحديث بلادهم، وتحقيق رؤيتهم الاقتصادية والمجتمعية الطموحة. وكان كبار زعماء العالم أول من أعربوا عن سعادتهم بالقرار، خصوصاً الرئيس دونالد ترمب، ورئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.

وخلص الذيابي إلى أنّ "السعودية بعد 26 سبتمبر 2017، لم تعد كما كانت قبله. وقد كانت عضو مجلس الشورى الدكتورة لطيفة الشعلان، وهي أبرز المدافعات عن ملف قيادة المرأة، محقة تماماً في وصفها مجلس الشورى، في جلسة (الأربعاء)، بأنه «متخلف بسنوات ضوئية عن الحكومة».