«إيلاف» من لندن: اشترطت الحكومة العراقية لإجراء حوار مع سلطات اقليم كردستان الغاءها لنتائج "الاستفتاء غير الدستوري"، ودعتها لايقاف التصعيد في المناطق المتنازع عليها، مشيرة الى ان اجراءات البرلمان والحكومة العراقيين تجاه سلطات الاقليم لا تستهدف المواطنين .. فيما اكدت رئاسة اقليم كردستان امتعاضها واستياءها من عدم اعتراف الولايات المتحدة باستفتاء الاقليم على الانفصال ورفضها لنتائجه.

وشدد سعد الحديثي، المتحدث باسم رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، على ضرورة "قيام الاقليم بالغاء نتائج الاستفتاء المخالف للدستور ومن ثم الدخول في حوار جاد لتعزيز وحدة العراق"، وطالب الاقليم "بايقاف التصعيد والاستفزاز في المناطق المتجاوز عليها من قبل الاقليم"، في اشارة الى ممارسات السلطات الكردية في كركوك ومناطق من محافظات ديالى وصلاح الدين والموصل دأبت على تهجير العائلات العربية والاعتداء على مقرات الجبهة التركمانية واحزابها، كما نقل عنه بيان صحافي لمكتب اعلام رئاسة الحكومة في بيان صحافي اليوم تابعته "إيلاف".

كما دعا الاقليم الى تأكيد التزامه بالدستور وقرارات المحكمة الاتحادية التي قضت بعدم دستورية استفتاء الاقليم، الذي اجري في 25 من الشهر الماضي..

وكان المجلس الاعلى لاستفتاء إقليم كردستان في اجتماع برئاسة الاقليم مسعود بارزاني في اربيل امس، قد اعلن عن تغيير اسمه الى"المجلس السياسي الاعلى" للإقليم ليتولى الحوار مع بغداد والدول الأخرى، وذلك بعد انتهاء عملية الاستفتاء على الانفصال التي جرت الاثنين الماضي.

وقال عضو المجلس خليل إبراهيم في مؤتمر صحافي، إن كردستان جزء من العراق "حتى اللحظة لكن الاستقلال سيبقى من إستراتيجية الإقليم. واكد ان الاقليم يرغب "بالحوار مع بغداد وجميع الأطراف الإقليمية والدولية وبأجندات مفتوحة ومستعدون لبحث كافة المسائل والاستقلال سيبقى من إستراتيجيتنا" .. وشدد بالقول: "نحن جزء من العراق والعراق بلدنا حتى هذه اللحظة".

العبادي: اجراءات الحكومة تجاه الاقليم تهدف الى الحفاظ على وحدة العراق

 وعلى الصعيد نفسه، اكد العبادي ان اجراءات البرلمان والحكومة العراقيين ضد سلطات اقليم كردستان لا تستهدف مواطني الاقليم. وقال خلال اتصال هاتفي اجراه معه الامين العام للجامعة العربية أحمد ابو الغيط، "اننا لن نسمح للخلافات ان تؤثر على حربنا ضد عصابات داعش الارهابية، حيث تحقق قواتنا البطلة انتصارات كبيرة هذه الايام وتحرر الاراضي". واضاف ان "ما قمنا به مع اقليم كردستان هو اجراءات دستورية وقانونية للسلطة الاتحادية من اجل الحفاظ على وحدة العراق ولا نريد منها معاقبة مواطنينا في الاقليم".

ومن جهته، أشاد أبو الغيط بـ"الانتصارات العراقية على عصابات داعش الارهابية وتحرير الاراضي العراقية".. مؤكدًا على "اهتمام الجامعة العربية الكبير بالاوضاع في العراق وبالحرب على داعش والحفاظ على وحدة البلد". وشدد على رفض الجامعة العربية للاستفتاء غير الدستوري في اقليم كردستان وتمسكها بوحدة العراق"، كما قال بيان صحافي لرئاسة الحكومة اطلعت عليه "إيلاف" الاثنين..

وكان مجلسا النواب والحكومة العراقيان قد اصدرا قرارات بدأ تنفيذها الجمعة الماضي، قضت بحظر الرحلات الجوية الدولية من والى الاقليم، وهو الأمر الذي رفضته حكومة كردستان واعتبرته عقابًا جماعيًا.

