إيلاف من لندن: حذر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مسعود بارزاني من خطورة تحشده العسكري في محافظة كركوك وطالبه بسحب قواته من المناطق المتنازع عليها التي احتلتها قواته البيشمركة ودعا لادارة المناطق المتنازع عليه بادارة مشتركة بقيادة السلطات الاتحدية.

وخلال مؤتمر صحافي في بغداد عقب الاجتماع الاسبوعي لحكومته وتابعته "إيلاف" قال العبادي إن هناك الان تحشيد عسكري تقوم به سلطات اقليم كردستان في محافظة كركوك المتنازع عليها محذرا من هذا امر خطير وغير مقبول.. ودعا الاقليم إلى سحب قوات البيشمركة من المناطق التي احتلتها بعد تحريرها من قبضة تنظيم داعش مشددا على ان الامن في المناطق المتنازع عليها هو مهمة السلطات الاتحادية وقواتها الامنية.

ودعا العبادي إلى ادارة مشتركة للمناطق المتنازع عليها بقيادة اتحادية.. رافضا بشدة فرض الامر الواقع في هذه المناطق ومنع المواطنين من العودة اليها بالقوة.. وقال "عليهم ان ينسحبوا من المناطق التي احتلوها وسيطروا عليها بالقوة مستغلين انشغال القوات الاتحادية بمحاربة الارهاب.. لاننا لانريد صداما واراقة للدماء". 

وأشار إلى أنّ أكراد العراق حصلوا على مكاسب وامتيازات في العراق الجديد لم يحصل عليها أي مكون كردي في دول الجوار. 

وقال العبادي إن الدستور العراقي هو مرجعية الحكومة في التعامل مع دعوات الانفصال ونتائج الاستفتاء الكردي الاخير.. مؤكدًا أن شرطها للحوار مع سلطات الاقليم هو الالتزام بالدستور والغاء نتائج الاستفتاء.

وشدد بالقول ان "اننا نرفض الاستفتاء ونتائجه واجراءاته جملة وتفصيلا ولابديل عن الغاء كل ذلك".. وأوضح ان العديد من دول العالم قد ابلغت سلطات الاقليم ان موقفها مع بغداد وليس مع أربيل في مسألة الاستفتاء. 

وأكد العبادي ان اجراءات حكومته في مواجهة الانفصال هي لمنع التقسيم ولا تستهدف حياة المواطنين الأكراد ولذلك فهي لم تغلق اي طريق يؤدي إلى الاقليم وانما قررت فقط اخضاع الاجواء والمنافذ الحكومية للسلطة المركزية وليس للسلطة المحلية... موضحا ان الرحلات الجوية والعسكرية من وإلى الاقليم مستمرة.

وعبر العبادي عن الاسف لان سلطات الاقليم لم تتعاون مع القوات العراقية في عملياتها العسكرية الحالية لتحرير قضاء الحويجة جنوب كركوك وقال انها انحازت للخلاف السياسي على حساب العمل العسكري لمواجهة الارهاب. وأشار إلى أنّ هناك اجراءات ستتخذ ضد الموظفين من اصحاب الدرجات الخاصة الذين شاركوا في الاستفتاء وساعدوا على تنظيمه.

وأمس اعتبر رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني محافظة كركوك الشمالية المتنازع عليها كردية والاستفتاء على الانفصال شرعي ودستوري.

وقال بارزاني في كلمة خلال اجتماع في مدينة كركوك مع القادة السياسيين والعسكريين والاداريين الأكراد في المحافظة أن الإستفتاء لم يكن خطوة مخالفة للدستور العراقيلاولا يتعارض مع ميثاق الأمم المتحدة ولا مع المعاهدات الدولية لابل هو وسيلة لمنح الشرعية لمطالب وقرارات شعب كردستان لتقرير مصيره.. منوها إلى أن "الإستفتاء حمل رسالة وصوت شعب كردستان المطالب بالسلام إلى العراق ودول الجوار". وجدد تأكيداته "أن كركوك هويتها كردستانية وينبغي أن تكون أنموذجا للتعايش بين مختلف القوميات والأديان والمذاهب".

