اميان: أطلق الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون المتهم بإعطاء الاولوية للأكثر ثراء مبادرته الاجتماعية الثلاثاء بلقاء في اميان شمال فرنسا مع عمال مصنع خيمت مشاكلهم على الحملة الانتخابية الرئاسية.

وكان الرئيس المنتخب في مايو وعد بالعودة إلى المدينة مسقط رأسه وخصوصا الى معمل لمجموعة "ويرلبول" الأميركية للأدوات الكهربائية المنزلية حيث تلقى اثناء حملته الانتخابية استقبالا غاضبا بين الدورتين الرئاسيتين.

فبعدما كان المصنع مهددا بالاغلاق آنذاك، اشترته شركة "دبليو ان" التي يفترض ان تستحدث فيه 277 وظيفة جديدة. لذلك بدت الأجواء أكثر ارتياحا مع هذه الزيارة الثانية لماكرون الذي قدم الثلاثاء لمخاطبة العمال وممثلي النقابات.

وقال الرئيس الفرنسي "كما تعرفون بقينا لسنوات نفرض ضرائب على الناس التي تنجح ثم قمنا بتشديد الاجراءات في سوق العمل. فماذا فعلنا؟ خطط اجتماعية جيدة مع الكثير من الوظائف المؤقتة".

واضاف "لا اريد هذا لبلدي وخصوصا لمنطقتي" في إشارة إلى اميان مسقط رأسه. من جهته، صرح ممثل نقابة الاتحاد الفرنسي الديموقراطي للعمل باتريس سينوكيه مرحبا "لدينا اليوم شركة جديدة ستتخذ مقرا في الموقع، وهذا يسعدنا طبعا. (الرئيس) ماكرون وعد بالعودة، وها هو ينفذ وعده".

كذلك أشاد نائب حزب اليسار المتطرف "فرنسا المتمردة" فرانسوا روفان بموقف السلطات "الحريص" مضيفا "لكن يجب الا ننسى الاضرار التي تسببت بها العولمة وما زالت". واعتبر ماكرون (39 عاما) ان الزيارة تندرج في اطار مبادرة ترتبط بالمستوى الاجتماعي بعد ان انتقد مؤخرا باعتباره "رئيس الاثرياء".

وفي وقت تشدد فيه النقابات لهجتها ضد اصلاح قانون العمل، تعرض ماكرون ايضا للنقد بسبب مشروعه لاصلاح الضرائب وخصوصا الضريبة على رأس المال الذي يريده ان يقتصر على الاملاك العقارية.

"ثراء سريع"

ونفى ماكرون في تصريحات صحافية في اميان ممارسة سياسة لفائدة الاثرياء. وقال "الكثير من الناس الذين ينددون (بالاثرياء) هم من الاثرياء احيانا اذا تمعنا في الاحصائيات، ففي بلادنا تصبح ثريا بسرعة كبيرة".

وأضاف "من هم الناس الذين يستثمرون؟ هم اناس مستعدون للمخاطرة ويكسبون حين يأتي جراء هذه المخاطر، نجاح" منتقدا "هذه التعابير الجاهزة التي يحب اصحاب المشاعر الحزينة من الفرنسيين الغرق فيها".

وتحدث الرئيس عن اجراءات لمساعدة الأشخاص الأفقر، خاصة فيما يتعلق بخفض الاقتطاعات من الأجور والتي "ستزيد القدرة الشرائية لجميع العمال" إلى جانب إلغاء ضريبة السكن التي سيستفيد منها افراد الطبقة المتوسطة". 

وأضاف أنه "بالنسبة للأكثر ضعفا، التضامن ضروري" مؤكدا على "التزاماته" حيال الإعانات للبالغين العاجزين. 

ومن المقرر ان يفتتح الرئيس الفرنسي بعد زيارة مصنع "ويرلبول" موقعا جديدا لمجموعة "آمازون" في المنطقة، ما يشكل فرصة للاشادة بفرص العمل الجديدة التي توفرها الشركات العملاقة في عالم الانترنت والتكنولوجيا، ولو انه يسعى الى زيادة الضرائب عليها.

كما يزور الرئيس الفرنسي الاربعاء في ايغليتون (وسط) الحرم الجامعي الجديد للمدرسة التطبيقية لمهن الاشغال العامة.

وصرح الخبير في معهد هاريس انتراكتيف جان دانيال ليفي ان "ايمانويل ماكرون شهد تحسنا في استطلاعات الرأي في سبتمبر وخصوصا في أوساط اليمين، وبنسبة أقل بكثير بين الفئات الشعبية. بالتالي من مصلحته الامساك بزمام الامور في هذا المجال والتواصل مع المواطنين، وهذا امر نجح فيه حتى الان".