مدريد: بدا الكاتالونيون من أنصار الاستفتاء ومعارضيه موحدين في حزنهم وزادت اللحمة بينهم بعد قمع الشرطة الاسبانية استفتاء تقرير المصير المحظور الاحد، لكنهم بدوا أكثر ميلا للحوار منه للمواجهة مع مدريد.

وعند مداخل المكاتب وامام اكشاك الصحف وفي المقاهي او في طوابير التسوق، بدا القلق في كافة النقاشات ببرشلونة. ودخل انتونيو كريسبو (85 عاما) وهو اسكافي متقاعد عاد للجامعة لنيل شهادة ماجيستر في الفلسفة، في حوار مع طالب آخر في ردهة الكلية بين درسين.

وقال "اشعر بالكثير من الالم والقلق بعد ما حدث".

وتتالت في وسائل الاعلام ومواقع مشاهد الشرطيين الاسبان وهم يتعاركون مع من كانوا يسعون لمنعهم من مصادرة صناديق الاقتراع ويسحبوهم احيانا من الشعر او يضربوهم بالهراوات او يطلقون الرصاص المطاطي.

 وبحسب حكومة كاتالونيا فان نحو 900 شخص تلقوا العلاج من أجهزة الاسعاف. كما احتاج نحو 40 شرطيا لمساعدة فورية، بحسب وزارة الداخلية الاسبانية. وأضاف كريسبو "ان كل هذا اصاب روح هذا البلد. لا اقول ان الامر يشكل اهانة لان هذه الكلمة بالغة الخطورة، خصوصا داخل ديموقراطية. لكني مقتنع اننا جرحنا سواء انصار نعم او انصار لا".

من جانبه قال سيرغي كابيلي (50 عاما) وهو مؤسس وكالة تصميم ودعاية في برشلونة حيث كان يستعد لعقد مؤتمر صحافي، "لا توجد كلمات يمكن ان تصف ما حدث امس، انه امر مشين".

وقال انه امضى يوم الاحد في الشارع يلتقط صورا واكد انه ضد استقلال كاتالونيا، لكنه يشعر ب "السخط". واضاف "لا يجب ان يفوق العنف حرية ممارسة التصويت والتعبير والتقرير".

من جانبه قال الخبير الاقتصادي جوردي البريتش (58 عاما) وهو من وجوه عالم الاعمال "اليوم اعتقد انه هناك وحدة بين اناس حزانى في كاتالونيا". وبعض الكاتالونيين الذين لم يكونوا يرغبون في التصويت، غيروا موقفهم.

وهذا حال جوليا مايايو وهي ممرضة (26 عاما) التي كانت غادرت للبحث عن عمل في المملكة المتحدة اثناء الازمة الاقتصادية الاسبانية وعادت الى برشلونة قبل اسبوع بعد ثلاث سنوات امضتها في بانغور في ويلز.

وقالت "لا اؤمن بكاتالونيا مستقلة خارج الاتحاد الاوروبي" و"انا القادمة من انكلترا ومن بريكست، ارى ان الامر سيكون تكرار الخطأ ذاته". واضافت "لكن الان لن اقول +لا+ بشكل تام لاني لا اريد ان اعرف شيئا عن الحكومة الحالية حكومة راخوي الذي يتحدث بلا توقف عن الديمقراطية ثم يمارس مثل هذه الممارسات".

والاحد أصيبت شقيقتاها البالغتين من العمر 16 و18 عاما، بالرعب ازاء اقتحام عناصر الشرطة مكتبي تصويت تطوعتا للعمل فيهما. لكن صديقتها كرستينا دوناتي (مدرسة-26 عاما) لا ترى ان ما حدث الاحد هو ما يعمق الهوة بين كاتالونيا وباقي مملكة اسبانيا، بل حكومة مدريد التي تعتبرها مسؤولة عن افعال الشرطة.

وقالت تحت ازيز مروحية في السماء تراقب تظاهرة ضد العنف "مع باقي اسبانيا، لا اعتقد ذلك فقد سجل العديد من التحركات الاحتجاجية في كامل اسبانيا (..) الكثير من الناس يدعموننا. لكن بالنسبة للحكومة الاسبانية نعم".

ورغم الحزن كان هناك اجماع على المطالبة بالحوار. وحذر البريتش "يجب التفريق بين رفض مشاهد ما قامت به الشرطة ومقترح استقلال سيترك بصمته على اجيال".

واضاف "اعتقد ان الحوار بات أكثر اهمية من اي وقت مضى". من جانبه قال سيرجي كابيل "يجب ان تسود الحكمة (..) ان اعلان الاستقلال لن يوصلنا الى اي شيء".

واعتبر انتوني كريسبو ان اعلان الاستقلال من جانب واحد "سيكون خطوة بالغة الخطورة " مضيفا "يجب ان يتحاورا سواء رغبوا او لم يرغبوا، والا فاننا جميعا سنخسر، هم ونحن".