اربيل تؤكد امتعاضها لرفض واشنطن لاستفتاء الانفصال

اكدت رئاسة اقليم كردستان العراق امتعاضها واستياءها من عدم اعتراف الولايات المتحدة باستفتاء الاقليم على الانفصال ورفضها لنتائجه.

وانتقدت رئاسة إقليم كردستان بشدة موقف وزارة الخارجية الأميركية من استفتاء استقلال الاقليم عن العراق، معبرة عن أملها بأن تراجع الولايات المتحدة الأميركية موقفها، وتشارك في المباحثات السلمية بين اربيل وبغداد.

وقال المتحدث باسم الرئاسة أوميد صباح في بيان صحافي الاثنين، اطلعت على نصه "إيلاف" "نود ان نبلغ الجميع مدى استياء وامتعاض شعب كردستان من البيان الذي صدر يوم الجمعة الماضي من قبل وزير الخارجية الاميركي السيد ريكس تيلرسون حول استفتاء استقلال كردستان" والذي كان اكد فيه عدم اعتراف بلاده بإستفتاء الاقليم..

وأضاف أن موقف تيلرسون يأتي "على الرغم من الدعم المستمر والتأييد الدائم لهذا الشعب للولايات المتحدة الاميركية وبالاخص في الحرب ضد داعش و حرب اسقاط نظام صدام حسين". وقال: "كان على الولايات المتحدة الاميركية ان تقدر وتحترم قرار وارادة شعب كردستان للاستقلال، حيث بلغت نسبة المطالبين بها من هذا الشعب اكثر من 92 في المئة في استفتاء حر وشفاف وسلمي في الخامس والعشرين من سبتمبر لهذا العام".

وأشار إلى أنه "تم الاعلان عن اجراء هذا الاستفتاء من قبل السيد رئيس اقليم كردستان، ونال شرعيته بعد اقراره من قبل برلمان كردستان". واوضح ان الاستفتاء شرعي حيث ان الدستور العراقي لا يمانع اجراء الاستفتاء بالاعتماد على العديد من الفقرات التي تم اقرارها في هذا الدستور. وقد منح الاستفتاء فرصة لشعب كردستان لممارسة حق تقرير المصير كما تم اقراره في ميثاق الامم المتحدة واتفاقيتين دوليتين اعقبتا ميثاق الامم المتحدة 

واضاف المتحدث قائلاً "مع كل التقدير والاحترام للموقف الايجابي للولايات المتحدة حول عدم الرد على الاستفتاء باستخدام العنف لكن وللاسف فإنها لم تتحرك ولا اية دولة أخرى ضد الحكومة العراقية لوضع حد للتجاوزات الدستورية والقانونية والتعامل الخاطئ لبغداد مع إقليم كردستان منذ اقرار الدستور في عام 2005 وحتى اليوم".

وعبر المتحدث باسم رئاسة اقليم كردستان عن الامل في أن "تراجع الولايات المتحدة الاميركية موقفها وان تؤيد المطالب الشرعية لشعب اقليم كردستان، وان تشارك في المباحثات السلمية بين اربيل وبغداد".

 وكان وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون قد اكد الجمعة الماضي أن بلاده "لا تعترف" بالاستفتاء "الاحادي" لاستقلال كردستان العراق ودعا جميع الاطراف الى "الحوار" وضبط النفس. واضاف ان "التصويت والنتائج يفتقران الى الشرعية ونواصل دعمنا عراقًا موحدًا اتحاديًا ديمقراطيًا ومزدهرًا". وتابع ان واشنطن "تدعو جميع الاطراف، بمن فيهم جيران العراق، الى رفض أي خطوة احادية وأي استخدام للعنف". كما اعرب تيلرسون عن "القلق أيضًا حيال العواقب السلبية المحتملة لهذه الخطوة الاحادية".

وقال: "نحض السلطات الكردية العراقية على احترام الدور الدستوري للحكومة المركزية، كما نحض الحكومة المركزية على عدم التهديد او حتى التلميح إلى احتمال استخدام القوة". وطالب جميع الجهات الفاعلة بـ"التركيز على محاربة" تنظيم داعش.