الرباط: أعلن المكتب المركزي المغربي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة للمحافظة على التراب الوطني( استخبارات داخلية) عن حجز اكبر كمية من مخدر الكوكايين في تاريخ البلاد، بلغ حجمها 2588 كيلوغراماً، وناهزت قيمتها 2.5 مليار دولار، وذلك في ضيعتين بمنطقة وادي الشراط (جنوب الرباط). 

وقال عبد الحق الخيام، مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية ، إن المعطيات المتوفرة تشير إلى أن المخدرات شحنت من فنزويلا وقطعت المحيط الأطلسي قبل أن يتم تسريبها من الحدود الجنوبية للمغرب.

وأضاف الخيام، خلال لقاء صحافي عقده اليوم بمقر المكتب في مدينة سلا المجاورة للرباط ، أن التحقيقات متواصلة لتفكيك امتدادات هذه الشبكة في باقي المدن المغربية، مشيرًا إلى حجز كميات أخرى من الكوكايين والحشيش ومبالغ مالية كبيرة بالدرهم المغربي والعملات الأجنبية وسيارات وبنادق صيد وهواتف نقالة ووسائل اتصال بالأقمار الصناعية، إضافة إلى اعتقال أشخاص، خلال مداهمات في الناظور والدار البيضاء بارتباط مع هذه العملية. 

وقال الخيام إن عدد المعتقلين في إطار هذه العملية بلغ حتى الآن 13 شخصًا، والبحث ما زال جاريًا عن آخرين. واشار إلى أن من بين المعتقلين أشخاصًا يحملون جنسية مزدوجة مغربية-إسبانية ومغربية- هولندية.

وقال الخيام إن هذه العملية كشفت أن العصابات الدولية لتهريب المخدرات أصبحت تنظر إلى المغرب ليس فقط كبلد عبور نحو أسواق دولية أخرى خاصة في أوروبا، ولكن أيضًا كسوق استهلاك لمادة الكوكايين. واضاف أن العصابة، التي تشبه في هيكلتها كارتيلات المخدرات في اميركا اللاتينية ، طورت شبكة موزعين عبر المدن المغربية الكبرى مثل فاس ومكناس والدار البيضاء وطنجة والناظور، والتي تقوم بتزويدها عبر السيارات بكميات تتراوح بين 100 و200 كيلوغرام انطلاقًا من مخازنها في الضيعتين . كما توجه كميات أخرى إلى شمال المغرب ليتم تصديرها إلى ألمانيا وإسبانيا وهولندا والإمارات العربية.

وأوضح الخيام أن المخدرات التي حجزت في الضيعتين على درجة فائقة من الصفاء، إذ تبلغ نسبة تركيز الكوكايين فيها 93 في المائة. وأشار إلى أن وزن المنتوج النهائي المعد للإستهلاك بعد تحويل هذه المادة الخام يقدر بنحو 12 طناً من المخدرات.

واشار الخيام إلى أن التحقيقات التي قادت إلى تفكيك هذه العصابة بدأت في 2014، عندما حجز رجال المكتب المركزي للأبحاث القضائية 226 كيلوغراماً من مخدر الكوكايين في مراكش ، واعتقلوا مجموعة من الأشخاص. وقال إن تحريات اليومين الأخيرين كشفت أن الرأسين المدبرين لهذه العصابة يوجدان في السجن، إذ جرى اعتقالهما خلال عملية 2014 بمراكش. وأوضح أنهما مغربيان يحملان الجنسية الهولندية. واشار إلى أن إجمالي المخدرات التي أدخلتها هذه العصابة إلى المغرب انطلاقاً من حدوده الجنوبية تقدر بنحو 5.4 اطنان من الكوكايين.

وفي خضم إجابته على أسئلة الصحافيين، أوضح الخيام أن بلدان أفريقيا جنوب الصحراء أصبحت تشكل مرفأ للمخدرات القادمة من أميركا اللاتينية عبر المحيط الأطلسي، وذلك بعد أن ضيقت عليها أميركا الخناق في طرق التهريب القديمة. وقال الخيام إن الطرق الجديدة التي تسلكها المخدرات في اتجاه أوروبا وآسيا عبر أفريقيا أصبحت تطرح بإلحاح ضرورة التعاون الأمني بين هذه البلدان في مواجهة هذه الآفة. وشدد الخيام بشكل خاص على ضرورة التعاون الأمني بين المغرب والجزائر في هذا المجال، محذرًا من تداخل المصالح بين الجماعات الإرهابية وغيرها من الجماعات المسلحة في منطقة الساحل والصحراء مع مصالح العصابات الدولية لتهريب المخدرات.

وعلى صعيد المغرب، نوّه الخيام بالتنسيق الوثيق بين المكتب المركزي للأبحاث القضائية وباقي الأجهزة الأمنية والإستخباراتية المغربية، والذي مكن من حجز هذه الكمية الهائلة من المخدرات، وبالتالي تفادي توزيع أزيد من 10 أطنان من مخدر الكوكايين في المغرب وأوروبا وبلدان أخرى.