بعد استفتاء إقليم كردستان، يسعى اقليم كاتالونيا الاسباني إلى الانفصال أيضا، وهو ما يطرح تساؤلات عن أسباب تلك النزعات الإستقلالية والإنفصالية وهل يمكن أن تصل شرارتها إلى المنطقة العربية عموما ولبنان خصوصا.


بيروت: بعد إقليم كردستان ها هي كاتالونيا تهدد بالانفصال عن اسبانيا فما مصير كل هذه الحركات التحررية والإنفصالية وهل يكون لها ارتداداتها في المنطقة عمومًا ولبنان خصوصًا؟

يؤكد الكاتب والإعلامي عادل مالك في حديثه لـ"إيلاف" إننا نعايش في أيامنا الحالية فترة زمنية تشهد فيها أحداثًا تاريخية ومصيرية، والحركات الإنفصالية تعود إلى عشرين عامًا ماضيًا، لكن اليوم ما نشهده فهو تقسيم للمنطقة، في مرحلة متقدمة جدًا، الأمر الذي أثار الإهتمام و"الرعب" لدى بعض الأوساط، على حدّ تعبيره.

ويلفت مالك إلى "أننا نتحدث عن واقعتين اليوم كردستان العراق وكاتالونيا إسبانيا، أما بالنسبة لكردستان فالقصة تبقى قديمة جديدة، فحتى عندما كان الرئيس العراقي السابق صدام حسين يحكم العراق وبعد اشتباكات عنيفة بين صفوف الأكراد، أمكن التوصل مع حكم صدام حسين في حينه إلى صيغة معينة أقرب ما يكون إلى حكم ذاتي من جانب الأكراد".

التقسيم والإستقلال

ومنذ 10 سنوات وكردستان العراق تحاول أن تركز أساس دولة انفصالية جديدة وتقيم علاقات طبيعية وجيدة مع الدولة العراقية، ولكن نزعة التقسيم والإستقلال الذاتي هي التي تميزها.

ويؤكد مالك أنه في كردستان العراق "نتحدث عن انتفاضة كبيرة للأكراد بعد معاناة طويلة، الأمر الذي ووجه بالعديد من الأطراف المعادية للموضوع، لهذا التمدد القومي، لأنه في حال تكريس استقلال كردستان العراق فإنّ الأمر سوف يتفشى في دول المنطقة، وعمليًا نتحدث عن الأكراد في تركيا وفي إيران وسوريا".

وكردستان العراق ستواجه بعض الصعوبات على صعيد تركيب الدولة الجديدة، ولكن رغم كل التهديدات من هنا وهناك فكلها لن تجدي نفعًا في تراجع الأكراد عن تطلعاتهم نحو حكم ذاتي.

وبحسب مالك، فالإستفتاء وبالأكثرية الساحقة التي حصل عليها لا يمكن تجاهله ولا يمكن تجاهل الرغبة الشعبية العارمة داخل الصفوف الكردية بالإستقلال.

سلبيات وإيجابيات

وبخصوص إيجابيات الحركات الإنفصالية في العالم وسلبياتها، يرى مالك أن هذا الموضوع يبقى إشكاليًا بصورة كبيرة، بين المبدأ والتطبيق، فهناك فريق يرى أن النزعة للإستقلال لن تكون عملية سهلة على الإطلاق، في حين أن الرأي الآخر يبقى متحمسًا جدًا لممارسة السلطة الفردية والذاتية، ويعطي دلائل حول الموضوع على أن أهم الدول في هذا العالم تبقى فيها النزعة القومية تطغى على أي اعتبار آخر، على سبيل المثال لا الحصر الولايات المتحدة الأميركية وسويسرا في أوروبا، فالدول الأوروبية خاضت حروبًا طويلة منذ ما يزيد على مئة عام أو أكثر حيث تم تغليب الجناح العرقي أو المذهبي والطائفي، واتضح لمعارضي النزعة الإستقلالية ان إرادة الشعوب هي التي تنتصر في النهاية رغم كل التضحيات.

ارتدادات

أما بخصوص وصول ارتدادات النزعة الإستقلالية إلى دول في المنطقة العربية من بينها لبنان، يلفت مالك إلى أن التاريخ يشير إلى أن انطلاق شرارة الحرب الأهلية في 13 إبريل 1975، كانت تشير إلى نزعة استقلالية، وكان هنالك مخططات للبدء بالتقسيم في المنطقة، ولكن مع انقضاء الوقت فشل برنامج التقسيم في لبنان، لكن المخطط تابع مسيرته فانتقل الى العراق.

يضيف: "سيتم تكريس النزعة الإستقلالية هناك، رغم تأكيد مسعود برزاني رئيس إقليم كردستان أن العلاقات سوف تكون شبه طبيعية مع الحكومة المركزية في بغدادث.

وختم: "نحن نعيش مخططا تفتيت للمنطقة وتقسيمها ونشهد تحركات انفصالية بدءًا من كردستان العراق ونرى ما يشبه خروج النزعة الذاتية لتطفو على صفحة الأحداث".