ويذكر انه في وقت يرفض تركمان وعرب كركوك ضمها إلى اقليم كردستان العراق الذي يحكمه الأكراد منذ عام 1991 فقد قال وزير الخارجية التركية مولود جاويش أوغلو الاسبوع الماضي إن تركيا ستتدخل عسكرياً إذا استُهدف التركمان في العراق الذين يشكلون غالبية سكان المحافظة حيث ترى تركيا نفسها حامية للمكون التركماني في العراق وخاصة في مدينة كركوك الغنية بالنفط. 

الرئاسة العراقية: بلدنا خسر برحيل طالباني قائدا لامعا

نعى الرئيس العراقي فؤاد معصوم ما وصفه بالزعيم الوطني الكردي العراقي البارز رئيس الجمهورية السابق الأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني المغفور له الرئيس جلال طالباني الذي فارق الحياة اليوم الثلاثاء بعد معاناة مع المرض.

واعتبر معصوم في رسالة إلى العراقيين اطلعت عليه "إيلاف" ان الشعب خسر برحيل مام جلال قائدا لامعا ومناضلا صلبا جمع بين الفكر القومي الانساني والوطنية الصادقة والثقافة الرفيعة فضلاً عن الايمان الراسخ بالفكر الديمقراطي التقدمي والاحساس العالي بالمسؤولية ومقارعة الظلم والاضطهاد، مستذكرا باعتزاز انخراطه في النضال من أجل خدمة شعبه منذ نعومة اظفاره. 

وقال "إذ نعزي شعبنا برحيل السيد جلال طالباني الذي خسرناه مناضلا صلبا جمع بين الفكر القومي الانساني والوطنية الصادقة والثقافة الرفيعة فضلاً عن الايمان الراسخ بالفكر الديمقراطي التقدمي والاحساس العالي بالمسؤولية ومقارعة الظلم والاضطهاد، فاننا نستذكر باعتزاز نضاله من أجل خدمة شعبه وأمته منذ نعومة اظفاره كما نستذكر الكثير من أدواره المشرِّفة التي كرسته مثالاً بارزاً للتلازم بين الفكر والمسؤولية، وواحدا من أبرز قادة المعارضة العراقية المناهضة للدكتاتورية والمناضلة من أجل عراق ديمقراطي متقدم وحر".

واضاف "حسبنا في هذه الخسارة ما تركه المغفور له من تاريخ نضالي حافل وذكر طيب في قلوب شعبه وأمته وجميع من عرفوه، ونعرب عن ثقتنا الراسخة بان اسمه سيظل مكتوبا في الصحائف البيضاء لتاريخ عراقنا.. لرحمة الواسعة للرئيس مام جلال.. وأحر تعازينا لعائلته الكريمة ولمحبيه وأصدقائه ورفاقه".

وفي وقت سابق اليوم اعلن عن رحيل الرئيس العراقي الساق جلال طالباني في المانيا حيث كان يعالج من ازمات صحية بعد حياة سياسية حافلة ارتبطت بتاريخ العراق والحركة الكردية في شمال البلاد وهو اول شخصية كردية تتولى رئاسة العراق منذ تأسيس الدولة العراقية عام 1921.

وكان طالباني (83 عاما) قد نقل إلى المانيا للعلاج من تصلب في الشرايين وجلطة دماغية اصيب بهما قبل ثلاثة اعوام.. وقد عاد إلى العراق في 17 ايلول (سبتمبر) اعام 2012 بعد رحلة علاج في المانيا استمرت ثلاثة اشهر بعد أن اجريت له عملية جراحية ناجحة. وقبل ذلك عولج طالباني مطلع عام 2007 في مدينة الحسين الطبية بعمان إثر معاناته من إرهاق شديد وفقدان الكثير من السوائل في جسمه. 

ومكث طالباني في ألمانيا نحو عام ونصف العام حتى عاد للعراق في 20 يوليو تموز عام 2014، إلا أن حالته الصحية بقت غير مستقرة وخلفه فؤاد معصوم وهو كردي ايضا في رئاسة الجمهورية حيث انتخبه البرلمان يوم 24 يوليو تموز عام 2014 رئيساً ثامنا لجمهورية العراق.